أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : فتاة تريد معرفة حال شاب بلغها أنه يريد خطبتها

مدة قراءة السؤال : 7 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخي الفاضل، أسأل الله أن يبارك فيك ويجزيك خير الجزاء، أرجوك لا تهمل رسالتي وأرجوك أن ترد على سؤالي بسرعة.

أنا طالبة في السنة الأخيرة الخامسة (هندسة كمبيوتر) لم يتبق على تخرجي سوى قرابة الشهرين إن شاء الله تعالى، كليتنا (والله المستعان ) مختلطة وأنا مضطرة للدراسة فيها لأنه لا يوجد في بلدي جامعات غير مختلطة يعني حتى كلية الشريعة مختلطة لدينا.

صديقتي ليست من نفس مدينتي وهي مخطوبة من شاب (وقد عقد قرانها) من مدينتها وهو يدرس معنا، ومنذ أربعة أيام أخبرتني وهي تضحك وكنا نمزح مع بعضنا فقالت: نود أن نفرح بك، قلت وأنا أعتبر كلامها من ضمن المزاح: وهل العريس جاهز الآن؟ فقالت: نعم! وبدت ملامحها وكأنها تتكلم بجدية، قلت يكفينا مزاحاً هيا لنمضي، قالت: لا أمزح هناك شاب يفكر فيك من السنة الثانية وهو من مدينتي وهو معنا في السنة، نفسها وفي القسم نفسه وقد أخبر خطيبي بأنه ينوي التقدم لخطبتك بعد التخرج إن شاء الله، ثم قالت: كان من المفترض ألا أتكلم، قلت: لماذا؟ قالت: الشاب لا يريد الآن أن تعرفي، وسكتت وذهبت.

وبقيت أنا في حيرة وقلق منذ ذلك الوقت، لا أعرف الشاب من هو وكيف أربع سنوات ولم أشعر بأي شيء، وكيف هو لا يعرفني من أين وكيف سأفكر به؟ ولماذا ألقت صديقتي هذه الكلمات وذهبت؟ لم أستطع تلك الليلة أن أنام وأنا أفكر من هو ولماذا أنا ولست من مدينته؟ وعلى أي أساس اختارني؟ وغير ذلك! لكنني طننت فيه أنه طوال السنوات تلك لم يحاول أن يكلمني أو يحرجني بموقف أو أن يلقي كلاماً عابرا؛ لأنني لم أتعرض لذلك تلك الفترة.

في اليوم التالي لم أذهب للكلية وكنت أدرس فتذكرت أنني لاحظت أن أحد أصدقاء خطيب صديقتي تلك وهو معنا في نفس القسم لاحظت أنه ينظر إلي فغضضت بصري ولم أعطه أي اهتمام، ثم مرة في المحاضرة انتقل المدرس إلى الجهة المقابلة، وعندما التفت لأستمع للمدرس وقعت عيني على الشاب نفسه فإذا به ينظر إلي فغضضت بصري، لكن قلت: هذا يحدث دائماً معنا لاسيما أننا كما أشرت في جامعة مختلطة.

وموقف آخر كنت أنتظر والدي عند انتهاء محاضراتي فجاءت صديقتي تلك ووقفت معي حتى يأتي والدي، وعندما جاء والدي التفت إلى صديقتي لأودعها قبل الذهاب فرأيت خطيبها ونفس الشاب يقفون على بعد أمتار منا؛ فظننت أنه يسلم على خطيب صديقتي بينما هو ينتظر صديقتي، ولم أعط ذلك الموقف أي اهتمام.

في اليوم التالي وكان يوم الخميس وهم ـ صديقتي وخطيبها وذلك الشاب وغيرهم من خارج مدينتنا ـ يسكنون في المدينة الجامعية فيسافرون إلى مدنهم يوم الخميس، صديقتي لم تأت ذلك اليوم، وكانت المحاضرة الأخيرة تنتهي في الخامسة مساءً فخرجت أنا وصديقة لي لنصلي ثم نذهب للبيت، وفي ذلك اليوم تكون الكلية شبه فارغة لأن الكل يعود مبكراً للبيت لكون اليوم التالي عطلة، فدخلت مع صديقاتي إلى المخبر للحظات حتى أعطيهم ملفا موجودا في الحاسب، فإذا بالشاب نفسه يدخل للمخبر وينظر إلي فأشحت بوجهي لكني قلت في نفسي: أظن الشاب هذا هو من قالت لي عنه صديقتي الأولى وبقي في المخبر حتى خرجنا.

عند باب المخبر ولا يوجد سوى نحن هناك ذهب بعض صديقاتي وذهبت مع البقية في الاتجاه المعاكس إلى المصلى وعندما هممنا بالذهاب تذكرت فأدرت وجهي إلى صديقاتي أناديهن لأقول لهن: "ادعين لنا" فإذا بالشاب يظهر من المخبر في تلك اللحظة وأصبح بيني وبين صديقاتي، ونظر إلي فأدرت وجهي ومضيت، لكن في طريق عودتي للبيت لم تفارقني تلك المواقف، فخلصت إلى أن الشاب كان يريد أن يتكلم معي لاسيما أنه لم يكن هناك الكثير من الطلاب في الكلية، لكن هذه النتيجة لم تعجبني إذ أنني لن أقف ولن أسمح بذلك، وقلت في نفسي: سأقول لصديقتي بأن تقول لخطيبها ليوصل الكلام بدوره للشاب أنه إن أراد خطبتي فعلاً فليأت لبيت أهلي ويخطبني منهم ولا يوقفني أو يرسل إلي أحداً أو يحرجني في أي موقف أبدا.

الآن أنا لا أعرف من الشاب إن كان هو فعلاً، وأظنه هو والله أعلم، لا أعرف سوى اسمه ومن أين هو، لا أعرف مدى التزامه وتدينه، هل هو ذو عقيدة صحيحة أم أنه أشعري أو صوفي كما هو أغلب شباب كليتنا! هل يصلي؟ هل يدخن؟ كل ذلك يخطر ببالي الآن.

شيء مهم الآن ما أساس اختياره لي؟ وكيف أربع سنوات يفكر بي فما حمله على ذلك؟ فأخشى أن يكون كمن سبقه من الشباب الذين تقدموا لي تبين لي كلهم أنهم يأتون لشكلي فقد حباني الله من فضله بقسط من الجمال فله الحمد، وأسأله تعالى كما حسن خلقي أن يحسن خلقي.

وأنا والحمد لله من عائلة كريمة ذات حسب ووضعنا الاجتماعي جيد الحمد لله، أنا أصغر أخواتي ولم يبق غيري عند أهلي، الحمد لله بدأت أحفظ القرآن منذ سنة تقريباً وأستمع لمحاضرات العلماء لاسيما الألباني وابن عثيمين وابن باز رحمهم الله، وأتعلم التجويد وأتابع دروس التوحيد والعقيدة والتفسير والحديث، وأحاول نشر الخير بين صديقاتي؛ فلذا أرغب في أن يكون من يريد الارتباط بي له نفس الأفكار ونتابع سوية، ونسأل الله الذرية الصالحة التي تنفع الإسلام والمسلمين، أي أرغب فيمن يخطبني أن يخطبني لهذا لا لجمالي فالجمال يزول ولا لحسبي ومالي، فكيف يمكنني أن أعرف إن كان هذا الشاب يخطبني لهذا لا لغيره؟

وبصراحة أنا أرغب بالزواج لأنني أعيش في مجتمع فيه من الفتن والفساد ما الله به خبير، وكأن هذا الشاب جاء في هذا الوقت الذي أرغب فيه بالزواج؛ لذا أنا أفكر فيه مع أنه لم يحدث شيء بعد.

الآن أنا متعبة لأنني أحاسب نفسي أنني أعصي الله بهذا التفكير لكون أنه لا يزال غريبا عني، وكيف أفكر به! فبكيت ودعوت الله إن كان في هذا الشاب خيراً فليختر الله لي الخير، ماذا أفعل الآن؟ وهل أنا مذنبة؟


مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Safaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فزادك الله حرصاً وحياء وخيراً، وشكراً لك على إصرارك على أن يتقدم من يريدك إلى أسرتك ويأتي البيوت من أبوابها، ولا شك أن الشريعة أرادت هذا فالرجال أعرف بالرجال.

ونحن بدورنا ندعوك إلى الحرص على صاحب الدين والأخلاق والعقيدة السليمة، وحق للناس أن يخافوا من الذي لا يخاف الله ولا يتقيه، ومعلوم أن المرأة تطلب لجمالها ولمالها ولحسبها هذا ما أعتاده الناس لكن رسولنا وجه في ختام الحديث قائلاً فاظفر بذات الدين تربت يداك، وإذا اجتمع الدين والجمال والحب والنسب فذلك خير إلى خير، وقد أحسن من قال:

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا *** وما أقبح الكفر والإفلاس بالرجل

ولا تنزعجي من سكوت هذا الشاب هذه الفترة الطويلة وتردده في عرض الأمر عليك فربما كان السبب في ذلك هو الحياء، وهذا دليل على الخير فالحياء خلق الإسلام، كما أن الشباب إذا وجدوا فتاة متدينة احترموها وتعاملوا معها بحذر شديد، ولذلك أرادت الشريعة للمؤمنة العفيفة أن تتميز بحجابها وأدبها وحيائها فقال تعالى: (( ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ))[الأحزاب:59].

ومن حق الشاب أن ينظر إلى الفتاة التي عزم على التقدم لخطبتها، ومن حق الفتاة أن تعرف دين وأخلاق وأسرة الشاب الذي سوف يتقدم لخطبتها، وهذا كله يتم بالطرق الشرعية، فالصواب أن يطرق هذا الشاب الباب ويعلن عن رغبته في الارتباط وعند ذلك نطلب منه فرصة للمشاورة مع الأسرة وأخذ رأي الفتاة والتعرف على أحوال ودين الشاب وأحوال أسرته وأهله، وهنا يأتي خطاب الشريعة لأولياء الفتاة: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه "دينه وأمانته" فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).

وأرجو أن تصل رسالتك للشاب دون إحراج أو تشنج، ويكفي أن يعرف أنك لا تكلمين أجنبيا عنك إلا في حضور محارمك وفي ذلك إبعاد لك عن مواطن الريبة والتهمة وتطبيق لآداب هذه الشريعة العظيمة.

وإذا كان الشاب من نفس منطقة صديقتك فهذه فرصة لك من أجل التعرف على أحوال أسرته، ودرجة الوفاق، وأخلاقيات الأسرة وسمعتهم بين الناس، وهذه معلومات مهمة بالنسبة لك.

ولاشك أن الشاب أيضاً يعرف عنك الكثير ولا أظنه يركز فقط على المظهر، والدليل على أنه يعرف الطريقة التي تفكرين بها والخطوط الحمراء في تعاملك مع الأجانب فإن الفتاة عندما تتكلم حتى مع زميلاتها تعبر عن منهجها في الحياة ويصل هذا الكلام إلى الشاب بطريقة أو بأخرى.

وخير البر عاجله، فإذا تأكد لك صلاح هذا الشاب واستقرار أسرته وقدرته على تحمل المسئوليات فما عليك إلا أن تصلي صلاة الاستخارة وتشاوري الصالحات، ولن يندم من يستخير ويستشير.

وأما إذا كان هذا الشاب غير مناسب فلا يجوز لك كشف أسراره أو الإساءة إلى مشاعره وهو أيضاً لا ينبغي أن يتكلم عنك بالشر، وأكثري من الدعاء والتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، واعلمي أن البيوت تبنى على الرضا التام ليكون منهاجها المودة والرحمة.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به!



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلى عن شخص يحبني ولكنني لا أحبه؟ 1241 الأحد 05-07-2020 03:22 صـ
هل أرفض من تقدم لخطبتي رغم أنه على خلق ودين؟ 1434 الخميس 25-06-2020 03:03 صـ
هل عدم زيارة والدتي لمخطوبتي يمثل مشكلة ما؟ 680 الثلاثاء 23-06-2020 09:16 مـ
أفكر في فسخ الخطبة لكني أخشى من الندم بعد ذلك 3111 الخميس 04-06-2020 04:14 صـ
تقدم لخطبتي شاب مدخن، فهل أقبل به؟ 2306 الخميس 07-05-2020 05:24 صـ