أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أحافظ على زوجي وأجعل علاقتي به متوازنة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ سنتين تقريبا, وعندي طفل, أحب زوجي وأشعر أني متعلقة به بشكل كبير, في الأشهر الأولى من الزواج كان كل شيء مثالي, وهذا ما جعلني أتعلق به أكثر, وبعد فترة جاءت له فرص عمل كثيرة في عمله فأصبح يتأخر ويسافر, ودائما مشغول, وهذا الشيء ضايقني, وبدأت المشاكل.

أنا أرغب أن يبقى عندي ولا يخرج لأي شيء, أعرف أن هذا خطأ, لكني غير قادرة على السيطرة على مشاعري, وهذا شيء بدأ يضايق زوجي, حتى إنه أصبح لا يأخذ هاتفه الخلوي معه حتى لا أكلمه, وهو الآن مسافر, وكلما أطلب منه العودة قال بأنه سيتأخر أكثر بسبب كثرة طلبي له بالعودة.

أريد أن أخفف تعلقي الشديد به, فأرشدوني ماذا أفعل حتى لا أخسر حب زوجي لي؟ وهذا شيء لا أريده أبدا لأني أعرف أنه يحبني, وهو إنسان مخلص جدا.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ jesy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة تجاه الزوج، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم بينكما مشاعر الألفة والمودة، ونحن سعداء بهذا التواصل المستمر مع موقعك، ونسأل الله أن يعيننا دائمًا إلى الوصول إلى الصواب والأمر الذي يُرضي ربنا الوهاب، هو ولي ذلك والقادر عليه.

إذا كنت متيقنة –ولله الحمد– أن هذا الزوج يُحبك ولك مكانة عنده فأرجو أن تحفظي هذه المكانة، وأرجو أن تعلمي أن الرجل يُجدد مشاعره بخروجه ودخوله، كما أن المرأة تُجدد مشاعرها بديكور بيتها، باهتمامها بمظهرها، بحديثها مع زوجها، فلا تحملي هذا الزوج فوق طاقته، واعلمي أنه من مصلحة المرأة ألا يظل الرجل طيال الوقت عندها في البيت، لأن المرأة إذا أصرت أن يمكث الرجل في البيت ويكون في البيت دائمًا فإن النتيجة المباشرة لذلك هو بكل أسف إما أن يصمت الرجل، وهذا يُضايق المرأة، وإما أن يُخرِّف الرجل خرفًا مبكرًا، فيبدأ يعاتب على كل صغيرة وكبيرة، ويكون مصدر إزعاج، وقد تتمنى المرأة عند ذلك أن يخرج بلا عودة.

ولذلك دائمًا هذه الشريعة العظيمة أرادت للرجل أن يكون في الخارج، أن يخرج للصلوات، ويخرج للعمل، ويخرج للجهاد، ويخرج للحج، ويخرج للبحث عن الرزق، ويأتي مشتاقًا إلى أهله، والمرأة أيضًا تنتظره وهي له في أشد شوق.

هذه حكم عظيمة جدًّا، والرجل بحاجة فعلاً إلى أن يبتعد، والمرأة فعلاً بحاجة أن يبتعد الرجل عنها ولو لبعض الوقت، حتى يُتيح لها فرصة تجديد المشاعر، وهو كذلك يأتي مشتاقًا إلى أهله.

ولذلك نحن نتمنى أن تتفهي هذا الوضع الجديد، واعلمي أن العبرة ليست بكثرة الوجود وطول ساعات الوجود، ولكن العبرة باستثمار وجود الرجل عندك، وبإقبالك عليه، وحسن استقباله إذا دخل، وحسن وداعه إذا خرج، والسؤال عنه إذا غاب، والسؤال ينبغي أن يكون باعتدال، فواضح أنه طالما أصبح يترك هاتفه ولا يأخذه معه، هذا دليل على أن الإزعاج وصل حدًّا كبيرًا، وهذا أمر يزعج الرجل، فأحيانًا الرجل بين الرجال تكلمه الزوجة وترفع صوتها، فيسمع مَن إلى جواره تهديد الزوجة وكلامها، وهذا يؤثر على الرجل، أو إن لم يسمعون فإنهم سيقرؤون على وجهه التوتر من الكلمات التي يستمع إليها والضيق، وهذا كله ليس في مصلحة المرأة.

بل قد يدفع بعض الفضوليين إلى التدخل في حياتكم وتحريض الزوج على إهمالك وتركك، ونحو ذلك، لذلك يجب أن تتفهمي هذا الوضع، ولا تظني أن الرجل إذا لم يرد على زوجته فذلك يعني أنه تركها وهجرها أو وجد غيرها كما يُزين لها الشيطان، ولكن ذلك يعني فقط أن الرجل مشغول، أو أن الرجل في حرج، أو أن الرجل بين أصحابه وأصدقائه، أو أن الرجل في مهمة، مع أنه قد يحتاج إلى تركيز ومثل هذه الأمور تشوش عليه.

إذن نحن نتمنى أن تتفهمي هذا الوضع، وحتى لا تفقدي زوجك ينبغي أن تعتدلي في هذه الأمور، ويكفي أن تُشعريه أن البيت ينور بوجوده، وأنك بحاجة إليه، وأجمل ما قيل في هذا هو ما قالته عائشة عندما استأذن النبي صلى الله عليه وسلم، استأذنها ليخرج من فراشها، وهي الزوجة التاسعة من الزوجات، يعني أن الليلة غالية، وأن الرجل هو أغلى من مشى على وجه الأرض، وأن الفرصة لعائشة، لكن ماذا قالت عائشة لما استأذنها ليخرج من فراشها؟ قالت: (والله إني لأحب قُربك ولكني أؤثر هواك) وهذا كلام جميل في منتهى الروعة.

فإذا أراد الرجل أن يسافر فأشعريه أن البيت ينوَّر بوجوده، وأنكم في شوق إليه، وأظهري الفرح الشديد بحضوره عندك، فإن هذه أبلغ رسالة، تشجعه على أن يعود دائمًا إلى بيته، على أن يخرج من البيت وهو مشتاق إلى الرجوع إلى البيت، لذلك ينبغي أن تستخدمي هذا الأسلوب، فتشعرين الرجل بالتقدير، وتظهري الفرح بوجوده، وتبيني له أن البيت يُصبح له معنى كبيرا وروحا جميلة عندما يكون موجودًا معكم في البيت.

هذه العبارات كافية وهي رسالة مهمة عندما تصل إلى الرجل، يفهم مغزاها، ويشعر أنه يُقدَّر، وكذلك ندعوك إلى أن تدخلي إلى حياته، وتشاركيه اهتماماته، وتُثني على اهتماماته، وتفرحي بالإنجازات التي يقوم بها، لأن هذا أيضًا مما يجعل الرجل يجلس في البيت عندما تشاركه زوجته الهموم، وتكون بين الرجل وزوجته قواسم مشتركة كالاهتمامات المتحدة، اهتمامها بعمله، سؤاله عن النجاحات، وإظهار الفرح بها، والاحتفاء برجوعه، والاحتفال بنجاحاته.

هذه معاني جميلة تترك آثارًا عميقة في نفس الرجل، ونسأل الله أن يديم بينكم الألفة، ونتمنى أن تنفذي هذه الوصية، فلا تعكري عليه، ولا تضيقي عليه، ولكن أكثري من الدعاء لنفسك وله، أحسني وداعه إذا خرج، واسألي عنه إذا غاب، وأحسني استقباله إذا رجع، ابتسمي عند طعامه، وكوني هادئة عند منامه، كوني له أرضًا يكن لك سماءً، كوني له أَمَةً يكن لك عبدًا، أظهري الفرح بنجاحاته، وشاركيه اهتماماته.

ونسأل الله أن يديم بينكم مشاعر الألفة والمحبة، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...