أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كسل وفقدان الاهتمام بأي شيء وهروب من الناس.. هل هي أعراض اكتئاب؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على مجهودكم الرائع.
مشكلتي أني تعرضت منذ صغري لضغط نفسي بسبب أسلوب تربية أهلي؛ لأن أمي كانت كثيرة الانتقاد واللوم، وكانت تبعدنا عن التعامل مع أي بشر حتى لو أقاربنا، والبيت كانت الصفة الأساسية فيه هي السلبية، وما شعرت بوالدي فهو كان مصدراً للمال مع أنه كان كثير الكذب، وكان يعدني بأشياء ولا ينفذها، ولا يسع المجال لذكرها الآن، لكن منذ أن كنت في 12 من عمري بدأت أصبح متوترة دائمة، وفي 13 من عمري بدأت أنسى بشكل كبير، وقدرتي على الإمساك بالأشياء قلت من الضغط النفسي، أصبت برعشة في يدي وما كنت أستطيع الكتابة بالكفاءة والسرعة السابقة نفسها.

وأنا الآن أريد أعرف، هل ما أعانيه اكتئابا أم ما هو التشخيص؟
وللعلم أنا متزوجة منذ أكثر من 3 سنوات وليس عندي أولاد، وحالتي النفسية بعد الزواج ساءت، أشعر بكسل وخمول وعدم رغبة في فعل أي شيء، لا أريد أن أرى أو أكلم أحداً، وأتهرب بالجلوس على الحاسوب، ليس لدي رغبة في الاهتمام بالمنزل، خاصة أني أكره الشقة التي أسكن فيها لعيوب كثيرة فيها، ولا أهتم بنفسي، شهيتي للأكل دائماً ضعيفة، ومن الممكن أن أظل يوماً كاملاً من غير أكل، وعندما تتعبني نفسيتي أكثر لا تكون لدي رغبة نهائياً في الأكل، وأشعر أني غير قادرة على الحركة، وبثقل في جسدي.

عندي مشاكل في النوم منذ سنوات كثيرة، لا أعرف أن أنام في أي صوت، أقلق من أي صوت بجانبي، لكي أنام لابد من النوم على السرير قبلها بوقت قد يصل لساعتين، مهما نمت لا أشعر براحة، ونومي ليس عميقاً، وكثيراً وأنا نائمة أشعر أني في حالة بين النوم واليقظة، كتومة جداً، ولا أستطيع التعبير عما بداخلي، لا عن فرحي ولا حزني ولا حبي ولا كرهي لأحد، وهذا بسبب تربية أمي، أكره العلاقة الزوجية جداً ولا أطيقها، رغم أني -والحمد لله- لست عصبية، لكن أعصابي أصبحت متوترة كثيراً، عندي رغبة في الانفصال عن زوجي رغم أن الوضع -بفضل الله- أحسن من قبل، لأنه كانت قد حدثت خلافات وصلت للطلاق، أنا غير سعيدة نهائياً، وأريد أن أعيش وحيدة دون أن أتزوج ثانية، والأعراض هذه تزداد.

أعاني من قصور في الغدة الدرقية، وأتناول الالتروكسين من عدة أشهر -والحمد لله- الهرمون في معدله الطبيعي، وكذلك الأنيميا، والأعراض تزداد رغم معالجة الأنيميا والغدة الدرقية، أريد إرشادات، وعلاجاً ليس مرتفع الثمن، ولا يؤثر على الحمل إذا حدث، ولو أمكن إيميل طبيبة نفسية أستطيع التواصل معها، لأني في حاجة ماسة إلى ذلك لعدم استطاعتي الذهاب إلى أي عيادة.

أرجو الإفادة، وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الأعراض التي تعانين منها قطعًا هي أعراض اكتئابية، هنالك أعراض وجدانية وأعراض نفسية وأعراض جسدية، وهنالك نوع من المشاكل في العلاقات الزوجية، وكذلك ضعف التواصل الاجتماعي، وهذه كلها تأتي تحت رزمة الأعراض الاكتئابية.

والاكتئاب كثيرًا ما تكون أسبابه غير واضحة، لكن قطعًا شخصية الإنسان قد تلعب فيه دورًا، طريقة التفكير أيضًا مهمة جدًّا، الشخص الذي يفكر سلبيًا يتبنى دائمًا المنهج التشاؤمي، هذا يكون أكثر عرضة من غيره للاكتئاب النفسي.

أما بالنسبة لموضوع التربية والتنشئة، هذا الأمر فيه الكثير من الخلاف، وحتى وإن كانت تنشئتك لم تكن على الوجه الذي تريدينه، لا أريدك أبدًا أن تحملي أي نوع من الاجترارات السلبية نحو والديك، فهذا الأمر لا فائدة فيه، وأنت الآن -والحمد لله تعالى- واقفة على قدميك تمامًا، أنت زوجة ولديك مسؤوليات، وأسعد من كثير من الناس، فلا تنظري إلى الماضي نظرات سلبية، انظري إليه بإيجابية، وعيشي حياتك بقوة، وانظري إلى مستقبلك بأمل ورجاء.

علاقتك مع زوجك لابد أن تحسّنيها، اسعي لتكوني أنت المبادرة للخير في العلاقة الزوجية، وهذا لا يعني الاستكانة أو أن تذوب شخصيتك في شخصية زوجك، نحن لا ندعو لذلك أبدًا، لكن الزوجة الذكية هي التي دائمًا تسعى في المحافظة على زواجها بطرق تعرفها هي، وتختلف من شخص إلى آخر.

أرى أيضًا أنك في حاجة لعلاج مضاد للاكتئاب، وأتمنى أن تذهبي إلى طبيبة نفسية، حقيقةً ليس لديَّ عناوين خاصة للأطباء، وبما أنك تعيشين في مصر، فهي غنية جدًّا بالمختصين وفي جميع مُدنها ومحافظاتها، فيمكن أن تسألي عن أحد الطبيبات النفسيات المتميزات، الأمر ليس بالصعب جدًّا، والأدوية المضادة للاكتئاب متوفرة في مصر، عقار مثل (بروزاك) ويعرف علميًا باسم (فلوكستين)، ويعرف في مصر تجاريًا باسم (فلوزاك)، أرى أنه سيكون مفيدًا لحالتك، مع ضرورة الالتزام بالجرعة طبعًا -وإن شاء الله تعالى- الطبيبة سوف توضح لك كل هذا.

لابد أن تكون هناك مراقبة دقيقة ولصيقة للغدة الدرقية، لأن العلاقة بين الاضطرابات النفسية خاصة بين ضعف الغدة الدرقية والاكتئاب، وفقدان القدرة على الدافعية والتركيز، هي علاقة ثابتة ووثيقة جدًّا، وفي بعض حالات ضعف إفراز الغدة الدرقية لا يكفي لأن تكون نسبة الهرمون في المعدل الطبيعي، نريدها أن تكون مرتفعة قليلاً عن المعدل الطبيعي، وهذه أمور فنية يُدركها الأطباء؛ لذا أنا أرى أن تواصلك مع الطبيبة مهم جدًّا، وربما تكونين أيضًا في حاجة لمقاييس نفسية معينة، مثل مقياس (بك beck) للاكتئاب، كما أن إجراء بعض الاختبارات الشخصية أعتقد أنها ستكون جيدة من أجل الوصول لأبعاد شخصيتك، ومن ثم يُقدم لك الإرشاد والتوجيه المطلوب.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الغدة الدرقية.. هل لها آثار سلبية عند الزواج أو الإنجاب؟ 3006 الخميس 09-07-2020 04:30 صـ
أعاني من عصبية مفرطة لأتفه الأسباب، ما علاج حالتي؟ 2401 الثلاثاء 30-06-2020 01:45 صـ
أعاني من قصور شديد في الغدة الدرقية 10695 الاثنين 17-02-2020 12:33 صـ
أعاني من خمول الغدة الدرقية... هل أخفف جرعة العلاج؟ 17206 الاثنين 27-01-2020 01:22 صـ
أعاني من اضطراب الدورة الشهرية ودوخة وألم في العين. 26696 الاثنين 13-01-2020 05:21 صـ