أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الاستمرار على تعاطي (الساروتين) وزيادة الجرعة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنا صاحب استشارة سابقة، وسوف ألخص مشكلتي فيما يلي:

- استخدمت الزيروكسات منذ أكثر من ست سنوات، ولم أنتكس فيها إلا مرة واحدة عندما تركت العلاج، وقبل أربعة أشهر تقريباً أصبح الزيروكسات لا يعطي مفعولا، وبدأ يقل إلى أن أصبح ليس له فعالية إطلاقاً.

وقد ذهبت للطبيب ووصف لي ساروتين حبتين 100 ملج وحبتين بوسبار، وقد استفدت بمقدار النصف تقريباً، ثم ذهبت مرة أخرى للطبيب، وأدخل حبتين بروزاك بدل الزيروكسات، وتحسنت الحال لعدة أسابيع، ثم انتكست ورجعت لمرحلة الاكتئاب المتوسط مع استخدام الساروتين.

وقد قلت في نفسي: إن حبتين من الساروتين خففت مقدار الاكتئاب للنصف، فسأتناول حبتين أخرتين، وبالفعل زال الاكتئاب، وبعد مرور ما يقارب الثلاثة أسابيع انتكست، ولكن كانت انتكاسة بسيطة أسميتها بحالة النغزات الاكتئابية، وهي تأتي خفيفة تشبه الوخز بإبر في الصدر وتذهب، وقد فهمت من جوابك السابق أنك لا تحبذ الساروتين، فهل أزيد جرعة الساروتين أم أنتقل لعلاج آخر؟ وماذا ترشح لي من علاج؟ مع تفضلك علي بنبذة عن العلاج من حيث أنه جديد أم قديم، وكذلك أدنى جرعة وأقصى جرعة، وأيضاً الأعراض الجانبية للعلاج؟ وهل يؤخذ مرة أو مرتين؟

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالذي أود أن أبدأ به هو أن لا تشعر أبداً باليأس أو السأم لطول سنين العلاج، فالاكتئاب النفسي هو الآن من الأمراض المعروفة جدّاً، ونستطيع أن نقول يجب أن نعامله مثل الأمراض الأخرى، كضغط الدم وارتفاع السكر وخلافه، وربما يكون أقل خطورة من هذه الأمراض بإذن الله تعالى، إذن الصبر والالتزام بالعلاج والتفكير الإيجابي والفعالية على النطاق الاجتماعي والنطاق المهني والأسري تعتبر هي الوسائل التأهيلية التي تعالج الاكتئاب النفسي، وذلك بجانب الالتزام بالدواء كما ذكرت.

وأنا لست ضد استعمال (الساروتين) الذي هو من أوائل الأدوية التي ظهرت لعلاج الاكتئاب النفسي، ولا زالت من الأدوية التي تعتبر أكثر حداثة منه تقاس فعاليتها على فعالية هذا الدواء - الساروتين - فهو يعتبر المرجع الأساسي، ولكن الأدوية الجديدة ربما تتميز بأنها أقل من ناحية الآثار الجانبية، مثل الشعور بالجفاف في الفم، وبعض الاسترخاء الزائد، والنعاس، والإمساك.. وهكذا.

والأدوية الجديدة أيضاً في حد ذاتها لديها بعض المشاكل والآثار الجانبية، فربما تؤدي إلى صعوبات جنسية، وربما تؤدي إلى زيادة في الوزن.. وهكذا، وهنالك حقيقة علمية أكيدة وهي أن لكل إنسان ما يناسبه من دواء، فالدواء تكون فعاليته حسب البيئة الكيميائية الداخلية للإنسان، وحسب موروثاته الجينية، فهذه حقيقة، وأنا لا زلت أصف (الساروتين) لكثير من الناس، وأعرف وأرى أنه دواء مناسب جدّاً في كثير من الحالات، خاصة الذين يعانون من صعوبات في النوم والتوتر، ويتميز بأنه يمكن أن يعطى كجرعة واحدة، ولكن بعض الناس لا تتحمل آثاره الجانبية.

وبالنسبة لك أنت إذا تحملت الآثار الجانبية له، وهذه الآثار الجانبية أرى أنها في عمرك لن تكون شديدة، وكما أنها ستتلاشى وتختفي بالاستمرار في العلاج، ولا مانع أبداً من أن تصل إلى الجرعة العلاجية القصوى، والتي قد تصل إلى 250 مليجرام في اليوم، فيمكنك أن تأخذها مجزأة، ويمكن أن تأخذها كجرعة واحدة ليلاً، ومعظم الناس يستفيدون بدرجة كبيرة من الجرعة التي تكون ما بين مائة إلى مائتين مليجرام في اليوم.

إذن ما دمت قد بدأت على (الساروتين) فارفع جرعته، ويجب أن تعطيه الفرصة الكاملة، والتي يجب أن يستمر على الدواء بجرعته العلاجية لمدة ثمانية أسابيع على الأقل، ومن ثم يمكن أن يُحكم على الدواء بالنجاح أو الفشل، إذن لا تستعجل التوقف عنه، واسأل الله تعالى أن يجعله علاجاً ناجحاً.

وإذا لم تشعر بتحسن حقيقي بعد مضي ثمانية أسابيع من بداية الجرعة العلاجية الكاملة، هنا يمكن أن تستبدله بدواء آخر وهو (الفافرين)، والذي تشير دراسات الآن إليه أنه ربما يكون دواء جيداً، خاصة أنه اتضح أنه يعمل على ما يسمى بموصلات (سجما) بجانب عمله على السيرتونين، فهو يعمل على هذه الموصلات التي وجد أنها ربما تلعب دوراً في الاكتئاب، وجرعة هذا الدواء (الفافرين) هي من 50 إلى 300 مليجرام في اليوم، وبالطبع يبدأ الإنسان بالتدرج 50 مليجرام يوميّاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بنفس هذا المعدل (50 مليجرام) كل أسبوعين حتى يصل للجرعة العلاجية المطلوبة وهي 200 إلى 300 مليجرام في اليوم، ويمكن أن تؤخذ مجزأة أو جرعة واحدة ليلاً.

وهذا الدواء (الفافرين) قليل الآثار الجانبية، فقط ربما يحدث منه شعور بالحموضة، وسوء الهضم في الأيام الأولى، ولذلك نوصي دائماً بأن يستعمله الإنسان بعد تناول الطعام حتى لا يحدث هذا الأثر الجانبي، ويتميز هذا الدواء بأنه لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن، كما أنه لا يؤثر على الأداء الجنسي.

وحتى ألخص لك الأمر هو أن تركز كثيراً على الوسائل العلاجية غير الدوائية، من تفكير إيجابي وفعالية وممارسة الرياضة وتنظيم الوقت، وبالطبع التمسك القاطع بالمتطلبات الشرعية والعبادية، فهذه إن شاء الله وسائل طيبة للعلاج، ثم بعد ذلك تأتي لموضوع الدواء الذي أفضل أن تستمر على (الساروتين)، وتعطيه الفرصة الكاملة، وإذا لم تحس منه بفعالية حقيقية فسوف يكون الخيار الآخر هو (الفافرين) بالصورة التي أوضحتها لك.

وأنا متفاءل جدّاً أن الأمر سوف تستقر لديك، خاصة أن الذي انتابك في الآونة الأخيرة هو ليست انتكاسة، وإنما يكون هو نوع من التراجع البسيط، وهذا يحدث حتى بالنسبة للإنسان العادي، فكل شيء يزيد وينقص، وعموماً أنت بحمد لله بخير، وعليك أن تكون أكثر تفاؤلاً وعليك أن تكون لديك إرادة التحسن بصورة قوية وفعّالة.

أسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تداويت للتخلص من الاكتئاب ولكن لم أشعر بالتحسن 1285 الأحد 09-08-2020 06:15 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 2980 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3527 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
أريد تشخيص حالتي، فأنا أشكو من عدة أعراض نفسية. 4415 الثلاثاء 21-07-2020 06:18 صـ
ما علاقة دواء فافرين بالحكة الجلدية؟ 1262 الاثنين 20-07-2020 04:07 صـ