أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الهروب من المشاكل .. بين التسامح الإيجابي والجبن السلبي
إخواني أشكركم على كل ما تنصحون به إخوانكم المسلمين.
مشكلتي أني لدي نوع من الجبن قاس في حياتي، وأعتقد أنه وراثي، ودائماً أقوي قلبي لأتحمل أي مشكلة قد تواجهني، لكن العكس تماماً أرتجف من الخوف قبل حدوث المشكلة، في حين لم يعرف أحد من أفراد أسرتي أو أصدقائي أو الذين يعرفونني بمشكلتي هذه، رغم سني الموضح في أعلاه، حيث أنني ولله الحمد لم أصادف أن وقعت في أزمة أو مشكلة انكشف فيه أمري للآخرين، وأعتقد أن السبب يعود إلي بسبب تسامحي وبساطتي وحبي للآخرين، ناهيك عن الخوف والتنازل عن حقوقي درءاً للشر الذي أخاف منه قبل وقوعه، والمعروف عني أنني شهم في نظر الكثيرين.
إنني أعرف مرات كثيرة أنه لا وجود لمشاكل، لكني أحسب لها ألف حساب، وأيضاً بمجرد التفكير باحتمالية حدوث مشكلة، وخاصة إذا كانت كبيرة فإن قدمي تكونان في وضع الاستعداد للانهيار.
ملاحظة/ أخاف من المجهول، كما أنني أحب العدل بالمليمات، ماذا أفعل هداكم الله وأثابكم على عملكم في الدنيا والآخرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فتحي جمعة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأنت لا تعاني من الجبن، فلماذا وصفت نفسك هكذا؟ أنت رجل شهم في نظر الكثيرين –كما ذكرت- وهذا بالطبع مناف لصفة الجبن، الشيء الذي تعاني منه -حسب ما استطعت أن أستخلص من رسالتك- هو أنك شخص حساس وتعاني من بعض القلق الداخلي، كما أن لديك ما يعرف بالقلق الداخلي التوقعي، أي أنك تقلق من احتمالية حدوث المشاكل.
وأنت وصفت نفسك أيضاً بأنك دقيق، تحب العدل بالمليمات، وهذه صفة ليست سيئة، وإنما هي صفة حميدة، ولكن ربما أيضاً تدل على جود سمات وسواسية في شخصيتك، وهذا أيضاً يؤكده أنك لا تحب المشاكل وتحاول أن تبتعد عنها، وكما ذكرت لك أنت حساس، ومن الواضح –إن شاء الله- ذو قيم عالية، فإذن يا أخي تأكد من أنك لست جباناً –إن شاء الله-.
هذا القلق وهذه الوساوس تعالج بأن تحاول أن تقنع نفسك بأنك –والحمد لله- لا تعاني من الجبن، ثانياً أن هذا الموضوع مجرد قلق، وأن القلق في حد ذاته طاقة نفسية مطلوبة للإنسان حتى ينجح، ولكن لابد أن أتحكم في القلق حتى لا يصل إلى مدى يكون مضرا.
حالتك -إن شاء الله- تستجيب استجابة فعالة للأدوية المضادة للقلق والتوتر والحساسية والوساوس، وأفضل دواء في حالتك –إن شاء الله- هو العقار الذي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، يفضل أن تتناولها بعد الأكل، وتستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة شهرين، ثم بعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن العلاج.
بجانب النصائح السابقة وما ذكرته لك من دواء، أرجو أيضاً أن تكون إيجابياً في تفكيرك وألا تكون سلبيا، وأن تتذكر إيجابياتك في الحياة، وأن تنظر للأمور بصورة مشرقة أكثر، ولا تكون تشاؤميا، وأؤكد لك أنك لست جبانا والحمد لله.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1743 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1323 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |