أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : تضيق نفسي بسبب بخل أبي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبي بخيل لدرجة عالية من البخل، يفضل جمع المال ويسير في الشارع وفي عمله بملابس بالية، في الفترة الأخيرة كان فرح أختي، وكان كل تفكيره بالمال فقط، حتى لم يفرح لزواج أختي، لم يشتري أي ملابس جديدة للزفاف لنفسه أو حتى لأخوتي.
أصبحت لا أخرج من المنزل مع أقراني وأصدقائي، وبدأت أقطع علاقتي معهم بسبب أن ليس معي المال لكي أنزل من البيت، حيث أنني طالب في كلية طبية، وليس عندي المقدرة على العمل مع الدراسة، مع مرور الوقت بدأ الكره يتوغل إلى قلبي اتجاهه، ولم أعد أتحمل النظر إليه أو إلى ملابسه البالية التي تسبب لي الخجل عندما يراه أحد أصدقائي.
دائما ما أشعر بأني أقل من زملائي، وحينما كنت أحتاج للخروج معهم كنت آخذ من والدتي المال ربي يحفظها لي، فكان دائما ما يقول لي أنني أعيش في مستوى أعلى من واقعي وأني مرفه، مع العلم أن خروجي لا يكلف أكثر من عشرون جنيها مصريا، مع العلم أن والدي موظف، ووالدتي موظفة، ووالدي لديه عمارة سكنية ملكه يأخذ منها دخل شهري ليس بالقليل، ومعه المال الذي يكفينا ويفيض، ولكنه بخيل أشد البخل على نفسه وعلى أولاده.
بالتالي ضاقت نفسي ودخلت في حالة اكتئاب شديدة، وفي الآونة الأخيرة بدأ الموضوع يؤثر علي دينيا حيث بدأت في التقصير في صلاتي وفي علاقتي بربي، أصبحت لا أطيق حديثه الذي كله عن الماديات وكيفية إدخار المال، أصبحت أكرهه أشد الكره، لا أطيق الجلوس معه حتى، فهل أنا عاق لوالدي بهذه الطريقة؟ كيف أتخلص من شعور تأنيب الضمير بشأن عقوق والدي كيف أكون سويا نفسيا؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يصلح حال أسرتكم الكريمة، وأما الجواب على ما ذكرت.
لا شك أن البخل داء، ويحتاج إلى معالجة لمن ابتلي به، وما ذكرته عن والدك - حفظه الله - عنه يحتاج منكم إلى أمور لابد منها حتى تساعدوه على الخلاص منه، ومن ذلك أن ينصح برفق ولين من قبل من يمكن أن يؤثر عليه، وأن بيبن له أن الإمساك عن الإنفاق فيما ينبغي الإنفاق فيه مذموم شرعا، وأكثروا من الدعاء له بأن يقيه الله شر البخل.
وأما ما قصر فيه الوالد من النفقة عليك وخاصة في الأمور الضرورية والحاجية، فالذي أراه كنصيحة لك أن تصبر على ما جرى، وأن تقترض مالا من بعض الأهل أو الأصدقاء ثم تسدد الدين عندما يتسر لك، إذا علم أن عليك دين فإنه قلبه قد يرق ويسدد دينك إن شاء الله، ولا ينبغي أن تكره الوالد ولو كانت فيه هذه الصفة، ولا شك أن الكره للوالد من العقوق، والذي يلزم عليك أن تبر وتحسن إليه، فإنه إن قصر في حقك فلا تقصر في حقه، كما أنه لا ينبغي لك أن تنهزم نفسيا وتصاب بالاكتئاب، فالأمر سهل ولا يتسحق كل هذا، وأنت المستقبل أمامك ويمكن أن يتغير حالك إلى الأحسن، ولا بد أن تكون قويا أمام المشكلات، فأكثر من الذكر والاستغفار ومن قول لا حول ولا قوة إلا بالله، كان الله في عونك، وعليك أن تكون أكثر قربا من الله في طاعته حتى يصلح حالك، ولا يجوز أن تكون هذه المشكلة مؤثرة عليك في طاعة الله.
وفقك الله لمرضاته.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أخلص النية لله رغم إساءة المقربين لي؟ | 720 | الأحد 28-02-2021 03:49 صـ |
أخذوا مني المال فقاطعتهم لسنوات، فهل ما قمت به أمر صحيح؟ | 1677 | الخميس 18-02-2021 12:31 صـ |
كيف أتعامل مع زوجات إخوة زوجي، وقد احترت في أمرهن! | 517 | الاثنين 04-01-2021 02:49 صـ |
كرهت الحياة، فأنا عاطل عن العمل وأشعر أن أهلي يكرهونني! | 904 | الاثنين 04-01-2021 01:48 صـ |
إساءة الأقارب كيف نتعامل معها؟ | 588 | الاثنين 14-12-2020 08:03 صـ |