أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : وسوسة الشك في الإيمان وأركانه

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ 4 أشهر وأنا أعاني من وساوس وأفكار سلبية تتعلق بالذات الإلهية والإيمان بكل أركانه، في بداية المطاف كانت تأتي هذه الأفكار بشكل قوي ومركز إلا أن قلبي كان يرفضها وكنت أجاهدها بشدة حتى إن حياتي باتت جحيماً.

شيئاً فشيئاً بدأت شدة الانزعاج تخف مع أن شدة الأفكار لم تخف، فظننت أن قلبي بدأ بتقبل هذه الأفكار فأخذت أضغط على نفسي حتى أعيدها كما كانت ولكن بدون جدوى! في هذه الأثناء أخذني أبي إلى طبيب نفسي فشرح لي أن ما أعاني منه هو وسوسة قسرية سببها نقص في مادة ما في الدماغ؛ فأخذت أتناول الحبوب لمدة أسبوعين بدون تقدم يلحظ.

فأخذني أبي إلى شيخ فقرأ علي القرآن فأخذ جسمي يهتز وبقوة وبدأت بالصراخ بشكل لا إرادي فأقنعني أن جنياً قد تلبسني وأنه لم يستطع أن يخرجه، ثم توجهت إلى شيخ آخر فكتب لي كلاماً بلغة غريبة تخللها بعض الآيات من القرآن الكريم، وأعطاني إياها طالباً مني أن أشرب من مائها وأغتسل منه ففعلت ولكن عبثاً.

ولما رجعت إلى الطبيب النفسي غضب غضبا طالباً مني عدم الذهاب إلى الشيوخ من جديد مقنعا إياي أن هذه محض خرافات وأن الاهتزازات بفعل القرآن أمر طبيعي في بعض الحالات؛ لقوله تعالى: (( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ))[الحشر:21] فكيف الحال بالعبد البسيط؟ فاقتنعت ورجعت إلى الدواء، إلا أن هذه الوساوس لم تختف وبقيت!

وقد أصاب قلبي الفتور، وأصبحت أحياناً أشك بإيماني ولكني أستدرك مذكرا نفسي بأجر الصابرين، ولكني بدأت أحس بقسوة القلب وتعبه من قراءة القرآن وذكر الله، ولكني وبالرغم من ذلك أستمر في ذكر الله، فأريد أن أسألكم: هل هذا التعب من القرآن والذكر؟ هل هو من أعراض المرض أم أنه دليل على النفاق والكفر والعياذ بالله؟ وهل إذا مت الساعة هل أكون من أهل النار أم أنه ليس على المريض حرج؟ هل أنا ممن مرفوع عنه القلم بسبب حالتي النفسية؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق مع طبيبك تماماً بأنك مصاب بما يعرف بالوسواس القهري أو القسري، وهو كثير عند الأخوة المتدينين؛ لأن محتويات الوسواس دائماً مرتبطة بالبيئة والاعتقادات .

أرجو أن أبشرك يا أخي أن هذه الوساوس ربما تكون دليلاً على قوة إيمانك، وأتفق معك تماماً أنها سخيفة ومتسلطة، ومؤلمة نفسياً، وأقول لك يا أخي: من فضل الله علينا أن علماءنا ومشايخنا قد أفادوا أنه لا إثم إن شاء الله على صاحب هذه الوساوس، والبشرى الأخرى يا أخي أن هذه الوساوس أصبحت الآن تُعالج بنسبة أكثر من 90%، والعلاج يتمثل في محاولة تجاهل الفكرة، واستبدالها بفكرةٍ مضادة لها، وتكرار الفكرة المضادة بصورةٍ مستمرة في أثناء اليوم، حتى تأخذ مكان الفكرة الوسواسية، وهذا هو مبدأٌ أساسيٌ في العلاج .

الشيء الثاني: الأدوية المضادة للوساوس أثبتت فعاليتها بما لا يدع مجالاً للشك، وكما ذكر لك طبيبك، فهذا قائم على ما وصلت إليه البحوث العلمية من أن هنالك مادة في الدماغ تعرف باسم سيروتينين، تقل أو يقل إفرازها في منطقة في المخ تعرف بنواة كوديت .

الأدوية الحديثة تُساعد على تنظيم هذه المادة، ولكن الفعالية الحقيقية للأدوية تتطلب استعمالها لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع بصورةٍ متصلة، وبالجرعة المطلوبة، ولابد لمدة العلاج أن لا تقل عن عامٍ كامل، فأرجو أن ترجع إلى الأدوية التي وصفها لك الطبيب، والتي أنا غير ملمٍ بها، ولكن من أجل إطلاعك على بعض الأدوية التي تعالج مثل هذه الوساوس، فهي: بروزاك، فافرين، ليسترال، أو زيروكسات، وجرعتها هي الجرعة الوسطية، والتي هي أكبر من الجرعة التي تستعمل في علاج الاكتئاب النفسي.

أما من ناحية قضية العلاج عن طريق المشايخ، فهذا أمرٌ غير مرفوض، ولكن يجب أن لا يتعدى الرقية الشرعية؛ لأن هذا هو الثابت، وغير ذلك ليس بثابت مطلقاً، ولا دخل للجن أو التلبس في هذا الأمر.

فخلاصة الموضوع هي أن تحارب الأفكار وتتجاهلها وتحاول استبدالها، وتأخذ العلاج الدوائي الصحيح، وأن تُرقى شرعياً، وليس أكثر من ذلك .

وكما أكدت لك مسبقاً هذا مرض مثل بقية الأمراض، وإن شاء الله لا حرج عليك، وهو ليس دليلاً على ضعف إيمانك أو خلل في شخصيتك، وستعود إن شاء الله معافىً تماماً، وعليك بالتمسك بدينك، وبارك الله فيك .

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. 3410 الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ 1957 الأحد 28-06-2020 02:49 مـ
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ 1933 الخميس 25-06-2020 05:38 صـ
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني 2399 الخميس 25-06-2020 02:58 صـ
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ 1601 الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ