أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نسيم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أفضل كيفيةٍ للتوبة هي أن تأتي بعد صلاة ركعتين في خشوعٍ وخضوعٍ مع انكسارٍ واعترافٍ وندمٍ بعد عزمٍ أكيدٍ على عدم العودة، ورغبةٍ في عمل الحسنات الماحية، وإصرارٍ على هجران بيئة المعصية ورفاقها، والتخلص من أدواتها وذكرياتها، وأن يكون يوم التائب أفضل من أمسِهِ، وأن يكون غده أفضل من يومه، واعلم بأن الله سبحانه يفرح بتوبة من يتوب إليه، وما سمى نفسه التواب إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه الرحيم إلا ليرحمنا.

والتوبة تمحو ما قبلها؛ فإن صَدَقَ صاحبها وأخلص بدَّل الله سيئاته إلى حسنات، و(التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، والله سبحانه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون.

واعلم أنك لست مطالباً بفضح نفسك وقد سترك الله، والإسلام دعوةٌ إلى الستر على النفس وعلى الآخرين، وكل ما تأتيك من وساوس بخلاف هذا فهي من الشيطان الذي يحزن إذا تبنا، ويندم إذا ذكرنا ربنا، ويبكي إذا سجدنا لخالقنا سبحانه، فاستتر بستر الله، وأبشر برحمة الله، ومرحباً بك مع إخوانك في الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة المحافظة على توبتك، ومما يعينك على ذلك اللجوء إلى الله، وطلب العلم الشرعي، ومرافقة الأخيار، وشغل النفس بالمفيد، والابتعاد عن أماكن الغفلات، والاجتهاد في الحسنات الماحيات فإن الحسنات يذهبن السيئات.

ونسأل الله أن يتوب علينا لنتوب، وأن يغفر لنا إسرافنا في الذنوب، وأن يطهر قلوبنا فإنه علام الغيوب.

وبالله التوفيق.