أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يؤسفني -أيتها الابنة العزيزة- معرفة أنك كنت تمارسين هذه العادة القبيحة رغم معرفتك بأضرارها، فإن كنت قد توقفت؛ فأنا أهنئك على التوبة، وأدعو لك بالثبات، وأسأل الله عز وجل أن يتقبل توبتك.

وإن كنت ما زلت مستمرة في ممارستها، فالآن هي فرصتك لتسارعي إلى تركها، قبل أن يتمكن منك الشيطان، فتتطور الممارسة إلى أبعد، ويحدث ما قد تندمين عليه لاحقا -لا قدر الله-.

إن ممارسة العادة السرية تسبب التوتر والقلق عند الفتاة، وكثير من المشاعر السلبية الأخرى، وهذه المشاعر السلبية تؤدي إلى إفراز هرمونات الشدة، وأهمها: هرمون الأدرينالين، وهرمون الحليب، وهرمون الكورتيزول، وهذه الهرمونات -إن ارتفعت- فقد تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، قد يتظاهر بأي صورة تقارب أو تباعد أو انقطاع أو أي شيء آخر، لذلك قد تؤدي ممارسة العادة السرية أحيانا إلى عدم انتظام في الدورة، ولكن عدم الانتظام هذا، سيزول في حال توقفت الفتاة عن الممارسة.

على كل حال، عند حدوث عدم انتظام في الدورة، يجب دوما عمل تحاليل هرمونية أساسية، لنفي وجود أي اضطراب في الغدد الرئيسية التي تتحكم في الدورة، كالغدة النخامية، والغدة الدرقية، والغدة الكظرية، ويجب أيضا عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين لنفي وجود كيس أو أكياس أو ألياف -لا قدر الله-.

وأهم التحاليل الهرمونية هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-PROLACTIN-TSH-FREE T3-T4- DHEAS.

ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من نزول الدورة، وفي مثل حالتك تكون في ثاني أو ثالث يوم من نزول الإفرازات البنية التي تشبه التراب، لأن هذه الإفرازات يمكن اعتبارها دورة شهرية، حيث إن توقيت نزولها يوافق المواعيد التي كان من المتوقع نزول الدورة فيها عندك، فما يحدث عندك غالبا أنه بسبب خلل ما في الهرمونات، فإن الدورة لا تتمكن من النزول بشكل طبيعي، فتستمر بطانة الرحم بالنمو إلى أن تصبح سميكة جدا، فينزل منها بعض القطرات الدموية التي يتأخر نزولها إلى خارج المهبل، فيتغير لونها وتظهر بنية أو سوداء، وقد تبدو فعلا بشكل التراب أو بقايا تفل القهوة.

إذا ما تشاهدينه من إفرازات ترابية يمكن اعتباره دورة، ولكن بنفس الوقت يجب البحث عن سبب اضطراب الدورة، ونزولها بهذا الشكل، فقد يكون هنالك تكيس في المبايض، أو ارتفاع في هرمون الحليب، أو اضطراب في الغدة الدرقية، أو غير ذلك، وحسب السبب سيكون العلاج -إن شاء الله-.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما، وأن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.