أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنك تعاني من أعراض قلق وتوتر ومخاوف وسواسية منذ أن كنت في سوريا، وكما قلت فإنك استطعت أن تتغلب عليها، وذلك لقوة إرادتك وعزيمتك، وربما لأن الأعراض لم تكن شديدة، هناك عدة عوامل ساهمت في حدوث هذه الأعراض، أولها: الجانب الوراثي، فكما ذكرت أن لك أختًا كانت تعاني معاناة شديدة من الوساوس، وهو من اضطرابات القلق، وقد عانيتم أنتم كأسرة.

ثانيًا: قسوة الأب، فالتربية القاسية دائمًا تؤدي إلى طفلٍ خائفٍ قلقٍ لا يحسُّ بالأمان، هذا في الطفولة، وقد استطعت التغلب عليها، ولكن الآن جدَّتْ عوامل: الأولى ظروفك التي مرَّت ببلدك الأم (سوريا) وما عانيت وما شاهدت من حروب ومشاكل، ثم خروجك منها إلى بلدٍ آخر وأصبحت غريبًا، ومعروف أن الهجرة أو الانتقال إلى بلدٍ آخر من الأحداث التي تكون سببًا في حدوث الاكتئاب والقلق النفسي عند الأشخاص الذين لهم قابلية مثل حالتك، وأخيرًا كانت حالة صديقك التي شاهدتها هي القشة التي قصمت ظهر البعير، فأخرجت كل هذه الأعراض بالصورة التي وصفتها من إحساس بضيق التنفس وعدم القدرة على التنفس.

هذه هي -يا أخِي- كلها أعراض للقلق والتوتر، وكما ذكرت فقد أجريت لك كل الفحوصات وكانت سليمة، ما هي إلَّا رجوع لأعراض القلق والتوتر الذي عانيت منه، ولكن بصورة أخرى، وقد تكون بصورة مقلقة. هذا هو التفسير.

لا أدري الوضع عندكم في البلد الذي أنت فيه، من ناحية الحصول على الأدوية والحبوب، ولكن إذا كان في الإمكان الذهاب إلى طبيبٍ نفسي فإني أنصحك بذلك، فقد يُساعدك إمَّا ببعض الأدوية المساعدة لحالتك، أو لتحويلك إلى بعض المعالجين المختصين في العلاج النفسي، الذين يُساعدونك في الاسترخاء ومحاولة الخروج من هذه أعراض القلق والتوتر.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.