أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهمي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: الذي ينتابك هو نوع من الوساوس وكذلك المخاوف، ولا شك أن الخمول والكسل ربما يكون أيضاً علامة من علامات عسر المزاج، وزيادة الوزن لا شك أنها تمثل عبئاً على الصحة الجسدية، وكذلك على الصحة النفسية، حيث يعرف أن السمنة في كثير من الحالات مرتبطة بالاكتئاب النفسي.

أيها الأخ العزيز: هنالك إن شاء الله أمل كبير جدّاً أن حالتك يمكن أن تعالج ويمكن أن تتحسن بصورة كبيرة.

وبالنسبة لكل الوساوس القهرية، عليك أن تحاول أن تحقِّرها، وألا تعطيها قيمة كبيرة، حاول أن تبني أفكاراً مضادة لهذه الوساوس، أي حدد الوساوس ثم حدد الفكرة أو الفعل المضاد للوساوس، وحاول أن تبني بناءاً إيجابياً الأفكار المضادة، وسوف تجد إن شاء الله بمرور الزمن أن الفكرة الجديدة قد أخذت مكان الفكرة القديمة وانتهت الفكرة الوسواسية.

عليك أيضاً حين تأتيك هذه الفكرة الوسواسية أن تقول مع نفسك: (قف قف قف) أي تحاول أن توقف الفكرة، هذه كلها من الحيل النفسية التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يتغلب على الوساوس.

أما بالنسبة للخوف، فالخوف من الموت يأتي للإنسان وهو في نظرنا نوع من العظة، لكن هذا الخوف يجب ألا يسيطر على كيان الإنسان، وهذه السيطرة على كيان الإنسان يمكن للإنسان أن يتغلب عليها بالتوكل على الله، وأن يعرف أن الآجال والأعمال محدودة وأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له.

أنا أعرف أنك والحمد لله مؤمن ومتوكل، وأعرف أن هذه الفكرة مرتبطة بالوساوس أيضاً، ولكن حاول أن تطردها وحاول أن تستبدلها بأفكار أخرى.

أخي: أنت سوف تستفيد كثيراً من ممارسة الرياضة (الرياضة الجادة) سوف تستفيد منها في تخفيف الوزن، وفي القضاء على الكسل والخمول، أرجو أن تكون جادّاً وحازماً مع نفسك في أمر الوزن وتخفيف الوزن، هنالك إرشادات معروفة تتعلق بالتغذية وممارسة الرياضة، ولابد أن تضع هدفاً واضحاً، قل: بعد شهرين يجب أن أنقص 10 كيلو مثلاً ولا تحيد عن هذا الهدف، أرجو أن تعمل على ذلك.

الشق الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، وسوف أصف لك دواء ممتازاً جدّاً يعرف باسم بروزاك، هذا الدواء يساعد في عدة جوانب في حالتك، يساعد إن شاء الله في الخوف، وكذلك في علاج الوساوس، وأيضاً الكسل، وحتى يقال أنه يقلل الشهية للأكل مما يساعدك إن شاء الله على تخفيف الوزن.

إذن: ابدأ جرعة البروزاك بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوع، ثم ارفعها إلى كبسولتين في اليوم، واستمر على هذه الجرعة لمدة سبعة أشهر.

البروزاك من الأدوية السليمة وهذه المدة مدة معقولة جدّاً، بعد انقضاء السبعة أشهر خفض العلاج إلى كبسولة واحدة يومياً، ثم بعد انقضاء شهر خفض الجرعة أيضاً إلى كبسولة يوم بعد يوم ولمدة شهر آخر، وبذلك تكون وصلت لنهاية العلاج.

أرجو - يا أخي - اتباع الإرشادات التي ذكرتها لك، وتناول العقار الذي وصفته لك، وسوف تجد إن شاء الله أن العائد النفسي والصحي سوف يكون إيجابياً جدّاً.

وبالله التوفيق.