أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الزواج برجل متزوج بامرأة لا تنجب يكبر الفتاة بتسع سنوات

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

في يوم ما تفاجأت بوجود ابن عمتي المتزوج وهو يكلمني عبر الماسنجر، وبعد مرور الأيام تعلقنا ببعضنا كثيراً، ولكنني لم أوضح له ذلك مطلقاً، وذلك لاحترامي بأنه رجل متزوج، طلبت منه ألا يعود لمحادثتي مرة أخرى، ولكنه أكد لي بأن هذا قد يسبب له تعاسة أبدية، هذا الرجل يكبرني بـ9 سنوات وهو متزوج من امرأة لا تستطيع الإنجاب، وأصارحكم بقولي بأنه أجبر على الزواج منها لأنه كان يرغب بي، وقد عرفت ذلك من أختي التي أخبرتني بأن والدي قد رفضه بسبب صغر سني في ذلك الوقت، ولكن شاء الله عز وجل وحدث ما حدث وتزوج وهو مجبر.

من اليوم الذي تعرفت عليه وعلاقتي بربي ازدادت قوة؛ لأنه كثيراً ما ينصحني بأمور ديني ودنياي، وجميع رسائله لي تحتوي على أدعية والتذكير بفضل الله علينا وما يجب أن نفعله حتى نصل إلى رضا الله، حديثنا معاً لا يتعدى الأمور العامة وأبداً لا نخوض في أمور خاصة، وقد لاحظت فعلاً بأنه كثير التلميح لي برغبته بالزواج بي بعد أن يطلق زوجته، وأنا فعلاً محتارة في هذا الأمر؛ إذ أنني أحب زوجته وأقدرها، وكثيراً أنصحه بعدم تطليقها، ولكنه لا يستطيع أن يصبر أكثر بعد صبر دام 6 سنوات.

ودائماً يقول لي: أن الله شرع الزواج لما فيه من رحمة على العباد وشرع الطلاق أيضاً، وخصوصاً أنه لا يستطيع تدبر تكاليف زوجتين، ومراعاة لمشاعر الزوجة الأولى فإنه يفضل تطليقها لأنه يعلم أنه سيميل لي بعد أن أنجب له، وهو لا يتحمل أبداً ذلك، وقد قال مرة: إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يميل لأحب زوجاته فما بالكم بإنسان ضعيف لا يقارن أبداً بالرسول صلوات الله عليه؟!

وباختصار أنا محتارة كثيراً ولا أعرف ماذا سيكون ردي له إذا ما جاء لطلب الزواج بي، فهل أوافق عليه وبهذا أكون قد جرحت زوجته؟ أم أرفضه وأحطم آخر أمل يحمله في قلبه؟ علماً بأن زوجته تعلم بأمر نيته بتطليقها وهي كما يبدو راضية بهذا.

وسؤال آخر لو تكرمتم: هل تتأثر الحياة الزوجية إذا ما كان الزوج يكبر الزوجة بـ9 سنوات؟
وتقبلوا خالص الود والاحترام.


مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوص استشارتك التي تتعلق بزواجك بابن عمتك وهو متزوج، أقول لك:

أولاً: قبل أن نخوض في الموضوع لا يجوز أن يكون زواجك منه على حساب الزوجة الأولى، بمعنى أن يطلقها حتى يتم زواجك، فإن كان هذا شرطٌ منك أو منه فهذا لا يجوز، وإن كان قد زهد ولم يرغب في الزوجة الأولى سواءً تزوجك أم لا فلا بأس .

ثانياً: إن رغبت الزوجة الأولى في الفراق من نفسها فلا بأس، ولكن إن اشترطتِ عليه طلاقها فلا يحل لك هذا الأمر، سواءً كان شرطك صراحة أو تلميحاً.

ثالثاً: [تحت الضابطين السابقين] يجوز لك أن ترضي بالزواج منه، لا سيما والسبب واضح، وهو أنه يريد الإنجاب، وهذا سببٌ مشروع وتقره الشريعة، ويجوز للرجل أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، لا سيما إن كان له سبب كطلب الولد.

رابعاً: بما أن الطلاق هو أبغض الحلال إلى الله، فاقترحي عليه أن يُبقي زوجته الأولى إن كانت توافق، ويتزوجك معها، وهو غير محاسب على الميول القلبي، فهذا أمرٌ قد رفعه الله عن الإنسان لأنه لا يملكه؛ ولأنه بعدم طلاقه لها وبزواجك معها يكون قد حقق آماله وآمالك، ولا تكون عدم المؤونة سبباً؛ لأنه قد جاء في الحديث: (تزوجوا فقراء يغنيكم الله) أما إن لم توافق الزوجة الأولى فيجوز له طلاقها من غير حرج، وبهذا أرى أن تقترحي عليه ذلك؛ لتكوني أنت المرأة المؤمنة التي تحب الخير لغيرها كما تحبه لنفسها، وسوف تكبرين في نظره ويقدرك.

أما بقية السؤال، وهو زواج البنت لمن يكبرها بتسع سنين، فهذا لا يُعتبر فارقاً بين الزوجين، بل إن أفضل الزواج أن يكبر الرجل المرأة، وإن شاء الله هذا الفارق يكون سبباً في السعادة بينكما.

أخيراً: عليك أن تستخيري الله في هذا الزواج، والدعاء لا سيما عند السحر، أن يقدر لك الخير في الدنيا والآخرة .

وفقك الله لكل خير.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما الفرق المناسب بين الزوجين في العمر؟ 22403 الاثنين 17-08-2015 03:14 صـ