أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تعرضت لتسمم غذائي فأصبت بأعراض نفسية وجسدية، ما نصيحتكم لي؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم

لدي مشكلة وهي أنه تأتيني نوبات من الحزن والكآبة بدون إنذار، وبصورة متكررة، أشعر في هذه الحالة بالغثيان وفقدان الرغبة في كل شيء، وفقط أريد أن أبقى وحيدًا، أو أتمدد على سريري حتى أتحسن تدريجيًا، إما بالنوم، أو عمل شيء يلهيني آخر.

بدأت معي تلك المشكلة منذ 8 شهور عندما تعرضت لتسمم غذائي، وشعرت بحالة ضيق وتقيؤ وأوجاع بالمعدة، ومن حينها وأنا أخشى الأكل، وأنفر من الطعام؛ لخوفي من تكرار تلك الحالة، وأصبحت أهلوس، وأوسوس كثيرًا، وفقدت وزنًا بطبيعة الحال؛ لعدم أكلي، وزادت متاعبي النفسية، وأعراض المعدة تارة، وأعراض حزن وغمة تارة أخرى.

ذهبت لعدة أطباء، وعملت تحاليل وأشعة بسبب أعراض الغثيان، والذي يأتي -كما ذكرت- في أوقات التوتر الزائد، ولا أكاد أذكره في حين الاستمتاع بالوقت. وجميع التحاليل والأطباء أكدوا لي أنه مرض نفسي جسدي، وليس سببًا عضويًا في أمعائي، إلا أن عقلي يرفض الاعتراف بهذه الفكرة، فأنا تنتابني حالات متفاوتة بين الوسوسة بأن لدي مرضًا ما والشعور بالضيق وعدم القدرة على الكلام، أو مشاركة الآخرين.

أرجو أن تصفوا لي دواء يناسب الغثيان الذي منشؤه نفسي، أو حتى دواء يحسن مزاجي السيء في كثير من الأحيان، أو للتخلص من نوبات الحزن والكآبة لدي؛ لأنها أثرت كثيرًا علي وعلى حياتي الاجتماعية.

أيضًا نقصان وزني سبب لي ضيقًا نفسيًا أكبر مما أنا فيه بسبب ضعف شهيتي، فهل هناك علاج للشهية، أو لتحسين المزاج عمومًا، والتخلص من أعراضي النفسية؟ هل ما لدي هو قلق اكتئابي أم وسواس مرضي؟ حرت كثيرًا، المهم أني جربت تلك الأدوية بلا جدوى، وذلك من باب العلم لحضرتكم:

ليبراكس -سينابريد -كولوفاتيل (معظم أنواع السولبرايد) -بيديليكس –دوجماتيل، وأتحسن فقط لفترة بسيطة، أشعر أن جميع تلك الأدوية لا تعالج المشكلة الأساسية، ربما أعاني من قولون عصبي، ولكن عسر المزاج والكآبة والتفكير الطويل بالأمراض وعدم الرغبة في فعل أي شيء زائد الغثيان، عندما تشتد الأعراض هي الأعراض المزعجة لي، وليس مغص المعدة، أو تقلصات القولون. فبم تنصحونني؟

وشكرًا جزيلًا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك الثقة في إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: أعراضك نفسية ولا شك في ذلك، حتى الجانب العضوي فيها وهو الغثيان، أرى أن منشأه نفسي ولا شك في ذلك.

أريدك أن تطمئن، وألا تُضخم موضوع حالة التسمم التي حدثت لك فيما مضى، والتي أعتقد أنها الشرارة التي منها انطلقت كل متاعبك النفسية والجسدية.

الحمد للهِ الآن أنت بخير، ومن خلال التفاؤل والتفكير الإيجابي، والنظرة المستقبلية الثاقبة إلى المستقبل بأملٍ ورجاءٍ تتخطى الكثير من أعراضك هذه.

الاكتئاب لا يُهزم إلا من خلال التفكير الإيجابي، والإصرار على الفعالية، الإصرار: أن يكون الإنسان مُنتجًا، وجادًا، ومفيدًا لنفسه ولغيره... اجعل هذا هو منهجك، وأنا أريد أن أحتِّم لك على أهمية الرياضة، الرياضة تقوّي النفوس، تقوي الأجسام، وتزيل الشوائب النفسية السلبية من النوع الذي تعاني منه.

أرجو أن تعيش حياة صحيَّةً من خلال ممارسة الرياضة كما ذكرنا، النوم الليلي المبكر، الحرص على أمور دينك، التواصل الاجتماعي، التطور الثقافي، أن تكون لك مشاريع مستقبلية وتضع الآليات التي توصلك إليها... هذه هي الحياة الصحيَّة، تصرف انتباهك -أيها الفاضل الكريم– تمامًا عن التفكير الطويل بالأمراض.

وليس هنالك ما يمنع أن تذهب إلى الطبيب الذي تثق فيه مرة واحدة كل أربعة أشهرٍ مثلاً، وذلك من أجل إجراء الفحوصات الروتينية، هذا يمنعك تمامًا من التردد على الأطباء، وفي ذات الوقت يعطيك ثقة كبيرة في أنك تعيش في صحة جيدة.

أيها الفاضل الكريم: حالتك قطعًا قلقية توتريَّة، مع وجود شيء من الوساوس والمخاوف. لا تتخوف، هذه ليست عدة أمراض، كلها جزئيات بسيطة تدور حول القلق.

أنا أرى أن عقار (باروكستين Paroxetine) والذي يسمى تجاريًا (ديروكسات Deroxat) سيكون دواءً مفيدًا جدًّا لك، يُضاف إليه عقار آخر بسيط يعرف باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol).

جرعة الفلوناكسول هي نصف مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم نصف مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

أما الديروكسات أو الباروكستين فتبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً، تستمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلاً –أي عشرون مليجرامًا– هذه استمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك خفضها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها عشرة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء من الأدوية السليمة والبسيطة، وأرى أنه -إن شاء الله تعالى- سوف يفيدك كثيرًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 855 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 894 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 760 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 630 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1558 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ