أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو تيمية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الإمام أحمد عرضت له فتاتان: الأولى بارعة في جمالها متوسطة في دينها، والثانية متوسطة في جمالها قوية في دينها، فقال رحمه الله: (أريد صاحبة الدين) وقد أحسن رحمه الله، وتلك وصية رسولنا الأمين، وعاش الإمام معها ثلاثين سنة ثم قال بعد يوم موتها: والله ما اختلفنا في كلمة، وأرجو أن تعلم أن الدين يصلح كل خلل ويجبر كل نقص.

وقد أحسن من قال:
وكل كسر فإن الدين يجبره **** وما لكسر قناة الدين جبران

ولا شك أن جمال الدين مقدم، وهو جمال الباطن، وجمال الجسد له عمر محدود، ولكن جمال الروح بلا حدود.

وأرجو أن تصلي صلاة الاستخارة وتشاور من حضرك من أهل الخبرة والدراية ثم توكل على من بيده الخير والهداية.

ولا يخفى على أمثالك أن إصلاح المرأة بعد الزواج ليس بالأمر السهل، ولست أدري كيف مستوى تدينك أنت، فإنه كما قيل (لا يؤثر إلا المتأثر) كما أرجو أن تحاول معرفة رأي والديك ومحارمك، فإن من سعادة الإنسان أن يفوز بصاحبة دين وأخلاق ترضاه والدته ويوافقه على أمرها والده؛ لأن في ذلك عوناً للإنسان على أداء كافة الحقوق المتعلقة بالوالدين والزوجة.

وأرجو أن تدرك أن رحلة الحياة الزوجية طويلة، وأن الإنسان يحتاج إلى وقفة للتأمل عند الاختيار، ولابد من تقديم العقل على العاطفة، فإن الزوجة ليست فراشا للزوج فقط، ولكنها أم لعياله ومربية لهم.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.