أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : قلق وخوف وآلام متنوعة في الرأس والبطن والصدر

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أعاني منذ 6 أشهر من الأعراض التالية:

1- آلامٌ في أماكن مختلفة من الرأس، مع تنوعٍ في صورة الألم.

2- ألمٌ في الجهة اليسرى من الصدر - فوق القلب - وخاصة عندما أُجهد نفسي في العمل.

3- تنميلٌ في الجسد.

4- كثيراً ما أجد نفسي خائفاً من شيءٍ ما ولا أدري ما هو، وخاصةً عند القيام من النوم.

5- الخوف الشديد من الموت.

6- ارتفاع درجة حرارة الجسم وخاصة الوجه في بعض الأحيان.

7- القلق ولوم النفس وتأنيب الضمير دون سبب.

8- آلامٌ في أماكن مختلفة من الجسم وخاصةً في البطن وما حوى.

9- الدوار والصداع.

مع العلم بأني أعمل والحمد لله، كما أني محافظٌ على واجباتي الدينية - إلى حدٍّ ما - وغيرها من العوامل التي تساعد على الاستقرار.

كما أود أن أنبه إلى أمر قد تكون له علاقة بما أعاني منه؛ وهو أني كدت أن أغرق يوماً في البحر، وأذكر أنه أصابني هلع شديد، ولكن بفضل الرحيم بعباده سبحانه تمكنت من احتواء الأمر والخروج بسلام، وكان ذلك قبل حوالي شهرين من هذه المشكلة النفسية.

فما أسباب هذه الأعراض؟ وما العلاج؟

وبارك الله فيكم.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فريد الجزائري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمجموع الأعراض التي ذكرتها قمتُ بالاطلاع عليها بكل دقة، وهي في مجملها لا تحمل أي إشارة لوجود مرض عضوي (جسدي) حقيقي، بالرغم من أن هنالك الكثير من الأعراض العضوية (الجسدية)، وفي نظري الذي تعاني منه هو نوعٌ من القلق النفسي المصحوب ببعض المخاوف، وربما تكون هنالك درجة بسيطة جداً من الاكتئاب النفسي، وهذه الحالات هي نوع من الحالات (النفسوجسدية)؛ أي في الأصل تكون الأعراض فيها ذات منشأ نفسي ولكن يظهر منها جزءٌ كبير في شكل أعراضٍ جسدية.

وأرجو أن أؤكد لك أن هذه الأعراض - بإذن الله تعالى – هي أعراض بسيطة، وهذه الآلام التي تظهر في الرأس وكذلك في الصدر في منطقة القلب ما هي إلا انقباضاتٌ عضلية، فهنالك نظرية تقول بأن التوتر النفسي الداخلي – حتى لو كان بسيطاً – ينعكس على بعض العضلات الجسدية ويؤدي إلى توترها، وأكثر العضلات – أو مجموعة العضلات – التي هي عرضة للتوتر هي عضلات الرأس وعضلات الصدر، وبما أن القلب دائماً هو مصدر الخوف لدى الناس – أي مرض القلب يجعل الإنسان مشغولاً ومهموماً – انعكس ذلك سلبياً على كثير منهم، ولذا تظهر هذه الآلام العضلية في المنطقة اليسرى؛ لأن العقل الباطني يخاطب الإنسان أنها ربما تكون علَّة في القلب، وهي في الحقيقة ليست بعلة فيه مطلقاً.

والخوف والتوتر وارتفاع درجة الحرارة، وكذلك لوم النفس وتأنيب الضمير هي كلها حقيقة من صميم الأعراض النفسية التي تحمل سمات الخوف والاكتئاب.

وآلام البطن بالطبع قد تكون ناتجة من تقلصاتٍ في الأمعاء أو في القولون، وهنالك علاقة نفسية أكيدة بين القلق وآلام البطن كما أوضحتُ.

والحمد لله الذي وفقك على القيام بواجباتك الدينية، وعليك بالمزيد والتصميم، ونسأل الله تعالى أن يرفع عنك هذا الذي تعاني منه، فهو في الحقيقة ابتلاءٌ بسيطٌ جداً.

وربما تكون هنالك علاقة للحادث الذي تعرضت له، فربما يكون قد أيقظ فيك هذه الأعراض لأنه لديك بعض الاستعداد، ولكن الحمد لله الذي نجاك بلطفه ورحمته، وهذا في حدِّ ذاته يجب أن يجعلك مسروراً وحامداً وشاكراً، وألا يتحول هذا الأمر إلى قلقٍ وشاغلٍ نفسيٍّ حقيقي.

وأما بالنسبة لسبل العلاج الأخرى فهي كما يلي:

أولاً: أرجوك ألا تركِّز كثيراً على وظائفك الجسدية، فهنالك كثيرٌ من الناس يقارن ويراقب بشدة شديدة وظائفه الجسدية خاصة وأننا الآن سرنا نعيش في عهد التربية التليفزيونية والرقمية وكمية المعلومات التي تأتي من هنا وهناك عن الأمور الطبية والتي فيها ما هو صحيح وما هو مغلوط، وهذا بالطبع يجعل شاغلاً للناس. فأرجو أن تتوكل على الله، وألا تركز كثيراً على وظائف جسدك، فأنت بخيرٍ ولله الحمد.

ثانياً: سوف تستفيد كثيراً من ممارسة الرياضة، فالرياضة ذات فعالية إيجابية جداً في إزالة أعراض (النفسوجسدية)، وأفضلها رياضة المشي أو الجري في مثل حالتك على ألا تقل مدة الرياضة عن أربعين دقيقة في اليوم.

وهنالك أيضاً تمارين استرخائية تقوم على التنفس بالتدرج، فيمكنك أيضاً أن تزاولها فهي تساعد كثيراً، وهنالك عدة أشرطة وكتيبات توضح كيفية القيام وإجراء هذه التمارين.

والجزء الأخير في هذه الوصفة العلاجية الإرشادية بالنسبة لك هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر والخوف، فهنالك دواءٌ يعرف باسم (فافرين)، وهو من الأدوية الجيدة والطيبة جداً لعلاج مثل هذه الحالات، وجرعته هي 50 مليجراماً ليلاً بعد الأكل – ولابد أن تتناوله بعد الأكل – لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى 100 مليجراماً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض بعد ذلك إلى 50 مليجرام لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عنه.

وهنالك أدوية بديلة للفافرين مثل الزيروكسات والسبراليكس والبروزاك، ولكن الفافرين سوف يكون كافياً بالنسبة لك.

إذن؛ فهذه هي الوصفة الدوائية، وأرجو أن تطبق معها بالطبع الإرشادات النفسية السابقة، وأود أن أؤكد لك أن حالتك تعتبر من الحالات البسيطة، وأرجو ألا تنشغل بها كثيراً، وأرجو ألا تتردد - أيضاً - على الأطباء كثيراً فحالتك واضحة جداً وسوف تختفي وتنتهي بإذن الله.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1231 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ