أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أسباب السعال الشديد المصاحب للبلغم

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بدأت مشكلتي بكحة خفيفة قبل النوم مرتين أو ثلاث مرات، واستمرت هذه الحالة لمدة شهر، ثم بدأت هذه الكحة الجافة تظهر نهاراً أيضاً، ولم أعط الموضوع أهمية حيث أني اعتقدت أن هذه الكحة ناتجة عن الشيشة وأمرها مؤقت ينتهي بانتهاء تدخين الشيشة.

وفي الشهر الثاني كنت مستلقياً وآكل الشيكولاته، وإذا بالكحة تأتي بقوة وشعرت باختناق، فذهبت إلى طبيب الصدرية فقام بالفحص السريري وعمل صورة أشعة، وأكد لي أن المشكلة هضمية، حيث أن الصدر نظيف ولا يشكو من علة.

فذهبت بعدها إلى طبيب الهضمية فعمل منظارا وأخبرني بأنني أعاني من فتق حجابي بسيط وارتداد معدي مريئي، وأن صمام المعدة عندي لا ينغلق بشكل جيد وأن عندي جرثومة معدة وأن هناك تخرش بسيط في المريء، وأعطاني بعض العلاجات ومنها نيكسيوم، وقد أدت إلى اختفاء الكحة إلا أن الألم في نقطة معينة في منتصف الصدر لم يختف، وبدأ خروج بلغم من هذه المنقطة، وعندما أحاول الكحة أشعر بتأثير في هذه المنطقة، وتوجد نحنحة أثناء الكلام - أي بلغم بسيط في الحلق -، وقد أخبرت الطبيب بذلك لكنه أكد لي أن الموضوع سوف يذهب مع الوقت وأن حالتي الآن أفضل بكثير، حيث أن الكحة اختفت، ووصف لي نيكسيوم مرة ثالثة لمدة شهر.

وقد دفعني ذلك للذهاب إلى مستشفى آخر وزيارة طبيب الصدرية، وبعد أن فحصني أكد لي أن المشكلة ليست في الصدر وأن الصدر نظيف، إلا أنه وصف لي دواءين وهما (ببتازول ودومبي) لتخفيف حمض المعدة وتقوية الصمام.

وبعد أول أسبوع شعرت بتحسن بسيط، فاستمررت على الدواء أسبوعاً ثانياً، لكن البلغم كان يزداد، ولونه أبيض أو أصفر، وفي الصباح عند الاستيقاظ يكون لون البلغم عند محاولة إخراجه بني تقريباً ثم يتحول إلى الأبيض أو الأصفر بعد فترة، وعندما أبلغت طبيب الصدرية بعدم وجود تحسن أخبرني أن مشكلتي هضمية ويجب زيارة طبيب الهضمية، وعندها احترت لأن الألم الخفيف لا زال موجوداً في منتصف الصدر ويظهر عند محاولة ضغط اليدين إلى الأمام.

علماً بأني لا أدخن وأقوم بممارسة الرياضة، وقد أصبت بهذه الحالة عند سفري في إجازة حيث قمت بشرب الشيشة شهرين متتاليين يومياً، وهذا هو الشهر السادس منذ بداية معاناتي، وحالتي الآن هي نحنحة أثناء الكلام وإخراج بلغم من منتصف الصدر بلون أصفر، ولم أعان طوال حياتي من حرقة في الصدر أو ألم في المعدة من تناول الطعام، أو إحساس بحرقة أو ارتداد حمض، وفجأة أصاب بارتجاع كما يقول الدكتور، وأظن أن هناك مشكلة في المريء -التهاب أو ما شابه-، فما هي المشكلة؟ وهل تنصحوني بزيارة طبيب هضمية مرة أخرى؟!
وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن العلبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتوجد ثلاثة أسباب مهمة للسعال المزمن في مثل سنك، وهي التدخين وارتجاع حموضة المريء للمعدة، وما يسمى بـ(Post-nasal drip) أي نزول المخاط من الأنف والجيوب الأنفية إلى الحنجرة، وهو من الأسباب الهامة للكحة المزمنة؛ لأنها تؤدي إلى التهاب مزمن في الحنجرة، والإحساس بأن هناك شيئاً في الحنجرة، وأنها بحاجة للتنظيف من البلغم.

وسببها حساسية في الأنف تؤدي إلى احتقان الأنف ونزول المخاط من الخلف إلى الحنجرة أو التهاب مزمن في غشائية الأنف أو التهاب مزمن في الجيوب، وكلها تؤدي إلى أن يتجمع المخاط -وخاصة في الصباح- في الحنجرة، لذلك يكون معظم السعال صباحاً، ووجود النحنحة يدل على أن الحنجرة هي السبب؛ لأن السعال الناجم عن التهاب القصبات أو التدخين يرافقه بلغم، إلا أن الإحساس بالنحنحة يكون نتيجة تخريش في الحنجرة.

ومن أسباب الكحة المزمنة - وخاصة الليلية - ارتجاع الحموضة أيضاً، إلا أنها تتحسن بعد أخذ مضادات الحموضة بشكل عام، وقد تحسنت عندك ولله الحمد، وعليك أن تراجع طبيب الأنف والأذن والحنجرة لفحص الأنف والحنجرة والجيوب الأنفية، وستجد العلاج عنده إن شاء الله.

والله الموفق.
------------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة المستشار د. محمد حموده أخصائي الأمراض الباطنية، ولإتمام الفائدة واكتمال الجواب تم عرض استشارتك على المستشار د. عبد المحسن محمود أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، فأجاب قائلاً:

فإن الكحة المزمنة تكون نتيجة التدخين أو الحساسية المزمنة وما يصاحبها من نزول البلغم من الأنف إلى الخلف على البلعوم الأنفي أو نتيجة ارتجاع للحامض المتواجد في المعدة إلى المريء، وقد تتكاتف وتتشابك هذه الأسباب مجتمعة لتسبب ما تعانيه من كحة مزمنة، وخاصة أنها ظهرت بعد مداومتك على التدخين في الفترة الأخيرة -عافاك الله من خبثه وشره- وكذلك لتحسنك على علاج الحموضة.

وأما ما تعانيه من نحنحة فهي بسبب البلغم المتواجد على الأحبال الصوتية والبلعوم الأنفي قادماً من الفتحة الخلفية للأنف إلى الأسفل، ولذلك يجب أن تحرص على المبالغة في الاستنشاق أثناء الوضوء ما لم تكن صائماً عملاً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وذلك للتخلص من أي إفرازات زائدة متجمعة في الأنف.

وعليك بالابتعاد عن كل مهيجات الحساسية مثل التراب والدخان والعطور والبخور والمبيدات الحشرية والمنظفات الصناعية والتي تهيج الكحة، وكذلك تناول حبوب مضادات الهيستامين مثل كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء عند اشتداد الكحة، والابتعاد عن كل ما يزيد من حدة ارتداد الحامض من المعدة إلى المريء بالبعد عن أكل الدهون والشيكولاتة، وإنقاص الوزن الزائد وتجنب لبس الملابس والأحزمة الضيقة على الوسط، وعدم النوم بعد تناول العشاء مباشرة وإنما بعده بساعتين على الأقل.

نسأل الله أن يشفيك شفاءً لا يُغادر سقماً.
والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من شد في الرقبة والحلق وغصة في الحلق مع كتمة نفس. 2936 الثلاثاء 14-07-2020 04:20 صـ
هل يسبب الريسبيردون والزيبركسا حرقة المعدة وارتجاع الحمض؟ 5254 الاثنين 16-03-2020 03:27 مـ
أشكو من انقباض المريء دون مقدمات، فما أسبابه وعلاجه؟ 14404 الخميس 23-01-2020 02:56 صـ
ما تأثير أدوية حموضة المعدة وارتجاع المريء للحامل؟ 14189 الأربعاء 04-12-2019 04:21 صـ
أعاني من ارتجاع المريء، أفيدوني بالأدوية المناسبة. 19259 الأحد 06-10-2019 03:15 صـ