أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : عدم التورع عن النظر إلى الحرام ومقارفة الشهوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أحاول أن أكون ملتزماً بالدين ولكن تأخذني الشهوات بعيداً عنه، أعرف أهمية الصلاة مثلاً، لكنني أفوتها وربما أخرجتها عن وقتها.
المشكلة أنني أعتقد بالإسلام كمنهج حياة لكنني أعاني من هذا التناقض، هل هذه حالة مرضية؟ عندي مشاكل مع زوجتي وفي العمل، متزوج لكن لا أتورع عن النظر، هل هذا جنون؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو البراء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن الالتزام بالصلاة مفتاح لإعادة التوازن والخير إلى شخصك، وسؤالك هذا هو البداية الصحيحة، وهنيئاً لمن يسأل ثم يلتزم بما يأتيه من الجواب، فتوجه إلى ربك الكريم الوهاب، واسأله الهداية للخير والصواب، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك الأحباب.
ولا يخفى عليك أن الإنسان في صراع مع الشيطان والنفس والهوى، ولكن المؤمن قادر على الانتصار بفضل الواحد القهار، والنفس تحتاج إلى ترويض وتدريب، وقد أحسن من قال:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
والهوى هو استجابة الإنسان لنداء النفس وإن خالفت الشرع، أو الميل للمحبوبات وإن كانت مما يجلب غضب رب الأرض والسماوات، وقد أحسن من قال:
إن الهوان هو الهوى قلب اسمه *** فإذا هويت فقد لقيت هواناً
وأنت بلا شك قادر على قهر هؤلاء الأعداء لأنك مسلم تستطيع أن تترك الطعام، وكذلك الشراب طلباً لرضوان الله، فكيف تجعل خيارك للشهوات؟
أما بالنسبة لعدونا الأكبر اللدود والشيطان فإن المسلم ينتصر عليه بالاستعانة بالله والتوكل عليه، وقد قال الله سبحانه: (( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ))[النحل:99]، وكيد هذا العدو ضعيف كما أخبرنا بذلك ربنا سبحانه في كتابه (( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ))[النساء:76].
فأرجو أن تعلم أن أمورك كلها سوف تنصلح عندما تُصلح ما بينك وبين الله، فإن المعاصي هي سبب كل الأزمات والمشكلات، قال رب الأرض والسماوات: (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ))[الشورى:30]، وقد قال بعض السلف: (والله إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وفي خلق امرأتي وفأرة بيتي) فإن للمعاصي شُؤمها وآثارها وثمارها المرة.
وحتى يسهل عليك أمر الالتزام فنحن ننصحك بما يلي:
(1) عليك بكثرة اللجوء إلى الله عز وجل.
(2) عليك بالبحث عن رفقة صالحة تذكرك بالله تعالى إذا نسيت وتعينك إذا ذكرت.
(3) سارع بالتوبة، فإن الإنسان لا يدري متى ينتهي أجله وعليك بكثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار.
(4) راقب الله سبحانه واعلم أن نظره إليك أسرع من نظرك إلى النساء، وتذكر أن محافظتنا على أعراضنا تبدأ من محافظتنا على أعراض الآخرين.
أما بالنسبة لما بينك وبين أهلك فأرجو أن يصلنا منك توضيح حتى نساعدك بالإرشادات الشرعية، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يعيننا على طاعة رب البرية.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ | 3471 | الخميس 23-07-2020 05:29 صـ |
يضطرب حال جسمي وقلبي عند فعل معصية، فما سبب ذلك؟ | 1796 | الثلاثاء 21-07-2020 03:19 صـ |
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! | 1977 | الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ |
ما الفائدة من الزواج في ظل هذا الفساد؟ | 1621 | الثلاثاء 14-07-2020 05:37 صـ |
أنا شاب ودواعي الانحراف كثيرة، ما نصيحتكم؟ | 1258 | الخميس 09-07-2020 05:30 صـ |