أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الزواج بالمرأة الدرزية

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد التحية والسلام فاسمحوا لي أن أعرفكم بنفسي: أنا شاب جزائري أعيش مع أسرتي في إحدى البلدان العربية، عمري 22 سنة، طالب جامعي، وسأتخرج بعد سنة تقريباً إن شاء الله، لدي مشكلة ولا أعرف كيف أتعامل معها ولا كيف أتقبلها من ناحية المنطق، وهي كالآتي:

لدي صديق مخلص ووفي وهو زميلي في الدراسة، وهو لبناني الجنسية أحبه كثيراً وأحترمه وهو من الأشخاص المقربين جداً جداً لي، وله مكانة خاصة عندي، وهو كذلك، فظروفه مثل ظروفي تماماً وقليته كذلك، خصوصاً أننا نتقاسم نفس مشاكل الغربة بكل قساوتها، لحد الآن كل شيء تمام، ولدينا زيارات أسرية فيما بيننا، ومن خلال زياراتي المتكررة لهم في البيت أصبحت أحب أخته التي تصغره، وتربطني بها علاقة حب قوية جدا، خصوصاً أنني لاحظت اهتمامها الكبير بي ووجدت بها صفات الشريكة التي أتمناها في حياتي، وأخفيت عنه الأمر مبدئيا.

وبعد سنة تقريباً من تبادل الهدايا سريا طبعاً بدون علم أسرتي أو أسرتها، اللهم أختها الكبيرة فقط، قررت أن أصارح أخاها (أي صديقي) بالأمر، وتشجعت وقلت له بأنني سأتقدم لخطبتها بعد التخرج، والسبب الذي دفعني لذلك هو خوفي من أن يكشف الأمر بيني وبينها ويصبح الموقف مخجلا بالنسبة لي، خصوصاً أنني أحظى باحترام كافة أفراد أسرتها كبيرهم وصغيرهم.

مع العلم أن أختها الكبرى تعلم بالموضوع، وهي تتمنى أن أكون زوجاً لأختها وهي تحترمني كثيراً، وبعد اعترافي له قال لي بكل بساطة: انس الأمر فنحن من طائفة الدروز التي من عقيدتها أنها لا تبيح الزواج من غير الملة ـ يعني أهله لن يوافقوا أبداً على هذا ـ ولا تحاول أن تتكلم في الموضوع مستقبلاً.

أنا أحبها حباً طاهرا لا مثيل له على الأرض، وهي كذلك وأعترف بذلك أمام الله، والشيء الذي يؤلمني ويحز في نفسي هو لأنها تحبني لدرجة لا يصدقها العقل، الآن ما زلت تائها لا أعرف ماذا أفعل؟ مع العلم أنني لا أستطيع أن أتحدث معها بسهولة فهم أسرة محافظة جداً.

أرجوكم ساعدوني في حل هذه المشكلة، فلقد أصبحت أفكر كثيراً، ودائماً شارد الذهن لا أعرف ماذا أفعل؟ معنوياتي منخفضة لدرجة الصفر، وحزين جداً لأن في ديننا الإسلامي مثل هذه الطوائف التي تشوه صورة الإسلام، فالإسلام يدعو إلى الخير، أيعقل هناك ناس بهذه العقلية ونحن في سنة 2006؟

حاولت جمع معلومات عن هذه الملة، ووجدت في عقيدتهم هذا البند وصدمت كثيراً لأن حلمي الجميل توقف الآن، أنا الآن في مفترق الطرق ولا أعرف ماذا أفعل؟ مع العلم أن لدي إحساسا أنني لن أجد في المستقبل فتاة بهذا الشكل تحبني خصوصاً في هذا العصر الموحش الذي أصبحت فيه المادة أقوى من كل شيء، أنا مازلت أتردد عليهم في البيت، وكلما أراها أمامي توشك دموعها على الانهيار مما يحز في نفسي ولا أعرف ماذا أفعل، أرجوكم قدموا لي النصائح.


مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mazda حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للإيمان، وأن يتوفاك على الإسلام الحق، وأن يرزقك زوجةً صالحة مؤمنة قانتة عابدة تكون عوناً لك على طاعته.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأنا أشكرك بدايةً على أن أتحت لي الفرصة أن أطلع اطلاعاً موسعاً على الطائفة الدرزية وجذورها ومعتقداتها وأفكارها، وأعتقد أنك وقفت على حقيقة هذه الجماعة، وأنهم جماعة تختلف عن جميع الديانات السماوية، ولذلك فهم يُعادون جميع الديانات السماوية، وعقيدتهم خليطٌ من ديانات سماوية ووضعية، وأنهم فعلاً يحرمون الزواج بغيرهم، بل ولا يسمحون لأحد أن يدخل عقيدتهم، وبناءً على ذلك فهم ليسوا مسلمين حتى وإن أعلنوا الإسلام ظاهراً، إلا أن العلماء لم يعدوهم حتى من الفرق الإسلامية، وعليه فإنه كما أنهم يحرمون الزواج من غيرهم فإن الإسلام يحرم عليك وعلى المسلمين جميعاً الزواج منهم إلا إذا تابوا وأعلنوا الالتزام بالإسلام الحق وشهدوا شهادة الحق، ورجعوا عن أفكارهم التي تتعارض مع الإسلام وأعلنوا التوبة منها، أما إذا ظلوا على عقيدتهم فلا يجوز شرعاً التزوج منهم، وأعتقد أنك اطلعت بنفسك على ذلك؛ لأنه مبسوطٌ ومسجل في كتب المذاهب والأديان والملل، والحق تبارك تعالى يقول في كتابه: (( وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ ))[الممتحنة:10] بمعنى أنه لا يجوز للمسلم أن يتزوج كافرة أصلية إلا إذا كانت كتابية بشروط وضعها الفقهاء ويمكن الرجوع إليها، ويقول أيضاً : (( وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ))[البقرة:221]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها وجمالها ودينها، ونسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).

وبناءً عليه أخي الفاضل أتمنى أن تصرف النظر فعلاً عن هذا الزواج؛ لأنهم رفضوك بحكم عقيدتهم، وعقيدتك أيضاً تحرم ذلك، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فتمعن وتأكد من أنك إذا صدقت نيتك وأخلصت لله في الدعاء فسيرزقك خيراً منها وأفضل وأجمل من أخواتك المسلمات الصالحات، وأبشرك بقوله جل وعلا: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3] فاجتهد في الدعاء، وأحسن الظن بالله، وثق من أنك ستجد أفضل منها، فلا تشغل نفسك بهذا الأمر، وانتبه لدراستك، وأنت وأسرتك بل وأمتك الإسلامية في أمس الحاجة إلى شابٍ صالح ملتزم مثلك يرفع رايتها ويُساهم في رقيها ونهضتها وحضارتها، ولا ينبغي أن تضيع وقتك في أمرٍ قد انتهى، وانظر أمامك فأنت مستقبل هذه الأمة وأملها المنشود، ولديك من أخواتك المسلمات الآن ممن هم قطعاً أفضل منها في كل شيء.

فأقبل على إسلامك واعتز به ولا تفرط فيه، وحاول التعمق في أحكامه وآدابه حسب ظروفك، وطبّقه واقعاً عملياً صحيحاً؛ لأن هذا من أبلغ رسائل الدعوة، فلعلك بذلك تستطيع أن تؤثر في صاحبك هذا، وأن تُنفذه وأهله من النار، وأنت قادرٌ على ذلك بإذن الله .

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والثبات على الحق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد أن أتزوج بفتاة كتابية، ما هي نصيحتكم لي؟ 778 الأربعاء 08-07-2020 03:31 صـ
هل أصبر إلى أن أتزوج أم أرجع لبلادي؟ 5144 الأحد 05-05-2013 12:14 مـ
عقد علي رجل أسلم حديثا هل أتم الزواج أم أنتظر حتى أرى حقيقة إسلامه؟ 2332 السبت 16-03-2013 10:37 مـ
الزواج من مسيحية يرجى إسلامها 124 الثلاثاء 15-03-2011 10:51 صـ