أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكيف لا يثق في نفسه من تخرج من كلية الهندسة؟! والتي تعتبر من أصعب الكليات التي لا يتمكن من دخولها إلا المتفوقون أصحاب الهمم العاليات، فاستعن بالله ولا تعجز، وتوكل على الحي الذي لا يموت، وأقبل على الحياة بروح جديدة وبثقة في الله المجيد، واعلم أنك ما نلت الشهادات والدرجات إلا عن جدارة واقتدار بعد توفيق الواحد القهار، ومرحباً بك في موقعك وبين آبائك والإخوان.

وأرجو أن تعلم أن الشعور بالإشكال هو أول وأهم خطوات العلاج، فلا تحتقر نفسك، واعلم أن الناس محتاجون لما عندك من المواهب، فقدم ما عندك واترك التردد، واعلم أن هذه المشكلة لا تواجهك إلا في المرات الأولى وسوف تتلاشى مستقبلاً.

ومما يُعينك على التخلص من هذه المشكلة -بعد توفيق الله- ما يلي:

1- كثرة اللجوء إلى الله فإن التوفيق بيده سبحانه.

2- الإكثار من الاستغفار كما كان شيخ الإسلام بن تيمية بفعل إذا صعبت عليه مسألة، وهذا من دقيق فقهه، فإن الإنسان قد يحرم التوفيق بسبب ذنوبه فإذا استغفر كان أهلاً للإجابة والتوفيق، وقد أحسن من قال: (ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة).

3- إدراك حقيقة أن الفشل ليس نهاية المطاف، ولكنه خطوة على الطريق الصحيح، وأن كثيراً من الناجحين في حياتهم ما عرفوا حلاوة النجاح إلا بعد أن تذوقوا مرارة الفشل، ولكنهم كرروا المحاولات وتوجهوا إلى رب الأرض والسموات، فسبحان من يجيب المضطر ويعين على الخيرات.

4- الدخول إلى المشروع بنية النجاح، فلا تقل في نفسك: لن أنجح، ولكن قل: إن شاء الله سوف أنجح وأنجح.

5- تذكر أن الناس يفقدون ما عندك من المواهب؛ لأن القدرات والمواهب موزعة بين الناس وهي هبة من رب الناس.

6- الفرح بالنجاح الذي يتحقق ولو كان يسيراً.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والحرص على طاعته، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك، واعلم أن الله سبحانه مع المتقين يسهل أمورهم ويدفع عنهم الأزمات والكربات، وعليك بالصبر، وقد أحسن من قال:

ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد

وبالله التوفيق والسداد.