أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : فقدان الثقة بالنفس والآخرين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم لا أملك نصاً واضحاً لسؤال.

حدث منذ سنتين تغير بشع في حياتي نتيجة لضغوط متراكمة شعرت وقتها باحتياجي لطبيب نفسي ولم أستطيع الذهاب في ذلك الوقت ومنذ عدة أشهر وصلت لأسوأ مرحلة وذهبت إلى طبيبين والتجربة الأولى كانت قاسية (دكتور زي الأفلام) أما الثانية غير مجدية، حالياً المشاكل تزيد وأخسر أقرب الناس وفقدت ثقتي في الأطباء وبصراحة في كل حاجة وللأسف أيضاً في نفسي، محتاجة أتكلم مع أحد لكن من غير ألم وغير قادرة أذهب لطبيب آخر (أخذت زولام وسيبراليكس)ولا أريد دواء ثانياً.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيراً على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية وفيما تقدمه.

فقد تلمست من رسالتك مستوى الإحباط والضجر وفقدان الثقة أيضاً بالخدمات التي يمكن أن يقدمها الطب النفسي، وعموماً بصفة عامة كنت أود أن أعرف المزيد من التفاصيل عن طبيعة مشكلتك والأعراض التي تعانين منها بالتفصيل، ولكن الذي أستخلصه هو أن الضغوط الحياتية المتراكمة جعلتك تعيشين في حالة من الضجر كما ذكرت وعدم القدرة على التوائم وعدم القدرة على التكيف، وهي بالطبع جزئيات من الاكتئاب النفسي.

بالطبع أنا أأسف جدّاً أنك لم تستفيدي من الطبيب الذي قمت بمقابلته، وحقيقة لا أود أن ألوم هذا الزميل، ولكن بأي حال من الأحوال يجب أن يكون الطبيب ملتزماً حيال مرضاه ويقدم النصح والاستشارة والتوجيه والاستبصار للمريض بكل صدق وأمانة وجدية.

عموماً أرجو ألا تكون هذه التجربة حكماً نهائياً على علاقتك بالطب النفسي، فهنالك إن شاء الله الكثير من الأطباء والمعالجين المتميزين المخلصين من أصحاب المقدرات الذين يستشعرون هموم وآلام مرضاهم، فهم الحمد لله موجودون، وأرجو ألا تيأسي أبداً ولا تعتقدي أن السبل قد أغلقت أمامك وأنك لن تجدي الشخص المختص المهني المحترف الملتزم الذي تستطيعين أن تشتكي له حالتك ويقدم لك الإرشاد اللازم.

الذي أنصح به أختي الكريمة هو أن تجلسي مع نفسك جلسة هادئة وانظري في هذه المشاكل مرة أخرى، انظري فيها بكل تجرد ودون تضخيم ودون تهويل، وبالطبع أرجو ألا تفهمي من كلامي أنني ألجأ إلى تهوين أو تقليل حجم المشاكل، لا، فالذي أود أن أتوصل إليه هو أن الكثير من الإخوة والأخوات يحكمون على أنفسهم أحكاما قاسية جدّاً وذلك نسبة لتقييمهم السلبي لذواتهم ولتضخيم وتجسيم المشاكل التي تحيط بهم وشعورهم بالسأم واليأس وافتقاد القدرة على مواجهة هذه الصعوبات.

أنت طبيبة بيطرية ولك بحمد الله المعرفة والعلم وكذلك الشخصية التي تجعلك تجلسين جلسة صادقة مع نفسك وتقيمين الأمور مرة أخرى، وفي أثناء تقييمك لهذه المشاكل أرجو أن تبحثي في نطاق القوة التي لديك وتسخرين هذه الإمكانات الكامنة من أجل مواجهة هذه المشاكل. علماً بأن الإنسان الذي تواجهه مشاكل كثيرة ليس من الضروري أن يصل إلى حلها جميعاً، فالإنسان يحاول أن يحل ما يمكن حله ويجمد ما يمكن أن يجمد ويتجاهل ما يمكن أن يتجاهل، هذه هي المبادئ العامة.

ولا تجعلي المشاكل سبباً لتعطيل حياتك، فأنت أمامك أشياء كثيرة يمكنك أن تقومي بها، فأنت في ريعان الشباب ولك الطاقة ولك القوة ولك المقدرة، فقط تحتاجين لئن تعيدي تقييم هذه المشاكل وتعيدي تقييم مقدراتك ولا تقسي على نفسك ولا تحقري أبداً من طاقاتك، فأنت - إن شاء الله - لك المقدرة لمواجهة المشاكل التي جعلت تفكيرك يكون على النمط السلبي، كوني أكثر إيجابية وانظري إلى الجوانب المشرقة في الحياة وفي شخصيتك.

ثانياً: الإنسان دائماً يحاول أن يسترشد بمن يثق فيه، والحمد لله نحن كأمة عربية وإسلامية يوجد بيننا التواصل ويوجد التلاحم والتآزر والتناصح، فسيكون أيضاً من الجميل جدّاً أن تستشيري وأن تطلبي الدعم المعنوي لمن تثقين فيه وأن تفرغي عن نفسك، فتحدثي عن هذه الصعوبات مع من تثقين فيه، وليس من الضروري أن يكون طبيباً نفسياً مختصاً، فهنالك الكثير من العقلاء، وهنالك الكثير من الذين لديهم القدرة لإسداء النصح والمساندة، فأرجو ألا تتركي هذه المشاكل تسيطر على تفكيرك، فلابد أن تخرجي ولابد أن تفرغي ولابد أن تسترشدي برأي الآخرين، فإن هذا فيه خير كثير لك.

ثالثاً: أرجو أن تطوري نفسك من الناحية المهنية، فلا تتركي لهذه المشاكل الفرصة لتسيطر عليك وتعطلك، فأنت محتاجة حقيقة لما يعرف بـ (المثابرة التعويضية) أي أن تنمي مقدراتك وأن تحسي بالمتعة والرضا في حياتك المهنية، فإن هذا - إن شاء الله - يقلل من مشاغلك وقلقك نحو المشاكل الحياتية الأخرى.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، وأنت الآن تستعملين الزولام Zolam والسبرالكس Cipralex.

الزولام أو ما يعرف تجارياً باسم (زانكس Xanax) هو دواء جيد لعلاج القلق والتوتر ويؤدي إلى الاسترخاء، ولكن حقيقة هو دواء فائدته وقتية وآنية، كما أننا لا ننصح باستعماله لفترات طويلة وذلك خوفاً من الإدمان والتعود؛ لأنه دواء إدماني وتعودي، فأرجو أن تتوقفي عن تناول هذا الدواء، وإذا كانت الجرعة التي تتناولينها كبيرة فعليك بالتدرج في إيقافه ويجب أن يكون ذلك خلال أسبوعين.

أما بالنسبة للسبرالكس فهو علاج ممتاز وفعّال وسليم جدّاً، وهو مزيل للاكتئاب والقلق والمخاوف ومحسن للمزاج بدرجة كبيرة، فأرجو أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام في اليوم، وأعتقد هذه هي جرعة البداية التي أنت عليها، وبعد أسبوعين ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجرام - وهذا ضروري جدّاً لأن كل الأبحاث الحديثة تدل أن الجرعة الفاعلة في مثل هذه الحالات هي عشرون مليجراما – يومياً لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرام يومياً لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله.

هذا الدواء كما ذكرت لك دواء سليم وفعّال ونسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه الفائدة والخير، ونصيحتي أيضاً أن تكوني جيدة في إدارة الوقت وفي إدارة الزمن؛ لأن هذا يساعدك كثيراً في أن تحسي بالرضا وأن تحسي أنك - إن شاء الله تعالى – لك القدرة أكثر على مواجهة المشاكل التي ترينها الآن مستعصية، فخذي الأمور بتفاؤل أكثر وأرجو أن تثقي في الله أولاً ثم في مقدراتك، وأرجو أن ترفعي من تقدير ذاتك، فأنت - إن شاء الله تعالى – لديك القدرة لحل كل هذه الصعوبات - بإذن الله تعالى – وتذكري أنه ليس من الضروري أن نحل كل المشاكل، فهذا ليس ضرورياً وربما يكون مستحيلاً، إنما نحل ما يمكن أن نحله ونجمد ما يمكن تجميده، ونتجاهل ما نستطيع أن نتجاهله.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والصحة والعافية.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1743 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1324 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2389 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1731 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3648 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ