أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : مشاريع زواج لا يكتب لها النجاح
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو الإفادة في أمري، حيث تعديت الثلاثين من عمري، وحتى بلغت الثلاثين وأنا أحاول أن أتصبر على تأخر زواجي عن مثيلاتي من البنات، حتى تعرضت لثلاثة مشاريع خطوبة، وفي كل مرة أستخير كثيراً والحمد لله، وانتهى كل مشروع منهم بعد ثلاثة أشهر، وكل من حولي يرون أن بي سحراً أو حسداً أو مساً يمنع زواجي، خاصةً وأنهم يرون أن مشاريع الزواج السالف ذكرها انتهت بدون سبب ظاهر، إلا أنني أحاول أن أجد أسباباً مقنعة لها، فالأول كانت له شخصية انقيادية وضعيفة، وبعد خطبتي له انجذب لزميلته في العمل واتفقا على الزواج ولم يخبرنا، حتى اعتبر أخي عدم اتصاله ووفائه بالتزاماته المادية في المواعيد المحددة بينهما فسخ للخطبة، ولما علم بذلك وافق على فسخ الخطبة وتزوج الأخرى، والخطيب الثاني لم أكن أميل له جنسياً وكان يظهر نفوري منه، ولكني كنت مضغوطة نفسياً، واضطررت للموافقة عليه لأُسعد أمي بزواجي، ثم شعر هو بعدم قبولي له بعد ثلاثة أشهر، وأخبر أخي بفسخ الخطبة، والخطيب الثالث مختلف الأمر معه حيث إني لم أقف على سبب حقيقي لفسخه خطبتي، وهو يصفني بأني شخصية طيبة، ولا يجد بي عيباً، ولكنه لا يجد إقبالاً على الزواج مني، وفي نفس الوقت لا يرى نفوراً مني ويتألم كثيراً من فسخ الخطبة، ولكنه لا يرى في استمرار خطبتنا بهذا الفتور خيراً بعد الزواج، وحدثت مفاوضات بيننا خلال الشهر الثالث في محاولة تشجيعه للتوكل على الله والمضي في الأمر، إلا أنه يرى أن ذلك تضييعاً لوقتي، خاصةً وأن سني لا تسمح بالتجربة.
فهل ما تراه أمي ومن حولي من وجود سحر أو حسد حقيقي صحيح؟ وكيف لي أن أتأكد من ذلك؟ وإن كان كذلك فكيف التخلص من آثار ذلك السحر بدون الاستعانة بأي إنسان؟ حيث أريد أن يجعلني الله من الذين لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون.
قيل أنه لا يلزم وجود علامات تبين أن هناك سحر أو حسد، وبعضهم قال لي أن هناك علامات للمسحور والمحسود، فما هي هذه العلامات؟ مع العلم أني أحياناً وليس دائماً أرى في نومي أني أحاول قتل [برص] أو أكثر، وفي الغالب أنجح في قتله، كما أني محافظة على صلاتي في وقتها والحمد لله، وأقرأ القرآن، وأقرأ سورة البقرة، بل في طريقي لتمام حفظها .
أفيدوني مشكورين، وجزيتم خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Pure حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله أن يحفظك، وأن يسدد خطاك، وأن يلهمنا رشدنا وإياك.. وبعد،،،
فبورك في فتاةٍ تقيم الصلاة وتقرأ القرآن، وتحرص على حفظ سورة البقرة التي هي أفضل علاج للسحر والسحرة، ولا عجب فإن القرآن شفاءٌ ورحمة، وابشري فإن كيد الشيطان ضعيف، وكذلك كيد أعوانه من السحرة والكفرة.
ولقد أعجبني حرصك على البحث عن أسبابٍ عادية للفشل المتكرر للخطوبة، وهكذا ينبغي أن تكون المؤمنة الحريصة حتى لا تقع فريسة في أيدي الكهنة والدجالين الذين جعلوا الناس جميعاً مرضى، إما بالعين أو بالسحر أو بالمس، والذين لا هم لهم إلا عرَض الدنيا، وإلحاق الضرر والأذى بعباد الله.
والمؤمنون يوقنون بأن كل شيء بقضاءٍ وقدر، ويعرفون أن لكل أجلٍ كتاب، وأن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، والمسلمة تستطيع أن تُعالج نفسها دون أن تلجأ لغيرها، وقد أسعدني حرصك على أن تكوني من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.
وقد كان السلف يحرصون على ذلك كما فعل سعيد بن جبير الذي لُدغ في يده ورفض أن يُرقى، وأصرت أمه، فقدم للراقي يده المعافاة، وأعظم من ذلك ما فعلته المرأة السوداء التي خيَّرها الرسول صلى الله عليه وسلم الشفاء من الصرع أو الصبر ولها الجنة، فاختارت الجنة، وقالت لشدة حيائها وغيرتها: (
وإذا واظب الإنسان على أذكار الصباح والمساء، وأكثر من قراءة سورة البقرة، وواظب على قراءة المعوذتين وآيات السحر، وسأل الله الشفاء، وأخلص في دعائه؛ منع الله عنه السحر والشرور، وإن كان مصاباً فإن السحر يخف جدّاً وقد يذهب بالكلية.
أما العلامات التي تُذكر مثل الصداع الشديد، والرجفة، والرعشة، والتنميل في الأطراف؛ وغير ذلك من العلامات، فليس من اللازم أن تظهر على كل مسحور، بل إن هنالك علامات أخرى مثل أن يعجز الرجل عن الاقتراب من أهله أو يفعل أشياء ثم ينكرها.
وخلاصة الأمر أنه لا مانع من طلب العلاج؛ لأنه من قدر الله، والأفضل أن يقرأ الإنسان على نفسه، وإن طلب من غيره فلابد أن يكون ممن ظاهره التمسك بالإسلام، وأن تكون الرقية بالكتاب والسنة على ترتيب صحيح ولغةٍ مفهومة، وأن لا تكون هناك مخالفات شرعية كلمس المرأة الأجنبية، وأن لا يكون الراقي في مكان مظلم متسخ، وأن لا يسأل المريض عن اسم أمه، أو لا يفعل الرقية إلا عند غروب الشمس، وأن يعتقد الراقي والمرقي أن الشفاء من الله، وأن يخلص في الدعاء.
فواظبي على ما أنتِ عليه من الطاعات، وتقربي إلى رب الأرض والسماوات، وكوني في مساعدة أصحاب الحاجات، وصلي الأرحام، وبرِّي الآباء والأمهات، وتوجهي إلى من يجيب المضطر ويكشف الكربات، والْزمي تقوى الله مع الإحسان؛ فإنه سبحانه (( مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ))[النحل:128] ووعد المتقين بتيسير الأمور فقال: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))[الطلاق:4] وبشرهم بجلب الأرزاق وكشف الأزمات، فقال سبحانه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3].
وفقك الله لكل خير.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
هل من الطبيعي ألا يتقدم لي أحد أبدا حتى هذه السن؟ | 2054 | الأربعاء 29-07-2020 05:07 صـ |
بلغت الأربعين ولم أتزوج فكيف أعف نفسي؟ | 1299 | الأحد 12-07-2020 03:27 صـ |
تأخر زواجي أصابني بنوبات من الحزن والقلق، فما الحل؟ | 1612 | الأربعاء 15-07-2020 03:51 صـ |
أمضيت مراحل دراستي بلا أنيس ولا ونيس. | 1082 | الأربعاء 01-07-2020 02:51 صـ |
كيف أتصرف مع من تتكلم عني وتصفني بأشياء مخزية؟ | 1074 | الثلاثاء 16-06-2020 01:33 صـ |