أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يوسع أرزاقنا وأرزاقكم ويحقق الآمال، وأن يعيننا على طاعته إنه الكريم المتعال.

لاشك أن ما بينك وبين أهل زوجك أكبر من الدرهم والريال والدينار، فتعوذي بالله من شيطان يكبر الصغائر ليشعل النيران، وهذا عمل عدونا الذي رضى بالتحريش بين الموحدين بعد أن يئس أن يعبده المصلون، وتذكري أن أهل الزوج أعمام وعمات لأطفالك، كما أن أهلك أخوال لأبنائك.

ونحن متفقون على أن الاستئذان مطلب شرعي، فلا يحل شيء لإنسان إلا بطيب نفس منه مهما كان الشيء صغيرا، وإذا لم يحصل هذا؛ فينبغي أن تأخذ المسألة حجمها، وصبرك سوف يدفع الشرور.

وعلى زوجك أن يكرمك ويعوضك وينصح أهله، وباحتمالك سوف تكبرين في عينه، وسوف يأت اليوم الذي يعرفون فيه قدرك ومنزلتك.

والمداراة مطلوبة، وهي التعامل مع الناس على قدر عقولهم، ووفق صفاتهم ونفسياتهم، ولأنك عندنا في مقام البنت والأخت، فإننا نطالبك بالصبر ثم الصبر، فإن العاقبة لأهله، ونضمن لك أنهم لن يأخذوا شيئا من رزقك أو رزق أطفالك.

وإذا احتجت لشيء مما تحت أيديهم فاستأذني منهم؛ لتكوني العاقلة الكبيرة الواعية، وأنت -ولله الحمد- كذلك، والدليل هو تواصلك واتصالك، وخطأ الناس لا يقابل بالخطأ.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.