أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : بعد تكرار الإمام لآية في الصلاة شعرت بحالة غريبة... هل أعاني من مرض روحي؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم

إلى القائمين على هذا الموقع لن تزيد إشادتي بكم على ما تقدموه من استشارات لخدمة عامة الناس قدرا ومقاما، ولعلي لا أملك سوى دعوة بظهر الغيب أن يجعل الله ما تقدمونه شفيعا لكم يوم القيامة.

أنا شاب أبلغ من العمر27 عاما، أعزب، كنت شابا متفائل جدا، ومقبلا على الحياة، لم يكن لليأس مكان في حياتي.

بداية المشكلة عندما كنت أصلي صلاة الفجر، وكان الإمام يخطئ في آية وكان يكررها، وتبادر إلى ذهني الرقاة الذين يكررون الآية على من يقرؤون عليه، وحينها أتاني شعور غريب؛ عبارة عن تنميل في جميع جسمي، وخفقان ودوخة، وخوف شديد إلى درجة ظننت أني سأفقد الوعي.

كنت أحاول أن أتمالك نفسي ولم أستطع، لدرجة ظننت -والعياذ بالله- أن داخلي مرض روحي، فقطعت الصلاة، وبعدها كنت في هم جراء ما حدث لي بأنه قد يتكرر، وبعدها بشهر -تقريبا- كنت في دورة المياه -أعزكم الله- وأتاني خوف فخرجت من دورة المياه بسرعة، وأتتني حالة هلع شديدة أكثر من المرة الأولى.

ذهبت إلى طبيي نفسي، وقال: حالة هلع، ووصف لي دوجماتيل مع سبراليكس تدريجيا إلى جرعة10مل في اليوم، استمررت عليها شهرين وشعرت بتحسن، وتوقفت نظرا لارتفاع السعر، واستمررت على الدوجماتيل ما يقارب الآن 10 أشهر.

والآن تحسنت حالتي المادية وعدت إلى السبراليكس من دون وصفة طبية، علما بأن لي تقريبا شهر منذ عدت للسبراليكس، وأشعر ببعض التحسن.

أعاني الآن من خوف وقلق شبه مستمر، واكتئاب في بعض الأحيان، وأشعر بخنقة في الحلق، وحركة غريبة في الرأس، ورجفة في اليدين والرجلين والفك، وأحيان أشعر بشيء يريد الخروج من الحلق عبر الفم، وأشعر بعض الأحيان بالاختناق في وسط الكلام.

علما أني أدرس الآن إعدادا تربويا، وعلى وشك التطبيق الميداني (معلم)، وتزيد هذه الأعراض عندما أكون في المحاضرات، وأخاف أن تنتابني هذه الأعراض عند التطبيق الميداني أمام الطلاب، وأكثر ما يراودني ويشغل تفكيري ويخيفني أنني أعاني من مرض روحي، وهذا ما يعيقني من قراءة القرآن، رغم أني محافظ على صلاتي بعد هذه الوعكة أكثر من ذي قبل، ولكنني مقصر في قراءة القرآن وأسأل الله ألا يؤاخذني بتقصيري.

هل أنا أعاني من مرض روحي؟ وما تشخيصكم لحالتي؟ ونصيحتكم لي؟

آسف على الإطالة، لكن ما لي إلا الله ثم أنتم، أرجوكم ساعدوني.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت -إن شاء الله تعالى- لا تعاني من مرض روحي، الذي تعاني منه هو نوع من قلق المخاوف الحاد وذو الطابع الوسواسي، والذي تظهر فيه الأعراض الجسدية بوضوح شديد، مما يجعل حالتك قريبة لما نسميه بالحالات النفسوجسدية؛ يعني أن التوترات والقلق والمخاوف هي التي أدت إلى الأعراض الجسدية.

لا شك أن تجربتك الأولى مع المخاوف والربط الوسواسي الذي حدث حين كنت في الصلاة دعمت كثيرًا المخاوف والقلق لديك، مما يجعلك تتعرض للمزيد من الأعراض الجسدية الناتجة من التوترات.

أيها الفاضل الكريم: انتفاعك من العلاج الدوائي في المرة السابقة هو دليل قاطع على أن حالتك هي حالة طبية نفسية، وهذا قطعًا لا يمنع أبدًا من أن تحصن نفسك، وأن تكون حريصًا على أذكارك وأن ترقي نفسك، لا يوجد أي نوع من التناقض، على العكس تمامًا الرقية الشرعية يكمّلها العلاج الدوائي، وكذلك العلاج النفسي السلوكي، ومن هذه الناحية – أي النفسية السلوكية – يجب أن تحقر المخاوف، ويجب أن تجعل حياتك مفعمة بالأمل والرجاء والأنشطة، وأن تصرف انتباهك تمامًا عن كل هذا، وتجتهد في دراستك، علمًا بأن التمارين الرياضية سوف تكون مفيدة جدًّا لك.

إذًا تشخيص حالتك هو: أنك تعاني من قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي، والعلاج النفسي يقوم على أساس ما ذكرناه لك.

أما العلاج الدوائي فالسبرالكس من الأدوية الممتازة جدًّا والمتميزة جدًّا والفاعلة جدًّا، فيمكن أن تستمر عليه، وحتى إن لم تتحسن بصورة جيدة يمكن أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا في اليوم، أما إذا كان السبرالكس سوف يمثل عبئًا ماليًا عليك فيمكن أن تنتقل إلى دواء آخر، وأعتقد أن الزولفت – والذي يعرف علميًا باسم سيرترالين – ربما يكون أرخص، وكذلك الفافرين – والذي يعرف علميًا باسم فلوفكسمين – أرخص.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1563 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2475 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1231 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ