أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عانيت من خوف من السفر وتعالجت ثم عادت لي الحالة بعد سنين، فما الحل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بداية: قبل عشر سنوات شعرت بحالة الخوف من السفر -سواء بالطائرة أو السيارة- ومن كثرة التفكير في أن يحصل لي مكروه، مع أني أعلم في داخلي بأنه لن يحدث لي شيء، لكن ذبحني التفكير.

ذهبت إلى طبيب نفسي، وصرف لي سيروكسات 20 مل حبة واحدة صباحا فقط منذ 10سنوات، وتحسنت الحالة، ولكن خلال هذه الأيام أشعر بنفس الحالة وأشد.

هل يمكن أن العلاج لم يفد، أم ماذا؟ أو يحتاج زيادة جرعة حبتين في اليوم؟ وإذا استخدمت 25 سي أر بديلا عن العادي، هل ينفع؟

وهل زيادة الجرعة باستخدام حبتين يكون التركيز فيها أكثر، وينتهي مفعول الخوف والقلق والتوتر؟ وكم المدة؟ وماذا يفعل العلاج عند تناوله في الرأس؟

أريد أن أتخلص من المرض، شاكرا كل ما تفعلونه لخدمة المريض، وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف من السفر بالسيارة أو بالطائرة شائع جدًّا، والمخاوف بصفة عامة معروف أنها سلوك مكتسب، يكون الإنسان قد اكتسبه نسبة لتجربة معينة قد مرَّ بها، أو خبر سمع به حول حادث طائرة، أو شيء من هذا القبيل، والعلاج لا يكون دوائيًا فقط، العلاج الدوائي يمثل أربعين بالمائة فقط، أما العلاج الصحيح والممتاز هو العلاج السلوكي.

والعلاج السلوكي يتطلب أولاً: أن يتوقف الإنسان ويتأمَّل جليًّا موضوع خوفه، سوف يكتشف أن هذا الخوف غير مبرر وغير صحيح، لكن أن ينجر الإنسان مع خوفه ويجعل الخوف مستحوذًا ومسيطرًا دون مناقشته ودون ردِّه فهذا خطأ جسيم.

فيا أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تحقِّر فكرة الخوف، وتذكر أن هذه الطائرات وهذه السيارات نعمة عظيمة، والاستعانة بدعاء الركوب مفيدة جدًّا، كما أن الإنسان يجب أن ينظر لملايين الناس الذين يركبون هذه الوسائل والموصلات دون أي مشكلة، ويجب أن يتوقف الإنسان عند ذاته ويسألها: لماذا لا أكون مثل الآخرين؟

إذًا العملية هي عملية فكرية معرفية أكثر مما هي عملية آلية فقط نعالجها من خلال الدواء، ولا بد أن نقرأ عن الطائرات، وكيف اكتُشفتْ، وما قام به الإخوة (رايت)، وكذلك السيارة واختراعها في أول الأمر، هذه نعم عظيمة جدًّا لو تفكّر فيها الإنسان وتدبر فيها وتفهمها هذا يُضعف الخوف بصورة واضحة جدًّا.

الأمر الآخر: كما ذكرت لك دعاء الركوب، دعاء الركوب عظيم جدًّا إذا تدبره الإنسان وتفكّره وتأمّل فيه وقاله بيقين قلبي قاطع، يزيل الخوف، ولي تجارب شخصية في هذا الأمر أيها الفاضل الكريم.

أنت أيضًا مطالب بتطبيق تمارين الاسترخاء، بالتواصل الاجتماعي، أن تكون شخصًا ذا وجود في الساحة الاجتماعية، وفي داخل الأسرة، هذا كله نوع من العلاج أيها الفاضل الكريم، ويجب أن تطبق تمارين الاسترخاء.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فأعتقد أن كوابح البيتا مهمّة، عقار مثل: إندرال يُضاف إليه دواء مثل: الزيروكسات، أو الزولفت، كلاهما أدوية جميلة وطيبة، وبعض الناس يتناولون عقارا يعرف تجاريًا باسم (زاناكس) ويسمى علميًا باسم (ألبرازولام) لمدة قصيرة قبل السفر، هو عقار جيد جدًّا، لكن ربما يؤدي إلى التعود والإدمان.

إذًا العلاج في المقام الأول هو علاج سلوكي، يُدعم من خلال العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي يجب أن يشمل التوقف والتمعن والتفكّر والتدبر في الخوف، ومن ثم تحقيره، والوصول إلى قناعات مضادة بالنسبة له.

أيها الفاضل الكريم: زيادة الجرعة إلى حبتين من الزيروكسات لا بأس في ذلك، لكن لا تتعدى هذه الجرعة أبدًا، وإن كنت لا تعاني من الربو ربما تحتاج لإضافة الإندرال، وإن كان الأمر فوق التصور هنا جرعة من الزاناكس صغيرة قبل السفر لا بأس بها.

وأنصحك نصيحة مهمة جدًّا وهي: أن تبدأ التطبيق، أن تحاول أن تسافر بالطائرة، ويا حبذا لو سافرت أكثر من سفرية، وأما بالنسبة للسيارة فاركب السيارة لمسافات قصيرة، ثم ارفع معدل استعمالك للسيارة، التدرج فيما يسمى بالتعريض أو التعرض هو وسيلة علاجية ممتازة جدًّا.

وانظر العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عدم الاستقرار والعيش في مكان واحد يقودني إلى الحزن والاكتئاب 978 الثلاثاء 02-06-2020 11:44 مـ
كيف أتغلب على المخاوف وأقضي عليها بمشيئة الله؟ 2947 الأربعاء 22-01-2020 02:06 صـ
ضيقة في الصدر عند ترك العائلة.. فهل أترك العمل أم ماذا أفعل؟ 2366 الأربعاء 07-08-2019 02:50 صـ
أعاني من القلق والاكتئاب ولا أحب الخروج والسفر والبعد عن المنزل 3845 الثلاثاء 16-04-2019 05:58 صـ
الخوف من السفر شكل عائقا كبيرا في حياتي!! 2841 الأحد 24-03-2019 06:15 صـ