أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : إرشادات لفتاة تعاني من شدة الغيرة وسرعة الغضب والكبر وكراهة المسيئين إليها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
أنا فتاة عمري (19) عاماً، وأدرس في الجامعة، أعاني من الغيرة الشديدة وأتعصب وأغضب بسرعة، مما يسبب لي قلقاً دائماً، حتى إنني أصبح قليلة الأدب مع والدي وأجرح الكثير ممن حولي، والآن أصبح الناس كلهم لا يتحملونني، مع العلم أنني طيبة القلب وكريمة وأتعامل معهم بحسن النية، وخاصة عندما أنام أندم لما فعلته، ولكن عندما يسيء أحد إلي أصبح أكرهه جداً ولا أتحمله حتى وإن كانا والدي.

لذا أنا خائفة على نفسي ولا أعرف كيف أتصرف؟! مع العلم: أنا حساسة جداً وأكبت الأشياء في داخلي ولا أحكيها لأحد، وأحس دائماً بالنقص في كل شيء، مع أنني أملك كل شيء وأخجل كثيراً، ومتكبرة بعض الشيء، وقليلة الكلام مع الناس، وأعمل وأفعل الأشياء لوحدي ولا أتعامل مع الناس، وأنا طموحة جداً وأصبت بالإحباط كثيراً، وأنا محافظة على الطاعات وأخاف الله كثيراً، لذا أنا أشعر بالذنب وأريد أن تساعدوني لأكون طبيعية ومحبة للناس.

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hiba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله - تبارك وتعالى - أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرزقك محاسن الأخلاق، وأن يرزقك الحلم والأدب والتواضع، وأن يجعلك من عباده المقبولين لديه والمحببين لدى جميع خلقه، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك ابنتي الكريمة الفاضلة: فإنه يبدو – والله أعلم – أنك ضحية تربية غير طبيعية؛ لأن هذه الأمراض التي ذكرتها كلها تنمُّ على أنك شخصية غير سوية، وأن لديك الكثير من المشاكل أدت بك إلى تلك التصرفات المزعجة التي أصبحت أنت شخصياً منزعجة منها إلى هذا الحد؛ لأن بعض الآباء والأمهات قد يدللون أبناءهم إلى درجة تُفسد عليهم حياتهم، ويخرج الإنسان منا إلى الحياة وهو لا يحمل أي قدر من العلاقات الاجتماعية الناجحة، ولذلك يبدأ يتصرف مع الناس تصرفات لا تُقبل من الناس، لأنها مزعجة وغير طبيعية، وهو يظن أنه على خير وأن العيب في الناس وليس فيه.

أما أنت الآن فتشعرين - بارك الله فيك – بأن العيب فيك، وأن هذه التصرفات فعلاً ليست طبيعية، وأن الناس يكرهونك وأن الناس لا يحبونك على اعتبار أنك تزعجينهم ولا تحسنين التعامل معهم، ومن أساء إليك في أي إساءة فأنت لا تغفرين له حتى وإن كان أقرب الناس إليك! هذه كلها -حقيقة- تدل على أنها غير طبيعية، ولذلك أنا أنصحك بدايةً أن تقومي بعمل رقية شرعية لنفسك؛ فإنه – الحمد لله تعالى – عندنا في قطر هنا في المكتبات الإسلامية كتب، مثل كتاب (ارق نفسك بنفسك)، أو (عالج نفسك بنفسك)، وهناك أيضاً بعض الكتب التي تتكلم عن طريقة الرقية الشرعية، كما أن هناك أيضاً بعض الأشرطة كألبوم للشيخ (محمد جبريل) اسمه (الرقية الشرعية) في أربعة أشرطة في بعض المكتبات الإسلامية، فمن الممكن أن تستمعي لهذه الأشرطة؛ لأني واثق من أنه قد يكون هناك سبب غير ظاهر هو الذي يؤدي إلى هذه التصرفات التي تجعلك في هذا الوضع السيئ، وتشعرين بأنك بخيلة أو محتاجة إلى كل شيء وأنه ينقصك كل شيء رغم أنك تملكين كل شيء.

إذا لم تجد هذه الكيفية فمن الممكن أن تذهبي إلى بعض المشايخ من أئمة المساجد الذين لديهم تصريح من وزارة الأوقاف ليقوم بالقراءة عليك في وجود محرم من محارمك، لعل وعسى أن يكون الأمر من هذا الباب فيصرف بإذن الله تعالى.

ولكن اعلمي - بارك الله فيك – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال – كما هو معلوم في أصول الإيمان-: (وأحب للناس ما تحب لنفسك)، فإذا كنت مصرة على موقفك هذا الذي أنت فيه فقطعاً لن تتقدمي قيد أنملة ولن يقبل الناس عليك؛ لأن الناس بطبيعتهم لا يحبون من يتكبر عليهم ولا من يتعالى عليهم ولا من يسيء إليهم، ولذلك إذا أردنا التغيير فلتبدئي أنت أولاً من داخلك، هذه التصرفات المزعجة لابد من أن تضعي لها حداً وأن تقاومي رغباتك المزعجة بكل ما أوتيت من قوة، وأن تجتهدي - بارك الله فيك – في أن تكسبي محبة ومودة من يتعامل معك، وأن تقومي بهضم نفسك.

وأتمنى - بارك الله فيك – أن تقرئي في كتب الزهد والرقائق مثلاً، ككتاب (مختصر منهاج القاصدين) أو كتاب (تزكية الأنفس)، أو كتاب (البحر الرائق)، وأن تقرئي على وجه الخصوص عن صفة الصبر وصفة الحلم وصفة التواضع؛ لأن هذه الصفات سوف تكسبك خيراً كثيراً - بإذن الله تعالى – وسوف تكون عاملاً مهماً في تطوير علاقاتك الاجتماعية وفي إخراجك من هذه الحالة التي تشعرين فيها بالنقص وتشعرين فيها بكراهية الجميع لك.

كما أنصحك - بارك الله فيك – أن تطلبي من الوالدة أن تدعو لك؛ لأن دعاء الوالد لولده لا يرد، فاطلبي منهم أن يدعوا لك، وعليك أيضاً أنت كذلك بالدعاء، وأبشري بفرج من الله قريب.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد، وأن يلين قلبك لمحبة الناس وأن يحبب خلقه فيك وأن يجعلك من المقبولين عنده ومن المقبولين بين الناس.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للغضب: ( 276143 - 268830 - 226699 - 268701 ).
هذا وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف نفرق بين الأغاني المباحة والممنوعة؟ 1291 الثلاثاء 28-04-2020 05:08 صـ
ما علاج كثرة الفزع والخوف عند دخول أي أحد علي؟ 1592 الاثنين 20-04-2020 04:41 صـ
بفضل الله ثم بفضلكم عدت لحياتي، فشكراً لكم إسلام ويب 2759 الأحد 19-04-2020 03:56 صـ
كيف أنشغل بعيوبي وأسعى لإصلاحها؟ 1014 الأربعاء 08-04-2020 04:04 صـ
كيف أصل لحب النبي صلى الله عليه وسلم؟ 920 الأربعاء 15-04-2020 02:28 صـ