أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما تفسير أن يشعر ضعيف الشخصية.. بالثقة وقوة الشخصية أحيانا؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا أصلا إنسان ضعيف الشخصية وجبان ومهزوز منذ ولادتي، وكان هذا الموضوع دائما يؤرقني وشغلي الشاغل، لأني لا أحب الجبن والشخصيات المهزوزة مثلي، ولكن منذ حوالي 3 سنوات أصبحت تأتي لي حالة تحسسني أني قوي الشخصية ولا يهمني أي أحد، وأرى جميع الناس صغارا في عيني، هؤلاء الناس الذين كنت أخشاهم فى الأيام العادية، ولكن مشكلة هذا الإحساس أو الشعور أنه اختفى بعد حوالي 3 أو أربعة أيام، وظللت على هذه الحالة طوال الـ 3 سنوات السابقة، وهو من الممكن أن يأتي لي مرة كل سنة، ويظل حوالي 3 أيام وأكون في قمة سعادتي لأنني أصبح إنسانا آخر -كما سبق وشرحت- ثم يختفي.

والآن منذ حوالي الشهر راودني هذا الإحساس من جديد، وعدت أشعر أني قوي داخليا، ولا أخشى أو أهاب أي أحد، وأي إنسان (مهما كانت قوته) صغير في عيني، وأنني أستطيع فعل أي شيء أريده، ولكنه اختفى أيضا بعد 3 أيام؛ فأصابني إحباط وهم شديد لمدة اسبوع! حاولت بكل الطرق إرجاع هذا الشعور، ولكني فشلت تماما، وبعد هذا الأسبوع كانت المفاجأة أن عاد هذا الشعور، وكنت سعيدا جدا، ولكنه كان بدرجة أقل، ولكني كنت سعيدا، وظل المدة المعروفة وهي الـ 3 أيام، ثم اختفى منذ يومين، ثم عاد البارحة، ثم اختفى الآن وقت كتابة هذه السطور!!

أنا -ولله الحمد- قواي العقلية سليمة تماما، ولا أعاني من أي أعراض أو خلل، كل ما في الأمر أن هذا الشعور الذي كان يأتي لي كل سنة مرة، أصبح يأتي الآن في الشهر 3 مرات، وأنا سعيد بهذا ولكن:

1) أريد أن أعرف: لماذا بعد فترة معينة أعود لطبيعتي الخائفة الخانعة التى تخشى الناس؟

2) ما تفسير هذا الشعور أو الإحساس الذي يأتي إليّ؟

3) وما تفسير حالتي ككل؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا والتواصل معنا على هذا الموقع.

من الطبيعي وأنت في الشباب، وفي هذا العمر، أن تحاول اكتشاف نفسك ومواهبك وقدراتك، فأنت في المرحلة التي يحاول فيها الشاب أن يتعرف على نفسه، وعلى مكانه في المجتمع من حوله، ومدى ضعفه أو قوته، وطبيعة شخصيته مقارنة بالآخرين.

ونحن كثيرا ما نعتقد فكرة عن أنفسنا، بأن عندنا -مثلا- ضعفا في الشخصية، أو جبنا أو اهتزازا في الشخصية، وذلك بسبب أقوال الناس لنا وأعمالهم معنا، سواء من الأسرة أو المعلمين أو غيرهم، حتى نجد أنفسنا أسرى لهذه الفكرة، وقد نحبس أنفسنا في سجون هذه الأفكار لسنوات وسنوات، وهي في معظمها ربما أفكار غير حقيقية وغير واقعية، إلا أننا تشربنا بها، إلا أننا اعتقدنا ولزمن طويل بأنها سليمة!

عندي شعور أن الفكرة التي تعتقدها عن نفسك من الجبن واهتزاز الشخصية وضعفها؛ هي من هذا النوع من الأفكار السلبية، وهي ليست بالضرورة أفكارا صحيحة، والدليل على خطأ هذه القناعات أنك تستطيع بين الحين والآخر أن تشعر بعكسها من الجرأة وقوة الشخصية، وإن كان الأمر لا يطول، إلا أنه يكفي دليلا على أنك يمكن أن تحرر نفسك من إسار الأفكار السلبية هذه، ولكن لا يمكن أن تطلب تغيير هذه الفكرة عند الناس قبل أن تغيّرها أنت عن نفسك.

فهيا حاول أن تنظر إلى نفسك بالطريقة المعاكسة لهذه الفكرة، وستجد بلا شك العديد من الأدلة على قوة ثقتك في نفسك، وعلى صواب قراراتك، أو بعض هذه القرارات، وعلى قوة شخصيتك... وأنت لا تحتاج طبعا أن تشعر بضعف الآخرين وصغارهم... وإنما يكفيك أن تثق في نفسك، وفي قوة شخصيتك.

ويمكن أن أقول أن كتابتك إلينا، هذا عين القرار الصائب في طلب الاستشارة، فكم من الناس وحتى الكبار الراشدين لا يتقنون هذا النوع من الاستشارات، وإذا فكروا فيها فقد لا يجدون في أنفسهم الجرأة على فعل هذا، فهنيئا لك، وبارك الله فيك.

إن الثقة بالنفس لا تأتي من خلال الأحلام والأمنيات، وإنما من طريق العمل وبذل الجهد، وتحقيق النجاحات، وحتى الصغيرة منها.

من اليوم، حاول أن تركز على ما تتقنه من الأعمال والهوايات، ومهما كانت صغيرة، وستجد أنك تتقن الكثير من الأمور، والتي ربما لا يتقنها الآخرون. وفي النهاية هذا ما يمكن أن يجعل شخصيتك قوية متماسكة.

ومما يعجبني في تعريف الشخصية أحيانا تعريف بسيط: أن "الشخصية هي مجموعة من العادات السلوكية" فبدل أن تحاول تغيير شخصيتك، حاول تغيير العادات السلوكية عندك، وستشعر من خلال الزمن بقوة شخصيتك وتماسكها.

وفقك الله، وأعانك على تحقيق مرادك.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل كان لنا الاختيار في مسألة خلقنا؟ 895 الأحد 12-07-2020 07:37 صـ
لا أرغب في الحياة بسبب مشاكلنا الأسرية. 1287 الأحد 12-07-2020 07:22 صـ
أصبحت أكره أخي لما يسببه من مشاكل، فماذا أفعل؟ 1185 الثلاثاء 07-07-2020 05:15 صـ
أريد التوقف عن تقليد الآخرين، أريد أن أكون أنا! 1108 الأحد 28-06-2020 09:28 مـ
كيف أتخلص من أمراض القلوب، وأقوي ثقتي بنفسي؟ 1494 السبت 27-06-2020 09:20 مـ