أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : تخوف المرأة المخطوبة من المستقبل والانتقال إلى بيت الزوجية
أنا فتاة في الـ 22 من عمري، مخطوبة منذ سنتين، ولكن دائماً ينتابني شعور التردد والخوف من المستقبل، خاصة أنني سوف أعيش بعيداً عن أهلي في محافظة أخرى، أنا خائفة جداً من المستقبل، وخائفة يتغير خطيبي معي عندما نتزوج وأندم بعد ذلك وأعيش حزينة، هو يحبني جداً - الحمد لله - ولكني أسمع أن بعد الزواج كل شيء يتغير.
أرجوكم أفيدوني في أمري.
ويا ليت يكون هناك أي دعاء يبعد عني تلك الوساوس والخوف.
وكل عام ونحن وأنتم وجميع المسلمين والمسلمات بخير، وورمضان كريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dodo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يثبتك على الحق، وأن يُذهب عنك هذه المخاوف، وأن يجمع بينك وبين زوجك على خير، وأن يعينك وإياه على تأسيس أسرة طيبة مستقرة سعيدة مباركة، وأن يمنَّ عليكم بذرية صالحة.
بخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإن هذا الشعور بالتردد والخوف من المستقبل فإنه أمر لا حقيقة له؛ لأن الحياة الزوجية قطعاً إذا قامت على أسس صحيحة وسليمة ستكون أسعد مما أنت فيه مئات المرات، فالمرأة عموماً لن تسعد ولن تهنأ إلا في كنف رجل يحبها ويحترمها ويُحسن عشرتها وتُؤسس معه أسرة وتُنجب معه ذرية وأبناء.
أما لو أن الفتاة ظلت في بيت أبيها حتى وإن كان أبوها قد وفر لها كل أمور الحياة فإنها ستشعر بأنها غريبة وأنها تعيش في واقع غير واقعها، فإن الأصل أن تعيش المرأة في بيت زوجها، وأن تشعر بأنها ملكة متوجة في بيتها، تتصرف كيفما شاءت وفق الضوابط الشرعية وأحوال الأسرة، وتنتظر زوجها بلهفة وشوق ورغبة، فإذا ما دخل إليها دخلت السعادة معه والأُنس والفرح.
ولذلك إن هذا الشعور بالخوف أو الشعور بالتردد لا أساس له، وإنما هذا كله من الشيطان، وهذا كله من الأفكار غير الصحيحة التي سمعتها عن الحياة الزوجية.
الحياة الزوجية - بارك الله فيك – حياة سعيدة وحياة طيبة، خاصة إذا كانت الأخت فاهمة ومدركة لدورها كامرأة مسلمة؛ ولذلك أنا أتمنى – وهذه نصيحتي لك – أن تقرئي بعض الكتب المتعلقة بالحياة الزوجية - من الناحية الشرعية قطعاً – (كيف تكسبين زوجك)، (الطريق إلى قلب الزوج)، وهنالك كتب طيبة توجد في المكتبات الإسلامية وغيرها.
تستطيعين من خلالها أن تأخذي قدراً واسعاً من الثقافة عن طبيعة العلاقة ما بين الرجل والمرأة وعن كيفية التعامل وكيفية الوصول إلى إرضاء الزوج، وبذلك ستكون حياتك أسعد حياة - بإذن الله تعالى - .
وكونك تعيشين في محافظة أخرى أو في غيرها فإن هذا لا يؤثر في شيء، بل قد تكونين في دولة أخرى بعيدة عن أبيك وأمك وعن دولتك تماماً – بل في قارة أخرى – وتكونين في قمة السعادة، وأحياناً تكونين على بعد أمتار معدودة من أهلك وتكونين في قمة التعاسة – والعياذ بالله تعالى - فإذن مسألة المسافات لا علاقة لها بذلك.
أنا أريد أن تكوني امرأة ناجحة وأن تكوني إنسانة فعلاً متميزة، وذلك بأخذ حظ وافر الآن، وأنت الآن لم تُشغلي بالزواج فاجتهدي - بارك الله فيك – في قراءة هذه الكتب ومعرفة كل شيء يتعلق بالحياة الزوجية حتى في الفراش وغير ذلك، فاعرفي كل شيء لأنك الآن مخطوبة وأنت على قرب الزواج، وأنا لا أفهم معنى (مخطوبة) هل مخطوبة بدون عقد أم بعقد؟ لأن مدة سنتين هذه مدة طويلة، ولكن في جميع الأحوال الفرصة الآن أمامك متاحة قبل أن تنتقلي إلى عش الزوجية أن تأخذي قسطا وافرا من الثقافة المطلوبة فيما يتعلق حتى بالطعام وبترتيب غرفة النوم والبيت وبالملابس الخاصة بك وبالعطور التي تستعملينها وكيفية صنع الوجبات الشهية، الطعام الجيد، أو أن تكون مثلاً أسرتك أسرة سعيدة وأن يكون بيتك كأنه روضة من رياض الجنة.
هذا هو المطلوب أن تركزي عليه الآن، حتى إذا ما دخلت بزوجك - بإذن الله تعالى – ودخل بك وفرت له حظاً من السعادة أدى إلى استقرار الأسرة؛ لأن الرجل لا يريد من امرأته إلا أن تكون امرأة صالحة وأن تكون عفيفة وأن تكون نظيفة وأن تكون مطيعة وأن تكون أمينة، وأن تكون وردة أمامه دائماً طيبة الرائحة حسنة المظهر.
بذلك - بإذن الله تعالى – لن تكون هناك أي مشاكل، وبإذن الله ستكونين من أسعد الزوجات، وستنتجين للأمة الإسلامية أبناءً سعداء صالحين؛ لأن سعادة الأسرة تنعكس على سعادة أفرادها، ولن تستطيعي أن توفري ذلك إلا إذا قمت بدورك بالطريق الصحيح؛ لأنك إذا قمت بدورك على الوجه الأكمل فسيتم القضاء على أسباب المشاكل، وتعيشين حياة سعيدة كأنك في الجنة قبل جنة الآخرة.
أما بالنسبة للدعاء فسلي الله تعالى أن يصرف عنك هذه الوساوس والمخاوف، وسليه أن يبدلها بالطمأنينة والسكينة، وهي مجرد مخاوف فبل الزواج فإذا دخل بك زوجك تزول كل هذه المخاوف - إن شاء الله - وتحسين بالطمأنينة، ولا تنسي أن تكثري من قراءة القرآن الذي من قرأة ذهب عنه كل ما يجده من آلام، وأحس بالطمأنينة قال تعالى:
((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))[الرعد:28].
أسأل الله لك التوفيق والسداد والسعادة الدائمة، وأن يمنَّ الله عليك بالزواج العاجل الصالح، وضمّ حياتك إلى حياة زوجك، وتأسيس أسرة طيبة مباركة.
هذا وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هي الأمور التي تناقش أثناء الرؤية الشرعية؟ | 38817 | الخميس 31-01-2019 06:49 صـ |