أرشيف المقالات

معنى الطوال والمثاني والمفصل والمئين

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
معنى الطوال والمثاني والمفصَّل والمِئِين
الإمتاع بفتاوى التلاوة والاستماع (22)
(فتاوى وأحكام شرعية حول تلاوة وسماع الآيات القرآنية)

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أعطيتُ مكان التوراة السبعَ، وأعطيتُ مكان الزبور المِئِين، وأعطيتُ مكان الإنجيل المثاني، وفضِّلت بالمفصَّل[1].
 
فهذا الحديث يبيِّن أن هذه الأقسام ليست مستحدثة، وأن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي - صلى الله عليه وسلم[2].
 
فأما السبع، فهي السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة؛ لأنهم كانوا يعدون الأنفال وبراءة سورة واحدة.
 
وأما المِئُون، فهي السور التي يقترب عدد آياتها من المائة أو تزيد.
 
وأما المثاني، فهي ما ولى المِئِين، وقد تسمَّى سور القرآن كلها مثاني؛ ومنه قوله -تعالى-: ﴿ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ﴾ [الزمر: 23]، ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي ﴾ [الحجر: 87].
 
وإنما سمي القرآن كله مثاني؛ لأن الأنباء والقصص تثنى فيه، ويقال إن المثاني في قوله - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي ﴾ [الحجر: 87]، هي آيات سورة الحمد، سماها مثاني؛ لأنها تثنى في كل ركعة.
 
وقال الفراء: "المثاني هي السور التي آيُها أقل من مائة آية؛ لأنها تثنى؛ أي؛ تكرر أكثر مما تثنى الطوال والمئون.
 
وأما المفصل، فهو لفظ يطلق على السور بَدْءًا من "سورة ق" إلى آخر المصحف.
 
وقيل: إن أوله سورة الحجرات، وسمي بالمفصل لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة، وقيل لقلة المنسوخ منه؛ ولهذا يسمى المحكم أيضًا، كما روى البخاري عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال: "إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم"[3]، والمفصل ثلاثة أقسام: طوال، وأوساط، وقصار.
 
فطواله من أول الحجرات إلى سورة البروج.
 
وأوساطه من سورة الطارق إلى سورة البينة.
 
وقصاره من سورة إذا زلزلت إلى آخر القرآن[4].
 
وهناك ما يسمى بالحواميم، وهي السور التي تبدأ بـ ﴿ حم ﴾، والله أعلم.

[1] حديث حسن: رواه الطبراني في الكبير (8003) (8/258)، (186) (22/75)، (187) (22/76)، وفي مسند الشاميين (2734) (4/62،63)، وأحمد (17023) (4/107)، والطيالسي في مسنده (1012) (1/136).

[2] انظر أسرار ترتيب القرآن للسيوطي (1/72).

[3] صحيح البخاري (4748) (4/1922).

[4] انظر البرهان للزركشي (1/244)، مناهل العرفان للزرقاني (1/243،244).

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢