أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أصبحت أتحدث عن المواقف التي تحدث معي بشكل متكرر

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي فيه فائدة لكثير من الناس.
فجزاكم الله خيراً.

أود أن أشرح لكم حالتي وهي عبارة عن شقين، الشق الأول: ويتلخص في أنه خلال الفترة السابقة أصبحت أتحدث عن المواقف التي تحدث معي بشكل متكرر مما يسبب لي الحرج وإزعاج من حولي من كثرة تكرار هذا الأمر، فمثلاً عندما أذهب لشراء أمر معين أو إصلاح شيء معين أو مقابلة أحد الأشخاص، فبعد الانتهاء أقوم بالتحدث عن هذه الأمور أكثر من مرة كما ذكرت، علماً بأني لم أكن من قبل بهذا الشكل الكبير، فما هو السبب؟ وهل يوجد حل عن طريق إرشادنا إلى قراءة كتاب معين أو الاستماع إلى شريط معين؟

أما الشق الثاني فهو عندما أذهب للصلاة في المسجد، وعندما يكبر الإمام في بداية الصلاة أخشع ولكن بعد دقائق قليلة ألهو عن الصلاة وأفكر في الأمور التي تحدث لي، وأعتقد أو أحس أن المصلين يستمعون بما أفكر فيه، وأحياناً وليس غالباً أنتبه أنني في الصلاة من خلال عطاس أحد المصلين، فما هو الخلاص من هذه الحالة التي أصبحت تزعجني؟

وجزاكم الله خيراً، ونأسف على الإطالة.

أرجو الرد سريعاً وعلى إيميلي :
Mak_m11@hotmail.com

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك -أخي محمد- ووفقك لما يحبه ويرضاه، واعلم أخي أن هذه المواقف التي تحدث لك هي من مداخل الشيطان، وهي ما يسمى في الطب النفسي بالوسواس، فالوسوسة تكون من الناس من أصحاب السوء، وتكون من الشيطان وذريته وأتباعه، فهم يسعون في غواية البشر في هذه الحياة الدنيا.

وقد يتخذ الشيطان أسلوباً يتدرج فيه سواءً في مضمون الدعوة أو في طريقة عمل الدعوة، فيسعى الشيطان بالإنسان في البداية شيئاً فشيئاً، ويتدرج به إلى أن يصل إلى هدفه، وهو يدخل على كل نوعية من الناس بالطريقة التي تناسبها، فيدخل على الزاهد بطريقة الزهد، ويدخل على العالم من باب العلم، كما يدخل على الجاهل من باب الجهل، وهذه السلوكيات التي تتكلم عليها أخي محمد من باب الوسواس، والشيطان كما هو معروف له مداخل كثيرة منها:

1- التحريش بين المسلمين وإساءة الظن ببعضهم البعض.

2- تزيين البدعة للإنسان.

3- التسويف والتأجيل.

4- الكمال الزائف، وهذا ما حدث لك، فيأتي الشيطان ويوسوس لك بأنك كامل، وأنت أفضل من غيرك، فتصبح تكرر الأفعال التي قمت بها على كل من تعرفه، وبطريقة مملة، وأحياناً يقول لك: استرح قليلاً فأنت أحسن من غيرك، وهكذا، ليثبطك عن العمل، ويشغلك حتى أثناء العبادات.

5- كذلك من المداخل نظرة الإعجاب والغرور.

6- التشكيك.

7- نظرة التواضع والاحتقار.

8- التخويف من الفقر.

فكل هذه السلوكيات التي ذكرناها أخي محمد هي من مداخل الشيطان، أو ما يسمى بالوسواس، وللخلاص من هذه الظاهرة عليك بالآتي:

1- الإيمان بالله: لابد من الإيمان بالله والتوكل عليه وحده، قال تعالى: (( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ))[النحل:99].

2- ذكر الله تعالى، والاستعاذة من الشيطان الرجيم، قال تعالى: (( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))[الأعراف:200].

3- لا تترك نفسك في فراغ، حاول أن تشغل وقتك بالعبادة وبالمطالعة الهادفة، فالفراغ يولد الأفكار السلبية الوسواسية التي تشغلك عن دينك ودنياك.

4- حاول أن تحتك بالآخرين وتخالطهم، ولا تعش في عزلة، فالعزلة تولد هذه الأفكار أيضاً.

5- حاول أن تقتصر في حديثك على المفيد، ولا يكون كلامك كثيراً؛ حتى لا يُمل من طرف السامع.

6- إذا دخلت إلى الصلاة حاول أن تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووساوسه؛ حتى لا يشغلك، وتذكر دائماً أنك واقفٌ بين يدي العزيز الجبار، فلا تلهو ولا تغفل أمامه.
وبالله التوفيق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وساوس الطهارة والصلاة، كيف أتخلص منها وأعود لحياتي الطبيعية؟ 1707 الخميس 16-07-2020 03:13 صـ
زوجتي مريضة نفسيًا وترفض الذهاب للطبيب، فماذا أفعل معها؟ 1132 الأربعاء 15-07-2020 04:37 صـ
وساوس الشيطان حول استجابة الدعاء، كيف أحاربها؟ 1581 الخميس 16-07-2020 02:48 صـ
أعاني من الوساوس في الدين 1168 الأحد 05-07-2020 05:27 صـ
هلع ووسوسة من الأمراض، فهل من علاج؟ 2685 الثلاثاء 09-06-2020 06:38 صـ