أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تناولت السيروكسات لعلاج الرهاب، ولكنه سبب لي نزيفا، فهل أتوقف عن تناوله؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم..

جزاك الله خيرا يا دكتور على ما تقوم به، وجعله في ميزان حسناتك..

عمري 28 سنة، متزوجة، ولدي طفلين، وأعمل معلمة، أعاني من الرهاب الاجتماعي المتوسط وليس الشديد منذ المراهقة، وألاحظ بأنه على حسب الأشخاص، فهناك أشخاص أتحدث معهم ولا أهابهم، وهناك أشخاص أحسب لهم ألف حساب، كما أنني لا أستطيع الاسترسال في الحديث أمام مجموعة من الناس، وأتردد كثيرا قبل أن أتكلم، وتظهر علي أعراض الرهاب، والاحمرار، وجفاف الحلق، ودقات قلب سريعة، مع أني كنت في طفولتي جريئة ومميزة.

أيضا لاحظت أن بعض إخوتي يعانون من هذا المرض، فقد كانت تربيت أبي لنا قاسية، جربت السيروكسات حبة واحدة فقط، فحدث معي نزيف مهبلي، ولا أعرف هل أتوقف؟ وما البديل إذن؟

وشكرا.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حالتك بسيطة وواضحة جدًّا، وهي أنك تعانين بالفعل من درجة بسيطة مما يمكن أن نسميه بـ (الخوف الاجتماعي الظرفي)، والذي لاحظته أن أعراضك مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بما يمكن أن نسميه بـ (القلق التوقعي الافتراضي)، يعني أنت تقدمين الخوف على الطمأنينة حين مقابلتك للناس، وتقديم الخوف هذا قطعًا هو من سمات القلق، أنا أعرف أن الموضوع ليس تحت إرادتك كاملاً، ولكن وددت أن أنبهك لهذه النقطة، لأن الإلمام بها ومعرفتها هو جزء من العلاج.

كل الذي تحتاجينه هو تصحيح المفاهيم، فالذين يعانون من الخوف الاجتماعي دائمًا ما تجد لديهم أفكارًا استباقية أنهم سوف يفشلون أمام الآخرين، وأن الآخرين ينظرون إليهم، وأن وجوههم تحمر، وأنهم يتلعثمون، أو أنهم يرتجفون، أو أنهم سوف يسقطون أرضًا، هذا كله ليس صحيحًا.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: ما يأتيك من أحاسيس هو أمر داخلي ناتج من تغيرات فسيولوجية، ولا أحد يطلع عليه، وأنا أؤكد لك أن أدائك أفضل كثيرًا مما تتصورين.

وهذه النقطة نقطة جوهرية، لأن التغيير المعرفي الذي يتم على هذه الأسس العلمية الصحيحة؛ يدفعك دفعًا إيجابيًا كبيرًا - إن شاء الله تعالى - لتتخلصي من مخاوفك.

النقطة الأخرى: أنت - بفضل الله تعالى - تعملين معلمة، إذن لديك فرصة عظيمة جدًّا لما نسميه بالتعرض والتعريض، فمن خلال تدريسك لطالباتك، وتواصلك مع زميلاتك المعلمات، أعتقد أن الخوف يجب ألا يكون له مكانًا أبدًا.

يمكن أيضًا أن توسعي من نطاق تواصلك الاجتماعي على مستوى الأهل، إذا انضممت لمركز من مراكز تحفيظ القرآن – وهي كثيرة - والحمد لله تعالى - في المملكة، وهذا أيضًا سيكون فيه فرصة عظيمة جدًّا لك من أجل التعريض.

العلاج الآخر هو: أن تسحبي من فكرك تمامًا أنك أقل من الآخرين، أنت لست كذلك، أنت سيدة محترمة، متزوجة، ولديك طفلين، وهذا كله أمر عظيم وإيجابي جدًّا، فما الذي يجعلك تخافين؟

حقّري فكرة الخوف، والناس هم الناس، والناس سواسية، يحيون ويأكلون ويشربون ويقضون حاجتهم، ويمرضون ويموتون، فإذن لماذا تكون الرهبة؟!

نقطة أن منهج الوالد التربوي قد يكون فيه شيء من الشدة والقسوة: هذا يجب أن لا نعتبره سببًا، أنا لا أتفق مع المدارس التحليلية التي تتكلم عن هذه الأمور، لأني أؤمن بقناعة تامة أن حب الوالدين لأبنائهم هو حب فطري وجبلي، وربما تكون هنالك مجرد أخطاء في المنهجيات التربوية، ولكن الحب دائمًا يُقدم على هذه القسوة حتى وإن لم يشعر بها الطفل.

عمومًا هذا أمر قد انتهى، والآن أنت لديك كينونتك، ولديك شخصيتك، ولديك وجودك الاجتماعي، فليس هنالك ما تأسي عليه في الماضي أبدًا.

موضوع التأثيرات الجينية وأن أخوتك أيضًا يعانون من هذا المرض: ربما يكون هنالك شيء من الميول العُصابي لدى إخوتك، لكن أرجو ألا تركزي كثيرًا على موضوع الوراثة، نعم هنالك تأثيرات ترسبية لكنها لا تصل لدرجة النقل الجيني المباشر.

بالنسبة للعلاج الدوائي: قطعًا الزيروكسات من الأدوية الطيبة الجميلة، ولا أعتقد أنه سبب لك النزيف المهبلي، وسبب النزيف يجب أن يُحدد ويُحسم من خلال مقابلة المختصين، وإن أردت أن تستمري على الزيروكسات، فأرى أنه دواء رائع، وحبة واحدة كافية جدًّا بالنسبة لك، استمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله، وإن أردت أن تستبدلي الزيروكسات فالدواء البديل هو (لسترال) وبنفس الجرعة، وهي حبة واحدة.

أرجو أيضًا أن تدعمي العلاج الدوائي بعقار (إندرال) بجرعة صغيرة، يزيل عنك التغيرات الجسدية (تسارع ضربات القلب – الشعور باحمرار الوجه - وجفاف الحلق)، والجرعة هي عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتناوليه عند اللزوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشكو من النسيان والسهو في صلاتي وأمور أخرى. 1534 الخميس 09-07-2020 05:53 صـ
ما سبب شعور الموت الذي يصيبني وأنا نائمة؟ 2132 الاثنين 04-05-2020 06:09 صـ
هل تصيب الأمراض النفسية شابا في عمر 14 سنة؟ 1416 الأربعاء 29-04-2020 04:48 صـ
ما الجرعة المناسبة من الزيروكسات المناسبة لي لعلاج الرهاب الاجتماعي؟ 1316 الثلاثاء 21-04-2020 01:08 صـ
كيف أتخلص من الوسواس القهري؟ 2013 الأحد 19-04-2020 12:05 صـ