أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من احمرار الوجه في كل وقت وخاصة مع الناس.. أريد علاجاً

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة تونسية، عمري 23 سنة، أدرس في الجامعة، أعاني من الرهاب الاجتماعي، لا أعرف متى أصبت به، ولكن كل ما أعرفه أنني منذ أن كنت صغيرة أخجل ويحمر وجهي بسبب، أو بدون سبب، وهذا أكبر سبب جعلني أكثر الأحيان انطوائية، مملة، غير اجتماعية، وأجد صعوبة في التواصل مع الآخرين، والتقدم في حياتي من كل النواحي.

لم أعد أحتمل هذا أنا أريد تغيير واقعي إلى الأفضل، فأنا لي أحلام و طموحات أريد تحقيقها، فأرجوكم ساعدوني، فأكبر مشكلة عندي هي احمرار الوجه، فهو يحمر بسبب، أو بدون سبب، فمثلا هو يحمر عندما يكون الجو باردًا أو ساخنًا، وعندما أمشي مسافة كبيرة، وأحيانًا حتى عندما أكون في البيت.

أرجوكم دلوني على دواء ناجع لحالتي ليس له آثار جانبية خطيرة، سعره معقول، ما الجرعة المناسبة؟ وما هي مدتها بالتفصيل إن أمكن، يخلصني من احمرار الوجه؟ وهل بعد انتهاء فترة العلاج ستنتهي تلك الأعراض دون الحاجة للرجوع للدواء مرة أخرى؟ وليس له آثار سلبية عند التوقف عن تناوله.

وأخيرًا هل هو متوفر في تونس؟
أرجوكم ردوا علي بسرعة، وشكرًا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لطيفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الرهاب والخوف الاجتماعي تنتج عنه أعراضا نفسية وأعراضاً جسدية، الأعراض الجسدية ناتجة من تغيرات فسيولوجية نسبة لزيادة في إفراز مادة تعرف باسم الأدرنالين، والأدرنالين يفرز كاستجابة للخوف، ويُحضر جسم الإنسان لمواجهة هذا الخوف، أحد آثار الأدرنالين هو أنه يزيد من ضربات القلب؛ لأن القلب في حالة الخوف يحتاج إلى أن يضخ كمية أكبر من الدم لكي ينساب الأكسجين بصورة أفضل في أعضاء الجسم، وبعض الناس لديهم شعيرات دموية سطحية خاصة في منطقة الوجه؛ لذا حين يزداد ضخ الدم يحدث احمرار هذا هو الذي يحدث لك، لكن هذا الاحمرار ليس بالحدة والشدة المزعجة، فقط بعض الناس قد يكون لديهم حساسية جلدية حساسية من الشمس، أو حتى الحساسية النفسية، بمعنى أن مشاعرهم مكثفة ومبالغ فيها مما يجعلهم يتحساسون حول هذه الأمر.

خلاصة الموضوع هو أنه من الضروري أن تعالجي هذا الخوف الاجتماعي من خلال الإكثار من المواجهات، وتحقير فكرة الخوف، والمزيد من الثقة بالنفس، وعدم الخوف من الفشل، وأن تطبقي تمارين الاسترخاء بدقة، وأن تكون لك برامج يومية للتواصل الاجتماعي، وألا تلاحظي نفسك كثيراً لا تلاحظي، ولا تراقبي وظائفك الفسيولوجية، مثل سرعة ضربات القلب أو حتى هذا الاحمرار.

الجزء الثاني في العلاج هو العلاج الدوائي من أفضل الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي عقار يعرف باسم باروكستين Paroxetine متوفر في تونس حسب ما أعرف، لكن لست متأكدًا من سعره، إن ذهبت إلى طبيب نفسي، فهذا هو الأمثل والأفضل، وإن لم تستطيعي الذهاب حاولي أن تتحصلي على هذا الدواء، الجرعة في حالتك جرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة أي 20 مليجرام يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

والدواء الآخر المساعد يعرف باسم إندرال، واسمه العلمي بروبرانلول، وجرعته هي 10 مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم 10 مليجرام صباحاً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول هذا الدواء، هذا الدواء الأخير أي الإندرال ذو فاعلية خاصة جداً في موضوع احمرار الوجه، فقط أريد أن أنبه أن هذا الدواء لا يسمح باستعماله للذين يعانون من الربو، أو الحساسية في الصدر.

اجتهادك في التدابير السلوكية التي تقوم على مبدأ تحقير الخوف، والإكثار من التواصل الاجتماعي هو الذي سوف يجعلك -إن شاء الله تعالى- تكونين أقل عرضة للانتكاسة أنت متخوفة من الانتكاسة بعد توقف الدواء، وهذا التخوف تخوف صحيح حيث إن كثيرًا من الناس يعتمد فقط على الدواء، ولا يقوم بأي أنشطة أخرى، ولا يقوم بتغير معرفي ذهني لطريقة تفكيره وهيكلة حياته، وهؤلاء قطعاً حين يتوقف الدواء ربما تعاوده الأعراض مرة أخرى، لكن الذين يطبقون المناهج السلوكية الاجتماعية، ويتناولون الدواء يكتب لهم الشفاء والتعافي -إن شاء الله تعالى- وأرجو أن تكوني منهم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...