أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : حالات الهرع والقلق المفاجئ وعلاقتها بالدوار وضيق التنفس
قمت بزيارة مدينة (تارودانت) وتبعد عن الدار البيضاء ب(600)كيلومتر، ولا تطل على البحر، وأثناء إقامتي بدأت الأزمة: إذ انتابني فجأة شعور بالغيبوبة والغثيان، وألم بالقولون، وضيق في التنفس، وأفكار بنهاية الأجل، وعدت إلى الدار البيضاء حيث أقطن دائماً، فقال لي الأطباء: الأمر يتعلق بنقص الأوكسجين لديك، ووصفوا لي عقار (ليكسانسي10) ملغ، و(إبر) للشرب، وتمارين رياضية، فتحسنت قليلاً؛ لكن الهواجس لم تفارقني، حتى وأنا أكتب لكم! حيث تنتابني أفكار بالموت كلما سمعت القرآن أو في الصلاة أو عند ذكر الله، وأنا أحب الله ورسوله، وأحب الصلاة والقرآن، لكن شبح أني سأموت كظلي لا يفارفني.
والآن أصبح رأسي يؤلمني، وأحس كأن شيئاً ما يتحرك داخله، ويضيق تنفسي، وأسير مهرولاً في الشوارع من شدة ضيق التنفس الذي ينتابني، كما أن بدني قد ضعف ونقص وزني عما كان، مع العلم أن أسناني في وضع كارثي، وكذلك أعاني من ضعف النظر، لقد أصبحث حياتي ضنكة من الهواجس والاكتئابات.
وأرجوكم التعجيل بالجواب مع الأدوية، عسى الله أن يأتي بالشفاء على أيديكم، كما ينتابني انقباض في معصم يدي، كما أن عيني جافة من الدموع ولا تخرج، مع أني أحس أنها محبوسة. فيا حبذا لو أجد العلاج على يديكم.
والسلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحالة التي انتابتك هي حقيقةً تعرف بالهرع، والهرع هو نوع من الرهاب أو القلق الشديد المفاجئ، والأعراض التي ذكرتها تعتبر أعراضا مثالية، ومطابقة لهذه الحالة تماماً، ولا أعتقد أنه قد أصابك أي نوع من نقص الأكسجين، وذلك مع احترامي الشديد للأطباء الذين ذكروا لك هذا، وحتى الدواء الذي أعطي لك هو دواء مضاد للقلق، ولا علاقة له بالأكسجين أو نقص الأكسجين.
الحالة لا زالت تنتابك من وقت لآخر، وقد ظهرت لديك أيضاً أعراض اكتئاب بسيط، وهذا الاكتئاب في مثل هذه الحالة يعتبر اكتئاباً ثانوياً.
سأقوم إن شاء الله بوصفة دوائية لحالتك، وهي إن شاء الله أدوية طيبة وفعالة وسليمة، ونسأل الله أن يكتب لك الشفاء بسببها.
الدواء الذي أودك أن تتناوله يعرف باسم سبراليكس، وجرعة البداية هي 10 مليجرام ليلاً تأخذها بعد الطعام، وتستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم ترفع هذه الجرعة إلى 20، وتستمر عليها لمدة ثمانية أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام، وتستمر عليها لمدة شهرين.
هنالك دواء مصاحب أيضاً تأخذه مع هذا الدواء، ويعرف باسم فلونكسول، والجرعة التي أودك أن تبدأ بها هي نصف مليجرام في الصباح لمدة أسبوعين، ثم نصف مليجرام في الصباح ونصف مليجرام في الظهر لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى حبة واحدة، أي نصف مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقف عن هذا الدواء.
بالنسبة للدواء الأول، وهو سبراليكس، ربما يكون مكلفا بعض الشيء، خاصة أنك بدون عمل، فإذا قيض الله لك الحصول عليه فله الحمد والشكر، وإذا لم تستطع الحصول عليه فالدواء البديل يعرف باسم تفرانيل؛ حيث أنه ليس مكلفاً، وهو فعال أيضاً، لكنه أقل فعالية من السبراليكس، وجرعة التفرانيل هي 25 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفعها بهذا المعدل كل أسبوعين، حتى تصل إلى 100 مليجرام في اليوم، يمكنك أن تأخذها جرعة واحدة في اليوم أو مجزئة بمعدل 25 مليجرام في الصباح و25 مليجرام في الظهر و50 ليلاً، ومدة العلاج هي أيضاً ثمانية أشهر، بعدها يمكنك أن تخفض الجرعة بواقع 25 مليجرام كل أسبوعين حتى تتوقف عن العلاج.
سيكون يا أخي أيضاً من المفيد لك أن تمارس أي نوع من الرياضة، وتوجد أيضاً تمارين استرخاء تقوم على الشهيق والزفير ببطء وقوة وأنت وفي وضع استرخائي.
يمكنك ممارسة هذه التمارين، ويمكنك الاستعانة ببعض الأشرطة والكتيبات المتوفرة في المكتبات، وذلك من أجل تطبيق هذه التمارين بصورة جيدة.
أرجو أن أؤكد لك أن حالتك لا علاقة لها بمرض عضوي أو نقص الأكسجين، إنما هي نوع من الهرع أي القلق الحاد والمفاجئ، وسوف تستجيب إن شاء الله لما ذكرته لك من إرشادات وعلاجات.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ | 2863 | الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ |
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ | 2789 | الأحد 19-07-2020 07:11 صـ |
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا | 1083 | الخميس 16-07-2020 02:42 صـ |
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. | 2125 | الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ |
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ | 1569 | الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ |