أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : فقدان الثقة بالنفسي والخوف من مواجهة الناس
مشكلتي أن ثقتي بنفسي تقريباً منعدمة لدرجة أني لا يمكن أن أمشي في الطريق وحدي، وقليلاً جداً لو خرجت أمشي وحدي وذلك لأني دائماً أحس أني أقل من الناس الذين في الشارع، ودائماً عندي إحساس بأن كل الناس ينظرون إلي، لدرجة أني لو مشيت وحدي ممكن أبكي من الخوف، أو أحس أن رجلي تلتف على بعضها، رغم أني جامعية، وأنهيت كلية من كليات القمة، ومستواي الاجتماعي جيد جداً.
ورغم كل هذا دائماً أحس أني أقل الناس الذين حولي، ولا أقدر على فرض شخصيتي، وعرض أفكاري، مع العلم أني أملك أفكاراً جامدة، ومفيدة جداً، وهذا ليس رأيي لكنه رأي الناس الذين يسمعونني، لكن من الاستخفاف بها أني ألجأ لعرض أفكاري، وأفرض شخصيتي خارج البيت، أو أكون في أحسن الأحوال عندما أتكلم مع أحد لا يعرفني أو أعرفه - يعني على الشات - مثلاً أحاول أكلم الناس وأصلح من حالهم، وأعرض عليهم أفكاري، وبسرعة يعبرون لي عن مدى سعادتهم بموضوعية الكلام لدرجة أنهم دائماً يسألونني ويرجعون للاستفادة من أفكاري.
هذا يمدني بالثقة في نفسي، وسرعان ما يزول بمجرد قيامي من على الكمبيوتر، ومواجهتي للواقع والحياة العملية، ويمكن أن يكون ذلك ناتجاً من أن أمي كانت دائماً تحسسني أني أقل من فلانة وعلانة، حتى لو كنت أنا أحسن منها في الدراسة والحياة العملية كي تطور مني، وهي تحطم من ثقتي بنفسي بدون أن تشعر.
وما يزعجني أكثر أني أملك كلية قمة أي أحد يتمناها، وبعد أن خلصتها نفسي أشتغل وأثبت نفسي، وأبي يقدر أن يوفر لي وظيفة في مكان مرموق، في حين أن الوظيفة العادية الآن للشباب أصبحت مستحيلة، يعني في يدي فرصة من ذهب أي أحد يتمناها، لكن خوفي من مواجهة الناس مانع من أن أثبت وجودي عملياً، وأشعر بذاتي وكياني.
ماذا أعمل كي أواجه الناس والحياة العملية وأكون طبيعية؟
أشكركم على سعة صدركم وسماعي لي وأتأسف لإطالتي في الحديث
وجزاكم الله ألف خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأرى أنك ربما تكونين حساسة بعض الشيء، ولديك أيضاً شيء من تقدير الذات السلبي، فيجب أن تفصلي بين مقدراتك الحقيقية وبين مشاعرك السلبية.
حين تأتيك هذه المشاعر بعدم القدرة، أو عدم التفاعل مع الآخرين، أو أنك أقل منهم، أو أنك مقصودة أو مراقبة؛ يجب أن يتحول تفكيرك مباشرة إلى الواقع، والواقع يقول أن شخصيتك ممتازة وأنك ذات مقدرات عالية، وأن الآخرين يستفيدون كثيراً من المواضيع الموضوعية التي تطرحينها عليهم، هذا هو المفترض أن يحدث، وصدقيني أن ذلك ليس مستحيلاً، أي الفصل بين المشاعر والواقع.
كما ذكرت لك أنتِ إنسانه مقتدره، وهذا الاقتدار سيطرت عليه أو تم استبداله بالمشاعر السلبية، ويمكن للإنسان دائماً أن يضعف من مشاعره السلبية، وذلك عن طريق المخاطبات الذاتية الإيجابية، قولي لنفسك: إن تفكيري هذا سلبي، تفكيري هذا ليس صحيحاً، أنا الحمد لله أكملت دراستي في إحدى الكليات المرموقة ولدي أسرة كريمة ولدي صداقات، وحتى قولي لنفسك: لدي قوة الشخصية ولكني لا أظهرها، هذه المخاطبات الوجدانية الذاتية هي مفيدة جدّاً، وقد أثبت أن نوع هذا الحوار إذا قام به الإنسان مع نفسه يؤدي إلى نتائج إيجابية جدّاً.
الشيء الآخر: أنتِ محتاجة لنوع من الانسجام الجماعي أو الاختلاط الجماعي بزميلاتك الإناث، الجئي إلى أي نوع من الأعمال الجماعية، انضمام لجمعية خيرية، أو لأي نوع من الجماعات التي ترين أن فيها فائدة، والحمد لله فمثل هذه الجماعات موجودة بكثرة في مصر.
الشيء الآخر والمهم جدّاً، هو أن الإنسان ليس من المفترض أن يراقب كل أعماله أو كل تصرفاته، خاصة ذات المنشأ النفسي أو الوجداني، الإنسان نقول يراقب نفسه كثيراً فقط في طاعة الله، ولكن لا يراقب أداءه في كل شيء؛ لأن المراقبة الشديدة تؤدي إلى شعور سلبي، كما ربما أنها تؤدي إلى أن يقع الإنسان في أخطاء.
والشيء الآخر الذي أرجوه، هو ألا تتصوري أنك مراقبة أو مرصودة من قبل الآخرين، أو حتى إذا أتاك الشعور بأنك مرصودة أو مراقبة من قبل الآخرين؛ اعرفي أن هذه المراقبة أو الرصد يشمل الأعمال الإيجابية فقط التي تقومين بها، ولا يشمل الأشياء السلبية، أرجو أن تكوني أكثر ثقة بنفسك.
لا بأس أبداً من أن تتناولي أحد الأدوية التي تقلل من المخاوف الاجتماعية أو تزيلها، وأنتِ محتاجة لجرعة صغيرة ولمدة قصيرة إن شاء الله.
هنالك دواء يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تتناوليه بجرعة نصف حبة – 10 مليجرامات – ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة – 20 مليجراماً – استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم بعد ذلك إلى نصف حبة كل يومين لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن هذا الدواء، وإن شاء الله أن هذا الدواء سوف يكون داعماً للإرشادات السلوكية السابقة.
أرى أن هنالك الكثير من البُشريات في أن هذه المشاعر السلبية سوف تختفي؛ لأني أرى أنك تتمتعين بفضل الله بمقدرات عالية، فقط لا تكوني حساسة أكثر من اللزوم حيال ما تقومين به من أعمال.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1743 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1323 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |