أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : مدى حق أهل الزوج في استعباد الزوجة
السلام عليكم.
أنا -والله- تعبانة، غير عارفة أأنا غلطانة أم لا! أرجوكم ساعدوني، أنا أحبه بشدة، أنا عندي 23 سنة، تخرجت بكلية العلوم، لم أجد عملا، تزوجت منه لأني ارتحت له من أول مرة، ولأنه ملتزم، لم أهتم بالمنطقة ولا السيارة ولا...ولا...، قلت لنفسي سيعينني على نفسي والمسجد، ونصلي الفجر، والدروس، كان في فكري أنه سيذهب للشغل وأنا أشوف كل احتياج البيت، ثم أذهب للمسجد ثم أرجع للبيت وأتجهز لانتظاره.
تزوجت منذ 4 أشهر، حالي والحمد لله كالآتي: لا نصلي الفجر (نحن في بيت واحد، والداه وأخوه المتزوج وأخوه الصغير)، المسجد لا أذهب إليه لأني ـ وأحياناً أخوه ـ ننزل تحت عند حماتنا نعمل الأكل ونرتب شقتها ونغسل الملابس، كل هذا غير مهم، أنا أعمل لله، لكن نحن مختلفون تماماً، أنا غير قادرة أتخيل نفسي وأنا أطلع الأكل للفروخ، أساعدهم ونمسح السلالم، والأهم مسح الحمام والرائحة، فأتضايق جداً لكن لا أتكلم، أنا في بيتنا لم أكن أمسح سلالم ولا أفراخ، أنا غير عارفة: أنا متمردة أم أنا لي حق!
أتمنى أقول لماما تسامحني لأني كنت أتدلل عليها وهي كانت تستحملني، كان كفاية علي بعد الذي كنت فيه أن يكون لي زوج أهتم به وبملابسه وأكله و...، لكن والداه لهم حق عليه، أنا عارفة وأنا ملزمة أعمل لهم الأكل وأرتب لهم الشقة وأغسل لهم، لكن هل عملي هذا فرض أم ماذا؟
سألت قبل الزواج أخته عن نظام الحياة، فكلمتني عن الأكل والشقة والغسيل، وبعد ذلك تطلعين شقتك براحتك فأنت حرة! الآن هي التي تأتي هنا المغرب تقول لي: "لماذا أنت غير قاعدة تحت؟" مرة أخرى قالت لي: "أبي كان يريد شايا، فناديتك لتعمليه، فلماذا لم تنزلي؟"، وهي عارفة أنا كيف كنت عائشة، تقول لهم لماذا لا تتعلم الخبيز وتعجن؟ وكلما أروح عندها تسمعني وصية: كيف أعامل حماتي (والدتها) في حين هي لا تعمل أي شيء لحماتها، ولما قيل لابنتها المتزوجة متى ستقيمين عند حماتك؟ ردت بدل بنتها وقالت: "بعد الشر".
بعد هذا كله والدته تقول إني أتدلع، لازم أتعلم حاجة أهل البيت، كل كلامها أسمعه لكن لو كنت سأحمل حاجة ثقيلة أقول لها تنتظر حتى يأتي زوجي (ابنها) فتقول لي وهو كذلك الذي سيحمل، ووالده يقول إني أنام فوق، وبعدها أنزل الساعة 4، حتى بنت أخته تقول لي أأنت تنزلين أصلا!؟ أأنت تعملين حاجة!؟ كذلك أصبح لابد أن أقول لها إلى أين أنا ذاهبة! وهكذا.
ويوم الجمعة الحمد لله تسيبني أقعد مع زوجي حتى الرابعة عصرا، ثم تناديني! أليس من حقي إجازة يوم، المهم كلهم يشتكون، وأخواته البنات لا يعملون أي حاجة لوالدتهم، لكن الحق يقال الأخت الكبيرة هي التي تجيء، وحنينة علينا، ولما حماتي تطلب مني أحمل حاجات للدور الخامس كثيرة، هي التي تقول لها كفاية.
آخر مرة يوم الجمعة اتفقنا أنا وهو العصر نروح إلى المسجد، وهو وراءه مشوار، وعندنا أكل يكفينا ووالدته عندها الطبيخ وهي لا تأكل الأرز، فنادتني، فقلت له لن أنزل، أنا ذاهبة إلى المسجد، قال لي: "لا، مرة ثانية تستيقظين، ترتبين هنا، بعده ترتبين تحت، وتعملين الأكل وبعد ذلك روحي للمسجد" بعد ذلك! يا سلام! المهم قلت له حاضر لكن بعد ذلك لا تسألني لماذا أنت متضايقة هذا النهار!؟ ونزلت، ومن وقتها لما يطلب حاجة أعملها، وتحت أعمل كل حاجة بدون كلام، لكن الآن لم نعد نتحدث سويا، لم نعد نضحك معا.
أنا تعبت، لن أقدر أن أكمل حياتي هكذا، أنا كذلك لي تفكيري والحياة التي أتمنى أن أعيشها، لم أقل إني أريد العزل عن حماتي، هي كذلك والدته ولها حق عليه، لكن كل ما أريد هو أن أنزل أعمل الأكل والترتيب للشقة (ما عدا الحمام) والغسيل فقط، غير هذا لا، ثم ألتفت للذي يهمني، هل هذا من حقي، أرجو بالله عليكم ناقشوا معي مشكلتي وأنا سأعمل بالرد وأعطيه لزوجي.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يهيئ لك من أمرك رشداً.. وبعد:
فقد أسعدني هذا المجهود الذي تقومين به، وأرجو أن يقدر زوجك هذا العمل، وشكراً لك على هذا الإحسان الجميل بوالدته والصبر عليها.
لا شك أن ما تقومين به ليس واجباً عليك، لكنه من حسن العشرة، وأنت مأجورة على هذا العمل، وهو دليلٌ على كمال عقلك وحسن تصرفك، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من آلام.
وكم كنت أتمنى أن أسمع المزيد من الإيجابيات عن هذه الأسرة حتى تصبح الصورة واضحة، فقد لفت نظري موقف أخته الكبرى، وأعجبني عرفانك لفضلها، وحبذا لو قام الزوج بُشكرها أمام أهله؛ وذلك لإنصافها، ثم نبههم بلطف إلى ما يضايقك من غير أن يُشعرهم أنك صاحبة الشكوى؛ لأن معظم أوراق الحل بيده، فهذه أمه وتلك أسرته وأنت زوجته.
ولا داعي للقلق، فإن معظم هذه الأمور سوف تُصبح عادية، لكن المعرفة بأسرته وأحواله لم تكن واسعة، ولذلك دائماً الأفضل هو أخذ الصورة الحقيقية للوضع، ومعرفة الفروق الأساسية في العادات والتقاليد.
ولا شك أن هذه الوالدة تحتاج إلى صبرٍ وتحمل، وهذه دائماً هي المعادلة الصعبة في الحياة الزوجية؛ لأن الكثير من الأمهات تشعر أن زوجة الولد جاءت لتشاركها في حبه وجيبه، ومن هنا تظهر الغيرة والمشاكل، ولا حل إلا بصبر الزوجة، وعدل الرجل وإنصافه، فإن الشريعة تأمر الرجل أن يطيع أمه وأن لا يظلم زوجته.
وأرجو أن تُعيني زوجك على احترام والديه؛ شريطة أن يقدر ويشكر ما تقومين به من أعمال لم تعتادي عليها، رغبةً في نيل رضاه وخدمةً لوالديه، وعليه أن يُكثر من الثناء، ويُسمعك الكلمات التي تخفف عنك ما أنت فيه، فإن المرأة حين تشتكي تحتاج إلى هذا اللون من التعامل.
وإذا كان هذا الزوج يقوم بواجباته الأخرى على أكمل الوجوه، وكان له موقع في قلبك، فاحرصي على المحافظة على بيتك، ولا تنقلي هذه المعاناة لأهلك، واطلبي حقوقك بلطفٍ وأدب، مع ضرورة اختيار الأوقات المناسبة والعبارات اللطيفة، وإذا عجزت عن الذهاب إلى المسجد فلا تُقصِّري في طاعة الله وذكره في بيتك؛ فإن صلاة المرأة في بيتها أفضل، مع ضرورة المحافظة على أوقات الصلاة، وأنت مأجورة على نيتك الطيبة، والإنسان ينال بالصبر ما يريد، ولن تندمي على صبرك وتحملك، ونسأل الله أن يُسهِّل لك الأمر ويغفر لك الذنب.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
المشاكل بين أمي وزوجتي لا تنتهي وأمي تريد طلاق زوجتي، فما الحل؟ | 1787 | الاثنين 06-07-2020 09:27 مـ |
أمي وزوجتي لا تتفقان أبدا وأنا حائر بينهما، فماذا أفعل؟ | 1495 | الأحد 28-06-2020 02:57 مـ |
أم زوجي تسيء لي ولأهلي وتشتمني وتسبب المشاكل بيني وبين زوجي، فما نصيحتكم؟ | 1980 | الخميس 30-04-2020 06:53 صـ |
أنا في حيرة من أمري بين أمي وزوجتي، ماذا أفعل؟ | 1252 | الاثنين 27-04-2020 03:31 صـ |
لم أعد أحتمل وجود أم زوجي معي، ماذا أفعل؟ | 3012 | الثلاثاء 14-04-2020 01:35 صـ |