أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حقيقة الذي تعانين منه هي ليست وساوس إنما هي مخاوف وهذا النوع من المخاوف يعرف بنوبات الهرع أو بنوبات الرهاب وهي التي أدت إلى شعورك بالخوف من الموت ومن الظلام، وهكذا هذه الأعراض بالرغم من أنها مزعجة، ولكن أؤكد لك تماماً أنها ليست خطيرة وأنها ليست عضوية المنشأ هي حالة نفسية معروفة لدينا تماماً ويمكن علاجها إن شاء الله تعالى.

لا شك أن ما حدث لك من أمر الطلاق هو أمر لا نقلل من شأنه ولكن نسأل الله تعالى أن يجعل لك ما هو خير وكثيراً ما تكون الزيجات مضطربة وغير سعيدة وفي هذه الحالة ربما يكون الطلاق هو الأفضل بالرغم من أنه أبغض الحلال إلى الله تعالى أيتها الأخت الكريمة أنا سعدت جداً بأنك والحمد لله قوية الإيمان ومتمسكة بدينك، وأسأل الله لك الثبات وأن يزيدك في هذا الخير، وأؤكد لك تماماً أن الذي ينتابك من أعراض نفسية هو ليس قلة في إيمانك أو عدم ثبات أو ضعف في شخصيتك الحالات والأمراض تأتي للبر والفاجر، ولكن لا شك المؤمن المتوكل وصاحب اليقين سوف يعجل شفاؤه - إن شاء الله تعالى - ويعيش في طمأنينة هنالك عدة أنواع من العلاج أهمها العلاج الدوائي.

وبفضل الله تعالى توجد الآن أدوية قوية وفعالة جداً من أفضلها علاج يعرف باسم سبرالكس أرجو أن تبدئي باستعمال هذا الدواء وجرعة البداية هي 10مليغرام ليلاً لمدة أسبوعين ويفضل أن تتناولي هذا الدواء بعد تناول الأكل؛ لأنه في بعض الحالات قد يؤدي إلى سوء هضم بسيط جداً في اليومين أو الثلاثة الأول في بداية العلاج بعد أسبوعين من بداية العلاج ارفعي الجرعة إلى 20مليغرام في اليوم وهذه هي الجرعة العلاجية استمري على هذه الجرعة لمدة 6 أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى 10مليغرام واستمري على هذه الجرعة لمدة 6 أشهر أخرى أي 10مليغرام يومياً لمدة 6 أشهر أخرى هذا الدواء من الأدوية الطيبة والفعالة والسليمة جداً، وعليك الالتزام القاطع بتناول الجرعة بجانب ذلك أرجو أن تفكري تفكيراً إيجابياً، وتجري نوعاً من الحوار المنطقي مع نفسك، تقولي إن هذا مجرد قلق والحمد لله أنا بخير، ولماذا أنا أخاف من الظلام والموت وهو حق، والآجال هي بيد الله تعالى، مثل هذا الحوار المنطقي يساعد الإنسان كثيراً في قبول أعراضه والتخلص منها وعموماً تذكري دائماً أن هذه الحالة ليست خطيرة وأنها ليست عضوية، وأنها نفسية وحتى في الحالات النفسية لا تندرج تحت الحالات الخطيرة هذا - إن شاء الله- يساعدك كثيراً، عليك - أيتها الأخت الفاضلة - أيضاً أن تمارسي أي نوع متاح من تمارين الاسترخاء، هنالك عدة أنواع من هذه التمارين أفضلها تمرين التنفس المتدرج مع التأمل المتدرج أيضاً والتأمل يكون بأن يضع الإنسان نفسه في وضع استرخائي ويتأمل في شيء طيب ويحاول أن يسيطر على جسده هذا مهم جداً، وأنت في وضع استرخائي افتح فمك قليلاً أغمضي عينيك ثم خذي نفساً عميقاً وبطيئا حتى يمتلأ الصدر تماماً وترتفع البطن قليلاً، اقبضي على الهواء لمدة 5 ثوان ثم بعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم ويكون أيضاً بقوة وبطء كرري هذا التمرين 5 مرات في كل جلسة بمعدل جلستين في اليوم وسوف تجدين - إن شاء الله – أنه قد أدى إلى كثير من الراحة والاسترخاء.

أنا على ثقة كاملة إن شاء الله أنه باتباع هذه الإرشادات البسيطة وتناول الدواء سوف تختفي كل هذه المخاوف من القلق وما سميته أنت بالوساوس.

أسأل الله لك الشفاء والتوفيق والعافية.
----------------------------
انتهت إجابة الدكتور ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الخوف من الموت بالوسائل السلوكية: ( 259342 - 264181 - 265858 - 230225 - 266237 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.