أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : مشاكل الرهاب الناتج عن القولون العصبي والعلاج الدوائي والسلوكي لهما

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأعاد عليكم شهر رمضان بالخير واليمن والبركة

نظراً لثقتي الغالية بكم أطرح عليكم استشارتي التالية:

أعاني من الرهاب منذ مدة طويلة، وأتناول السيروكسات 20 ملغ يومياً منذ سنة ونصف، وأشعر بتحسن ملموس عما كنت عليه من قبل، وأعاني من القولون العصبي وأتناول دوسبتالين 135 ملغ، وأحياناً دامتيل 50 ملغ .

إلى الآن تأتي الآلام العضلية بشدة، وأحياناً بدون سبب، ويصاحب الألم نفخة في البطن، وتجشؤ وألم في المريء؛ ولذلك أشعر بخوف شديد؛ لأنني أعتقد أنها من القلب، علماً أني أجريت كل شيء من تحاليل وتصوير واختبارات جهد، والنتائج كلها سليمة - والحمد لله - وعملت منظاراً للمريء والمعدة وتبين وجود فتق حجابي صغير وقرحة خامدة في الإثني عشر.

وأعلمكم أنني بلحظة ضعف عدت إلى التدخين بعد سنة وسبعة أشهر من تركه، وقد زاد وزني من 84 إلى97 وبدأت أقلق من هذا الوزن.

سؤال آخر: نومي أصبح قليلاً جداً 3 أو 4 ساعات يومياً فقط، وأشعر بالإرهاق، وأحس بأنني أسمع دقات قلبي، الضغط عندي 120/80 والحمد لله .

أتمنى منكم أن تساعدوني على وضع برنامج علاجي وسلوكي للحالة التي أنا فيها!

ولكم جزيل الشكر من أعماق قلبي.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك وكل عام وأنتم بخير، ونسأل الله تعالى أن يبلغنا شهر رمضان الكريم ويجعلنا من الصائمين التائبين العابدين، وجزاك الله خيراً على ثقتك فيما تقدمه الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يجعلنا عند حسن ظنك.

بالنسبة للعلاج الدوائي الذي تتناوله، فلا شك أن الزيروكسات Seroxat من الأدوية الجيدة جدّاً ومن الأدوية السليمة جدّاً، وكنتُ أود أن أنصحك بأن ترفع الجرعة إلى حبة ونصف في اليوم؛ لأن ذلك – إن شاء الله – سوف يساعد على القضاء على الأعراض التي تعاني منها، ولكن الإشكال ربما يكون في زيادة الوزن؛ لأن الزيروكسات في حد ذاته ربما يساهم قليلاً في زيادة الوزن، خاصة في الأربعة أو الخمسة أشهر الأولى من العلاج.

وعموماً اترك الجرعة كما هي – حبة واحدة في اليوم – ولا مانع أن تتناول (دوسبتالين) ويفضل أن تتناوله بجرعة مائتين مليجراماً في اليوم، وليس مائة وخمسة وثلاثين، كما أن الدوجماتيل Dogmatil بجرعة خمسين مليجراما يومياً يفضل أن تتناوله بانتظام، أي تتناوله خمسين مليجراماً يومياً على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتناوله عند اللزوم.

هذه الأعراض الجسدية خاصة أعراض المعدة فيها الجانب (النفسوجسدي)، بمعنى أن منشأها في الأصل هو نفسي، ولكنها تظهر في شكل أعراض عضوية؛ لأن الرهاب في الأصل هو نوع من القلق، والقلق فيه المكون النفسي وفيه المكون العضوي، وبالرغم من ظهور هذا الفتق البسيط في الحجاب الحاجز فلا أعتقد أنه مشكلة أساسية وهو أمر بسيط جدّاً، وكذلك القرحة ما دامت خامدة فلا خوف منها إن شاء الله تعالى.
لكن رجوعك إلى التدخين في نظري هو مشكلة كبيرة، ويجب أن تتوقف منه على الفور؛ لأن التدخين سوف يزيد من هذه الأعراض العضوية وذلك بجانب المضار الأخرى التي يسببها التدخين، وما دمنا مقدمين على شهر رمضان الكريم فإن هذه فرصة عظيمة لك أن تقلع عن التدخين، فأرجو أن تتخذ قرارك الآن؛ لأن صحتك أهم من أن تكون مستعبداً للدخان أو لجرعة بسيطة من النيكوتين.

أما بالنسبة لاضطرابات النوم فإنها حقيقة كثيراً ما تحدث للناس حينما تكون ناتجة من الحالات النفسية وأحياناً كثيراً ما تكون ناتجة من سوء الصحة النومية أو عدم تنظيم الصحة النومية.

هنالك علاجاً سلوكياً ضرورياً سوف يفيدك في كل هذه الأعراض التي ذكرتها من آلام عضلية واضطراب في النوم وحتى التوقف عن التدخين، وهذا العلاج السلوكي هو ممارسة الرياضة، فإن الرياضة ذات قيمة عالية جدّاً وتؤدي إلى إفراز مواد كيميائية في المخ تعرف باسم (إنكفلين Enkephalins) و(إدينورفين Dinorphins) ويسميها البعض بـ (أفيونات المخ الداخلية) ويعرف عنها أنها تؤدي إلى استرخاء وتؤدي إلى الراحة النفسية وتؤدي إلى تحسن النوم.

فبالرغم من مشاغلك أرجو أن يكون لك برنامج رياضي يومي – كرياضة المشي أو الجري – لمدة أربعين دقيقة إلى ساعة في اليوم تعتبر مطلوبة جدّاً، وفي أقل الظروف يجب ألا تكون أقل من ثلاث مرات في الأسبوع إن لم تكن يومياً.

بالنسبة لبقية البرامج السلوكية فهي أن تفكر إيجابياً..انظر إلى حياتك بمنظار إيجابي، فكل ما قمت بإنجازه في الحياة فحاول أن تعظمه وحاول أن تضخمه وحاول أن تجسده وحاول أن تبني عليه، هذا يعني أن تحقر الفكر السلبي، أن تحقر أي فكرة سالبة انتابتك وتستبدلها بفكرة إيجابية.

من أفضل أنوع العلاج السلوكي هو إدارة الوقت، فقد تستغرب لذلك، ولكن قد وجد أن إدارة الزمن بصورة صحيحة، بمعنى أن نخصص وقتاً للراحة ووقتا للعمل ووقتا للتواصل الاجتماعي ووقتا للعبادة ووقتاً للترفيه عن النفس بما هو مشروع، فقد وجد أنه من أفضل وأحسن أنواع العلاج السلوكي.

بعد ذلك يأتي بالطبع العلاج السلوكي الخاص للرهاب والخوف، وهو أن تحقر فكرة الخوف، وأن تعرض نفسك لمصادر خوفك في خيالك وتطبيقاً في خيالك، فإذا كنت تخاف من شيء معين فتأمل أنك في مواجهة هذا الموقف وأنه لا مفر لك مطلقاً من مواجهته، فيجب أن تعيش هذا الخيال لمدة ربع ساعة على الأقل، وعلى سبيل المثال: إذا كان لديك الخوف من مواجهة الناس فتأمل أنه طُلب منك أن تصلي بالناس صلاة الجماعة، عش هذا الموقف بخيال قوي وبجدية، وتصور أن لديك وليمة أو دعوة أو مناسبة كبيرة في منزلك وأتاك الضيوف من أماكن بعيدة، ويجب أن تكون في استقبالهم، وأن تحسن ضيافتهم – وهكذا – عش هذه المواقف بقوة وبتمعن.

بعد ذلك قم بالتطبيق العملي، وأنت - الحمد لله - تعمل في تجارة الملابس، وهذه بالطبع تتطلب مهارات اجتماعية وتواصل مع الزبون، استغل هذه المهنة التي تمارسها من أجل أن تكون أكثر اجتماعياً، وحاول دائماً أن تنظر إلى الناس في وجوههم، وحاول أن تحيهم التحية الطيبة، وحاول أن تبتسم في وجوههم، هذا كله نوع من العلاج السلوكي.

إذن هذه هي الإرشادات التي أود أن أوجهها لك، وبالنسبة لزيادة الوزن فبالطبع فإن ممارسة الرياضة سوف تقلل من ذلك كثيراً، كما أن التحكم في الطعام والأغذية التي تتناولها سيكون أيضاً له الأثر الإيجابي في إنقاص الوزن، ونحن على أعتاب شهر رمضان وهذه فرصة حقيقة أن نرجع بأنفسنا وننظر في صحتنا الجسدية وصحتنا النفسية؛ لأن رمضان فرصة عظيمة جداً يجب الإنسان أن يراجع نفسه في أمور دينه ودنياه، ومن أفضل وسائل تخفيف الوزن لا شك هو الصيام.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وجزاك الله خيراً، وكل عام وأنتم بخير.

يرجى مراجعة الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ).

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1743 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1324 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2389 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1731 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3648 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ