أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لد حالة نفسية لا أدري هل هي عين أم سحر أم مس أم ماذا؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم

أنا شاب بعمر ست وعشرين سنة، كنت ممن يخاف الله، وممن يسعى لرضاء والديه، وكنت من أفضل الرجال تقريباً بين الجماعة، والكل يضرب بي المثل، ولكن قدر الله، فحدثت لي مشكلة بيني وبين أحد الأقارب، وازدادت، ولا أعلم كيف بدأت، وكيف حدثت، وكيف انتهت؟

بعد هدوء المشكلة بأشهر أو عام، بدأت أعاني من مشكلات نفسية، وأمراض جسمية لم أجد لها أي تفسير، علماً بأني بعد كل هذا فتحت لي ملفاً بالمستوصف الخاص، وقمت بزيارة أكثر من مستشفى للاستفسار عن ألم بطني، وكل طبيب يشخص حسب خبرته، فمنهم من قال: إني أعاني من جرثومة المعدة، ومنهم من قال: إنها قرحة بالاثني عشر، ومنهم من قال: قولون عصبي. والمشكلة التي زادت الطين بلة أنه لا يمر شهر إلا وألجأ إلى دخول المستشفى من شدة آلام بطني.

ذهبت إلى الكثير من المشايخ، وأخبرتهم بأني أعاني من آلام في البطن، فمنهم من قال: عين، ومنهم من قال: حسـد، ومنهم من قال: أم الصبيان، وسأكويك، وستزول إن شاء الله، ومع الأسف لم أجد أي تحسن، وظللت أسعى ولم أتوقف عن الأطباء، ولا المشايخ، ولكن لم أجد أي تحسن، ولا أي تفسير لمشكلتي.

لجأت إلى الله أطلبه الشفاء، ولكن سرعان ما أتغير وتنقلب الأمور من طاعة إلى معصية وارتكاب معاص، فأنا لا أستمر على شيء، وأعلم بأن القرآن فيه شفاء، فأرغمت نفسي على قراءة سورة البقرة وحفظها، ولكني عانيت من قراءتها كثيراً، حتى إنني كلما تجاوزت عشر صفحات منها، أُجْبَر على التوقف للتقيؤ، فأتقيأ قليلاً ثم أرتاح وأعود لمواصلة القراءة، وتعود لي الكَرَّة عندما أنتهي من عدد من الصفحات، فيعود لي القيء، حتى انتهيت من القراءة واستفرغت ثلاث مرات!

بعد ذلك بدأت تدخلني وساوس بأني مصاب بعين أو مسحور أو مس، فأرتاح قليلاً، ثم تأتي تلك الوساوس.

قررت أنْ أحفظ سورة البقرة، وعانيت كثيراً في حفظها، وحفظتها، ومن ثم ابتعدت عنها بعضاً من الزمن، وبعدما عدت لاسترجاعها وجدت بأن الحالة تعود لي -وهي الاستفراغ- ولكن بشكل أقل.

الشيء الملحوظ لي عند القراءة حدوث تنميل في الوجه واليدين وضيق شديد في التنفس، وخروج أصوات من بطني، وتحول الألم من اليمين إلى اليسار والعكس، وأهلي سئموا مني، حتى قالوا: إنه مرض نفسي.

انقلبت حياتي رأساً على عقب، وكنت إنساناً نشيطاً، وأقوم بأعمال والدي، ولا أحب الجلوس، وأتحدث بطلاقة.

أصبحت على غير ذلك الحال، وأصبحت أشكو من آلام البطن، ولا أحب الحديث، ولا أحب الخروج، حتى أصدقائي نفروا مني، فمضى على حالتي ثمان سنوات، فقدت شهيتي للغذاء، وجسمي تحول من نشاط إلى خمول وتعب، ومن سمنة إلى نحف، ومن حديث إلى صمت.

أفيدونا، بارك الله فيكم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن أعراضك نفسوجسدية (سيكوسوماتية) وأقصد بذلك أن القلق النفسي هو الذي أدى إلى الأعراض التي تعاني منها، وهذه الأعراض شائعة جدًّا، ولا نعتبرها حالة مرضية، إنما هي ظاهرة من الظواهر.

الإشكال في حالتك – أيها الفاضل الكريم – هو التخوف حول العين والسحر، وأنا أؤمن بالعين والسحر، لكن أيضًا أؤمن أن الله خيرٌ حافظاً، وفي الوقت ذاته يجب أن نتفق أن الحديث في موضوع العين والسحر حديث شائك.

الكثير من الذين يطلعون ويقرؤون ويسألون حول هذا الموضوع، وتختلط عليهم الأمور؛ لأن مصادر المعلومات نفسها متأرجحة، فهناك معلومات أصيلة منبثقة من الكتاب والسنة، وهناك معلومات من المشعوذين، وهناك معلومات وأفكار من عامة الناس، وهناك تجارب شخصية يحكيها البعض، وهي من وجهة نظري مُخلة جدًّا بحياة الناس النفسية.

أيها الفاضل الكريم: كل الذي أستطيع أن أقول لك: اعلم أن الله خيرٌ حافظًا، وأنه لن يُصيبك إلا ما كتب الله لك، وأن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك، وحصِّن نفسك وخذ بالأسباب، وكن حريصًا على الأذكار، وارقِ نفسك، فأنت مُكرَّم، وأنت أقوى من العين والسحر إنِ التزمتَ بما هو شرعي في كيفية محاربتها.

لا أريدك أبدًا أن تُسرف في التفكير حول هذا الأمر، ويجب أن أقول لك – وأرجو أن يكون ذلك مُقنعًا – وهو: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- وهو خير خلق الله، حين سُحر لم يتيقن من هذا الأمر إلا بعد أن أتاه الوحي وأخبره بذلك، وأُمر بالأخذ بالمعوذتين {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}.

إذًا لا أحد يستطيع أن يُشخِّص أو يضع معايير تشخيصية -كما أسميها– أي إذا توفرت أعراض كذا وأعراض كذا، هذا هو العين وهذا هو السحر، هذا الكلام ليس صحيحًا، فالتشخيص بأن هذا عين أو هذا سحر، أو هذا مس ليس صحيحًا.

أخِي الكريم: موضوعك بسيط جدًّا، فعليك الالتزام بالرياضة، عدم التردد بين الأطباء، والانخراط في عملك، وفي نشاطك الاجتماعي، وهذا أفضل أنواع التأهيل، ولا بأس أن تتناول أحد الأدوية البسيطة مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (جنبريد genprid)، ويسمى تجاريًا أيضًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) وهو دواء رائع جدًّا، فإذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا فهذا الدواء سوف يكون مناسبًا، وإن كان عمرك أقل من ذلك فلا تتناوله، ويمكنك أن تسترشد بطبيبك.

جرعة (الجنبريد) هي كبسولة صباحًا ومساءً، وقوة الكبسولة (خمسون مليجرامًا)، تستمر عليها لمدة شهرين، ثم تجعلها كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناولها.

تعتبر الرياضة من الأشياء المهمة، وأريد أن تركز عليها مرة أخرى، واجعلها جزءًا من حياتك، فهي مُزيلة للخمول، مُجددة للنشاط، مُحسِّنة للمزاج -ولا شك في ذلك-.

أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرت، ويبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشكو من النسيان والسهو في صلاتي وأمور أخرى. 1577 الخميس 09-07-2020 05:53 صـ
ما سبب شعور الموت الذي يصيبني وأنا نائمة؟ 2162 الاثنين 04-05-2020 06:09 صـ
هل تصيب الأمراض النفسية شابا في عمر 14 سنة؟ 1456 الأربعاء 29-04-2020 04:48 صـ
ما الجرعة المناسبة من الزيروكسات المناسبة لي لعلاج الرهاب الاجتماعي؟ 1355 الثلاثاء 21-04-2020 01:08 صـ
كيف أتخلص من الوسواس القهري؟ 2041 الأحد 19-04-2020 12:05 صـ