أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عز الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم تفهمتُ قصدك، وبالفعل هذا نوع من الوسواس القهري، وهو سخيف جدًّا، ويُزعج النفوس الطيبة مثل نفسك الكريمة.

أيها الفاضل الكريم: العلاج يكون من خلال تحقير هذه الفكرة، والتحقير لا يكون تحقيرًا لحظيًّا، يجب أن يكون فكرًا مستمرًا دون مناقشة أو تحليل الوسواس.

اربط هذه النظرات ببعض المنفرات أو المقززات، مثلاً إذا فكرت في النظر لشيء مُحرج، فالإنسان يتذكر عذاب القبر مثلاً، هذا ليس من المقززات، لكنه قطعًا أمرٌ جلل وربطه بالنظرة الوسواسية يؤدي كثيرًا إلى ما يُعرف بفك الارتباط الشرطي، وهذا يُضعف الفكر الوسواسي القلقي.

تمرين آخر: اجلس في مكان هادئ، وفكّر في محتوى وساوسك هذه، وفي نفس الوقت قم بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تحسُّ بالألم؛ فالربط ما بين هذين المتنافرين – أي الوسواس والألم – يؤدي إلى ضعف الوسواس كما أثبت ذلك علماء السلوك، هذا التمرين يُكرر عشر مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح، ومرة في المساء لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، ويتطلب التمرين الجدية في التطبيق، والقناعة بالفعالية، هذه هي الأسس لنجاحه كعلاج سلوكي بسيط جدًّا.

طبق تمارين الاسترخاء أيضاً، ففيها فائدة كبيرة لك، والعلاج الدوائي مهم وفعّال جدًّا لإزاحة الوساوس القهرية، وعقار (فافرين Faverin)، والذي يُعرف علميًا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) أعتقد أنه سيكون دواءً رائعًا بالنسبة لك، وأنت لا تحتاجه بجرعة كبيرة، فابدأ بخمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم اجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء دواء بسيط وسهل الاستعمال وسليم وغير إدماني، وجرعتك هي من الجرعات الصغيرة، وليست من الجرعات القصوى، وتوجد بدائل علاجية كثيرة جدًّا، وقطعًا إن قمت بمقابلة الطبيب النفسي تدعيمًا لما ذكرته لك، هذا سيزيد من قناعتك بأن حالتك بالفعل يمكن أن تُعالج.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.