أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من الإرهاق والخفقان وتسارع ضربات القلب، ما العلاج؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم

عندي معاناة مزمنة, بدأت منذ14سنة، وأنا بعمر26سنة, فعندما كنت نائما استيقظت مذعورا، لشعور بتوقف القلب, وذهبت للطوارئ فلم يجدوا أي مشكلة، وتكررت هذه المشكلة على مدى سنوات مع ذهابي للطوارئ غالبا ودون أن يظهر التخطيط أو الصور التلفزيونية أو الأشعة السينية أي مشكلة.

هي تأتي فيستمر الإرهاق والتعب أشهرا, ويذهب لتكون الراحة لأشهر، وبالآونة الأخيرة أتتني الحالة من إرهاق وتعب وخفقان.

لاحظت أنها مترافقة مع إمساك، أو تبرز لكن بدون راحة تامة، رغم أن البراز غير صلب, مع قلة إخراج الغازات، لاحظت عند نشاط الإخراج عندي أكون بأحسن حالاتي الجسدية.

المستجد أنه أحيانا ومع بذل الجهد ولو القليل كجهد أداء الصلاة يكون هناك تسارع للنبض، مع دوخة وهبوط، يجعلني لا أقف إلا بمساعدة, وعندما أضع يدي على موضع القلب تكون الدقات عبارة عن دقتين، وتوقف وهكذا. أو دقتين حادتين معا، ودقة ثالثة أعمق, ولا يستمر الأمر إلا لثوان.

عملت لدى اختصاصي القلب فحوص دم وتخطيط24ساعة وأشعة وتلفزيونية، وكلها لم تظهر شيئا إلا مجرد سرعة خفيفة بالنبض.

أعطاني دواء لتخفيف سرعة النبض وقال: لك حرية استخدامه أو تركه، ففضلت عدم استخدامه, ولكنه أكد لي أنه لا توجد مشكلة بالقلب, لكن لم يبرر لي سبب الخفقان، وعدم انتظام الضربات أحيانا والدوخة.

الأهم أن حالات الخفقان واضطراب النبض أصبح يأتي أغلب الليالي عدة مرات أثناء نومي بالأسبوعين الأخيرين، لكنه لا يترافق مع أي آلام أو شعور بالذعر، طبعا أشعر به بوضع يدي على صدري, وغالبا نومي على صدري.

للعلم حالتي العامة ليست جيدة, وأعاني من جنف العمود الفقري، وأجريت عمليات عديدة، آخرها بعمر 17سنة, وبقيت بالتنفس الصناعي لعشرة أيام بسببها, طبعا الجذع والصدر عندي صغير ومضغوط، وحالتي النفسية متوسطة، وأنا عصبي المزاج وحساس بشكل عام.

كنت طيلة السنوات أشعر بتحسن مباشر، ما بين الجيد إلى الضعيف، إذا جاءتني الحالة، وذلك عندما أجلس بدورة المياه أو أشد نفسي، وأنا جالس، ولم أكن أعرف السبب, حتى قرأت بالصدفة عما يسمى بمناورة المبهم بالسعال، واتخاذ وضعية التبرز للعمل على تحفيز العصب المبهم في إبطاء الخفقان.

أرجو التكرم بالإجابة، لأن حالة الإنهاك والضعف أتعبتني، علما أن حياتي صحية وبعيدة عن المنبهات والدخان، عدا أني قليل الحركة والنشاط بشكل عام.

أشكركم، وأدعو الله لكم بجزيل الثواب.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

الحمد لله رب العالمين أن التخطيط والهولتر والايكو والتحاليل كانت طبيعية، وهذا ينفي أن يكون السبب في صمامات القلب، ولا يوجد ما يدعو للقلب من هذه النوع من تسارع القلب، فهناك تسارعات في نظم القلب تترافق مع نبض سريع، ويكون هناك اضطراب في نظم القلب كالتليف الأذيني أو التسارع الجيبي أو التسارع فوق البطيني، فهذه تسارعات في نظم القلب، قد تسبب مشاكل للشخص إن تكررت.

أما ما تعاني منه هو ما يسمى بخوارج الانقباض، وفي الوضع الطبيعي تتولد ضربات القلب بشكل إشارة كهربائية من منطقة العقدة الجيبية, وتنتقل الإشارة إلى كافة المناطق في القلب عبر جهاز نقل خاص يشبه الأسلاك الكهربائية, فيحدث تقلص في عضلة القلب, إلا أنه أحيانا تتولد إشارة كهربائية من منطقة القلب خارج هذا النظام, فتدعى بخوارج الانقباض، ومنها ما يكون مصدره الأذينة، ومنها ما مصدره البطين.

قد لا يشعر المريض بالخوارج, ويتم اكتشافها أثناء إجراء تخطيط كهربائي للقلب, أو إجراء مراقبة القلب لمدة 24 ساعة (هولتر), أو غيره، وقد تكون قوية أحيانًا لدرجة تسبب انقباض عضلة القلب, فيشعر بها المريض.

بعضهم يشعر وكأنه يتوقف القلب لفترة قصيرة ثم يعود للنبضان، والبعض يشعر بضربة قوية وممتلئة, وأحيانًا قد يشعر بأن رأسه أو صدره أو عروقه تتحرك مع الشعور بالضربة، أو أنه يسمع بنبض في الأذن, خاصة أثناء النوم, ويعود السبب هنا إلى أن القلب يتوقف لفترة قصيرة بعد خارجة الانقباض أو أن بعض المرضى يشعر بضيق التنفس والتعب، وأخرون يشعرون بالقلق والخوف المرافق لهذه الخوارج.

أما عن أسباب خوارج الانقباض فإن أكثر أسبابها هي حالات الخوف والقلق، وأحيانًا الفرح الشديد, والجهد الزائد.

قد تكون نتيجة لفقر الدم، أو زيادة في نشاط الغدة الدرقية أو نوبات ارتفاع في الضغط الشرياني، وهناك بعض الأدوية التي يمكن أن تسبب خوارج انقباض، وكما ذكرنا فإن بعض الحالات لها علاقة بأمراض القلب والصمامات, إلا أنه ولله الحمد فإن التحاليل والتخطيط والإيكو كانوا طبيعيين.

معظم الحالات لا تشكل خوارج الانقباض أي خطورة حقيقية حين تكون معزولة, وتحدث بشكل متقطع ومتباعد ولا تحتاج للعلاج, وإنما لطمأنة المريض, وعلاج الأسباب إن وجدت, والإقلال من المنبهات, والتوقف عن التدخين, والنوم الكافي, وهي قد تؤدي إلى الشعور بالانزعاج, خاصة حين تتكرر بشكل كثير.

يفضل في مثل حالتك إن كانت هذه الأعرض تتكرر أن تتناول الدواء الذي أعطاك إياه الطبيب، لأن الأعراض عندك تتكرر.

أما عن مناورة العصب المبهم فالعصب المبهم هو العصب العاشر القحفي، وهو يتحكم في سرعة ضربات القلب، وتحفيزه يؤدي إلى إبطاء ضربات القلب،
وهذا ما يحدث معك عندما تحاول أن تضغط على نفسك عند التبرز.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة. استشاري أول - باطنية وروماتيزم
تليها إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
++++++++++++++

الشعور بالجهد والإجهاد النفسي ظاهرة موجودة، وكثيرًا ما تكون مرتبطة بأعراض القولون العصبي، وأعتقد أن ما اشتكيت منه من إمساك وعدم الإفراغ أو الإخراج الكامل ربما يكون عرضًا من أعراض القولون العصبي، وهذه قد تنتج من التوترات وعدم الارتياح النفسي، وكثيرًا ما تكون مرتبطة بسرعة الإجهاد والشعور بالوهن كما ذكرت لك.

الكثير من المختصين يعتبرون مثل هذه الأعراض موازية أو مساوية للاكتئاب النفسي البسيط، بمعنى أن الاكتئاب لا يُعبَّر عنه في شكل كدر أو عسر مزاجي، لكن يعبر عنه بأعراض نفسوجسدية مع الشعور بالوهن وسرعة الإجهاد النفسي والجسدي.

أخي الفاضل: الذي أراه هو أن تقابل طبيبًا نفسيًا، حالتك ليست مستعصية، حالتك بسيطة جدًّا، وأعتقد أن مضادات الاكتئاب سوف تساعدك.

عقار مثل بروزاك (مثلا) أو فافرين أو سبرالكس أو فلافاكسين، ستكون أدوية مناسبة جدًّا بالنسبة لك، لكن من الأفضل أن تكون تحت الإشراف الطبي النفسي.

قطعًا ممارسة الرياضة بجدية تجدد طاقاتك الذهنية وكذلك طاقاتك الجسدية، والاستفادة من أوقات الصباح من أجل الإنجاز، الشخص الذي يُنجز في الصباح دائمًا يحس بشيء من الانفراج في بقية اليوم، ويحس بالرضا والنشاط، فاجعل هذه منهجيتك، ولا أرى أن لديك مشكلة كبيرة.

أنت لم تذكر عمرك، ولكن عمومًا أيًّا كان عمرك – والذي أعتقد أنه أربعون عامًا – هذا أيضًا من الأعمار التي يكثر فيها الاكتئاب النفسي، والاكتئاب النفسي لم يعد مرضًا مخيفًا الآن، لأن علاجه أصبح سهلاً ومتوفرًا، لكنه يتطلب الالتزام، وأن يقابل الإنسان المختص الصحيح.

موضوع اضطراب نبضات القلب مع الدوخة: أعتقد أنك قمت بالإجراء الصحيح وهو مقابلة المختص، وأكد لك سلامة قلبك، وعزى الأمر للقلق (مثلاً) وأعطاك العلاج الذي ينظر لك ضربات القلب، ربما يكون من الأفضل أن تتناوله، أو تسترشد أيضًا برأي الطبيب النفسي.

تجنب المنبهات والمثيرات التي تحتوي على جرعات عالية من الكافيين مطلوب، فقلل من شرب الشاي والقهوة، ولا تتناول الشكولاتة ولا البيبسي ولا الكولا، وتنظيم وقت النوم أيضًا مهم جدًّا، والنوم الليلي هو الأفضل خاصة إذا كان مبكرًا.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...