أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حائرة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أنك لا تعانين من أي علة نفسية حقيقية، وأنت لست بمريضة، ولكن المشكلة تتعلق بالأخ الذي وُصف في رسالتك بأنه عاق وذو تصرفات مشينة، إذن العلة ليست لديك إنما لدى هذا الأخ هداه الله.

الذي أراه في مثل هذه الحالة أن تكوني أكثر برّاً بوالديك، حتى تشعري بالقناعة والسعادة الداخلية فيما تقومين به. أما بالنسبة لأخيك فأرى من الواجب الاستعانة ببعض الأقرباء من الرجال ليتدخلوا في أمره للحد من تصرفاته وإيقافه عند حدوده.

أرجو أن يتم الاتصال بمن هو موثوق به من الأهل والأقرباء ومن أصحاب النفوذ الاجتماعي، هذه في رأيي طريقة معقولة؛ لأن في ذلك مؤازرة ومساندة بالنسبة لك ولوالديك، وفي نفس الوقت هي طريقة لوضع بعض الضوابط على تصرفات أخيك؛ لأن الإنسان حين يشعر بأنه لا سلطة ولا سلطان عليه يتصرف بصورة مشينة، وهذا الأخ لابد أن يشعر بوجود سلطة ما لإيقافه عند حده، وأرجو ألا تتوقفي عن إرشاده والدعاء له والصبر على الأذى الذي لحقك منه، فإن شاء الله لكل شيء نهاية، ولابد للأمور أن تتغير إيجابياً إن شاء الله.

إذا كان لديك إحساس داخلي شديد بالقلق الداخلي مع شعور بعدم القدرة على التواؤم والتكيف مع هذا الوضع، لا مانع أيضاً من أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق، ومن الأدوية الجيدة والفعّالة العقار الذي يعرف باسم فلونكسول، يمكنك أن تتناوليه بمعدل حبة واحدة في اليوم، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوليه لمدة شهرين أو ثلاثة ثم توقفي عنه، هو دواء سليم وغير إدماني ولا يسبب أي آثار جانبية، فيمكنك تناول هذا الدواء، وبالطبع أؤكد لك أنك لست بمريضة، هذه ظاهرة نسبة للظرف الاجتماعي الموجود في داخل المنزل.

أسأل الله لك الثبات والقوة والتحلي بالصبر، وأن يعينك على حفظ كتابه، وعليك بالاجتهاد لإكمال الدراسة مهما كانت الصعوبات، فسلاح العلم والتميز سيكون عوناً لك لإثبات ذاتك، وسوف تصبحين بإذن الله قادرة على مواجهة هذه الصعاب بصورة أفضل.

وبالله التوفيق.