أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الإرشاد في التعامل مع افتعال أخت الأب المشاكل للزوجة وأولادها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ألاحظ كثيراً أن بيتنا يوجد فيه مشاكل كثيرة ونكد وحزن بسبب أن هناك عمة لم تتزوج إلى الآن، وهي تسبب المشاكل لأمي لأنها غريبة، فإذا رأونا بحالة جيدة وكلنا فرحين - أمي وأبي - فيحاولون أن ينكدوا ويضايقونا، وخصوصاً باستخدام سلاح القيل والقال، فليس على لسانهم سوى أمي والكذب عليها أمام الناس، وهذا يسبب لي التضايق منهم وكرههم، فأنا لا أطيقهم لذلك، وأحياناً أتجنبهم.

وأمي بدأت لا تزورهم، وأعرف أن هذا يسمي قطعاً للرحم لكنهم يسببون لنا كثيراً من المشاكل منذ الصغر ونحن بنفس الحالة، والمشاكل لا يوجد فيها شيء جديد سوى: فلانة قالت عنك كذا، وفلانة قالت: إن فلانة عملت، وهكذا، فأنا أتعب من كثرة التفكير حول أمي التي لا تتحمل شيئاً، فأنا أخاف على صحتها، فهي الوحيدة لي، وأخاف منهم أن يضعوها في حالة العجز من كثرة ما يسببون المشاكل لها.

وأفكر بصلة الرحم مع هؤلاء الناس الذين لا يفهمون ويسببون المشاكل لنا، على الرغم من أن أبي لا يقصر معهم، ويقف معهم في الشدة والضر، لكن لم يقدروه على ذلك، فلا يوجد احترام لأمي، فعمتي التي لم تتزوج تحارب أمي منذ فترة طويلة، وأمي تذهب وتزورهم وتتحدث معها، لكن لا أعرف لماذا هذه الكراهية الشديدة، فما الحل؟ وسوف تبقي تسبب المشاكل لنا هي وإخوتها.

وألاحظ شيئاً آخر، وهو أنه عندما أكون خارجة من البيت فإني أكون سعيدة وعندما أعود أحس بشيء من الحزن والملل والتعاسة، فلماذا هذا كله؟ وهل يوجد حل لهذه الأمور؟! لأني تعبت نفسياً من المشاكل فهي رافقتني منذ الصغر.

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Sondos حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فأرجو أن تبري أمك ولا تقطعي صلتك بعمتك، وكوني داعية إصلاح وخير، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لكم السعادة والفلاح، ويسألون الله لك التوفيق والنجاح.

وأرجو أن تعلمي أن الإنسان إذا عرف أصحاب المشاكل فإن عليه أن يتجنبهم ويستعين بالله، ولكن من الحكمة أن يبقى بينكم وبينهم شعرة من الصلات الطيبة؛ لأن الأرحام لا توصل إلا بالصبر على الجراحات، والصبر على الأرحام هو منهج الأنبياء.

وكلنا يعلم ماذا فعل إخوة يوسف عليه الصلاة والسلام به، وكيف أنه نسي الآلام والجراح، وقال لهم في لطف لما اعتذروا له قائلين: ((تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ))[يوسف:91]، فرد عليهم في أدب وشفقة وعفو وصفح وتسامح: ((لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ))[يوسف:92]، وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الذين آذوه وقتلوا أحبابه، عندما تمكن من رقابهم قال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) ثم ردد مقولة يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ)، فشجعي والدتك على الصبر واعلموا أن العاقبة للصابرين.

وإذا كان الوالد متفهماً لما يحصل فإن والدتك لن تتضرر من قيلهم وقالهم، وإذا عرف الإنسان مصائب الناس ومشاكلهم هانت عليه أزماته ومشاكله، ونحن ننصحكم بإبقاء الصلات معهم مع ضرورة أخذ الحذر، وكونوا مستمعين جيدين ولا تردوا الشر بالشر، كما أرجو أن تأخذ المشاكل حجمها الطبيعي حتى لا تؤثر عليكم، ولا تتركوا فرصة لتراكم المشاكل في نفوسكم، واحرصوا على تفادي ما يجدد الجراح ويثير الغبار، واشغلوا أنفسكم بطاعة الواحد القهار، وواظبوا على ذكر الله في الليل والنهار، وأكثروا من الصلاة والسلام على رسولنا المختار.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلمي أنك أنسب من يسعى بالإصلاح والخير، وذلك بأن تقولي الخير وتتمني الخير، وانقلي أطيب المشاعر وادفني الأشياء السيئة، وطيبي خاطر والدتك ولا تزيدي من همومها، واطلبي من والدتك أن تنصح لعمتك في لطف وتذكرها بالله، واعمروا بيتكم بالذكر والتلاوة والصلاة والإنابة، وأصلحوا ما بينكم وبين الله وسوف يصلح الله ما بينكم وبين أرحامكم، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من قطع الرحم مع إخوتي بسبب الإرث، أفيدوني برأيكم. 709 الثلاثاء 14-07-2020 05:45 صـ
أم زوجي تتدخل في حياتي ولا تحسن معاملة أهلي، فما الحل؟ 4498 الثلاثاء 26-11-2019 04:21 صـ
حياتي كئيبة ولا أجد نفسي وأكره كل شيء حولي، ساعدوني بتوجيهاتكم. 3489 الأحد 14-07-2019 05:48 صـ
كيف نصل الرحم مع وجود المشاكل؟ 1923 الأربعاء 13-03-2019 07:21 صـ