أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : بعد المشاكل التي حدثت في عملي أصبت بنوبة قلق وتوتر حادة

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بداية أشكركم شكرا جزيلا على ما تقدمونه من حلول في هذا الموقع الكريم، وجزاكم الله خيرا.

أنوه عن شيء في شخصيتي قبل سرد المشكلة علها تفيد:
أنا شاب ذو شخصية قلقة، ودائما أتوقع الأسوأ في أي أمر، حتى لو كان بسيطا، ألمت بي مشكلة كبرى في عملي منذ حوالي 3 أشهر تقريبا، تعرضت فيها للتحقيقات الإدارية، والمشكلة لم تنته، وطيلة هذه الفترة أتوقع تعرضي للمساءلة القانونية، رغم أنني لم أطلب كغيري للمساءلة بعد، فالمشكلة كبيرة وتسببت في وفاة بعض الأشخاص، ونظرا لمنصبي أتوقع دوما الوقوع في مساءلة جنائية.

بعد تعرضي للتحقيقات الإدارية منذ حوالي شهر، بينما أنا أدردش حول الأمر مع والدتي أصابتني نوبة هلع، وكانت الأولى في حياتي، وكانت عبارة عن ضيق تنفس، وسرعة ضربات القلب، وخوف شديد، مع تعرق بارد، منذ حوالي 20 يوما تكررت النوبة ليومين متتالين، ولكن بشكل أقوى، وخلفت وراءها وسواس موت طوال الوقت، وقلق، وخوف طوال اليوم، وألم في الصدر والقلب لمدة أسبوع، وكنت خارج بلدي وقتها، وكان فوق شعور القلق من المشكلة زاد علي شعور الغربة، مما جعلني أزور طبيب القلب بمجرد عودتي لبلدي، وأجريت رسم قلب وأشعة تلفزيونية، وطمأنني الطبيب أنه ما من مشكلة عضوية، ولكن المشكلة نفسية، وأعطاني سيبراليكس 5 مجرام يوميا، وإندرال 10مجرام مرتين يوميا.

عشت أول 3 أيام في عذاب قاتل، حيث زادت الأعراض بشدة، ثم هدأت بعد ذلك وشعرت أني أفضل، وكسرت دائرة الوسواس التي كنت أعيش فيها مع العلاج -بفضل الله- والصلاة والتواصل الاجتماعي.

استمريت على العلاج ثمانية أيام ثم توقفت، وقد أصبحت طبيعيا طوال اليوم، ذهب القلق الدائم والتوتر، وشعور التغرب، ووسواس الموت، وقلة التركيز، عدا بعض القلق الليلي والذي أجاهد لكسره، أصبحت أخرج وأضحك بشكل طبيعي، وأمارس يومي بشكل طبيعي، وبدأت أفكر بشكل عملي لتجهيز شقة الزفاف؛ حيث أن موعده اقترب -إن شاء الله- وأيضا التفكير في أمور العمل بعد أن أهملت بسبب حالتي، وعدت نشيطا ومرحا مثل ذي قبل.

قمت بعمل حجامة منذ يومين، وساعدت في رفع حالتي المعنوية بجانب توقفي عن العلاج منذ أسبوع تقريبا، أخبرني الطبيب أن حالتي لا تحتاج للعلاج النفسي لفترة طويلة؛ حيث أن حالتي مرتبطة بسبب معين حالما أن تنتهي المشكلة وينتهي سبب القلق والتوتر، وأعود طبيعيا، فما رأي حضرتكم في هذا؟

حالياً فقط أشكو من القلق الليلي، والذي ربما يمنعني النوم حتى صلاة الفجر، وتنبعث الطمأنينة مع بزوغ ضوء الفجر، وأيضا قلة الشهية بشكل نسبي عن ذي قبل، فوزني نزل حوالي 5 كجم منذ بداية التعب.

أرجو التكرم با الحل.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقطعا المشكلة الإدارية التي تواجهها قد أثرت عليك نفسيًا، فالإنسان كيان متفاعل بطبعه، والأحداث الحياتية السلبية يكون لها وقع سلبي على الإنسان في كثير من الأحيان، لكن هذه أمور موجودة في الحياة، والإنسان الذي يتعامل معها بإدراك وعقلانية ومصداقية -إن شاء الله تعالى- يصل إلى الحلول المناسبة، فأسأل الله تعالى أن يفرج عنك هذا القلق وهذا التوتر، وأن تُحل هذه المشكلة بصورة مرضية.

العرض الذي حدث لك حين كنت جالسًا مع الفاضلة والدتك، هي نوبة هلع أو هرع، وهو قلق حاد يأتي دون مقدمات في بعض الأحيان، لكن في حالتك قطعًا الخلفية النفسية موجودة، وهي الانشغال بالمشكلة التي تواجهها في مكان عملك.

أعجبني كثيرًا أنك اندفعت اندفاعًا إيجابيًا ممتازًا للتخلص من أعراضك، ولا شك أن زيارتك لطبيب القلب كانت مهمة، فالإنسان حين يتأكد من السلامة العضوية في هذه الحالات هذا نعتبره دفعًا نفسيًا وعلاجًا مهمًّا جدًّا، -وكما أوضحتَ- فإن جُل أعراضك انتهت، لكن بقيت أعراض القلق الليلي وموضوع اضطراب النوم.

القلق الليلي -أخي الكريم- تفسيره أن الإنسان حين يأتي الليل يكون مع نفسه أكثر، بمعنى أن مشاغل الدنيا تخف عليه، ويصبح الإنسان قلقًا على ذاته بعض الشيء، وهذا قد يجعل الإنسان حساسًا لدرجة أن القلق يزداد عنده في هذه المرحلة من اليوم، وذلك نسبة لأن انشغاله أثناء النهار يصرف عنه الأعراض، أما في فترة الليل والسكون والانفراد بالنفس فهنا قد يلاحظ الإنسان هذه الأعراض.

لذا نعتبر أن تمارين الاسترخاء مهمة جدًّا، يجب أن تمارس في هذا الوقت، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) كما أن أذكار النوم والوضوء والصلاة ذات عائد إيجابي جدًّا على الإنسان، فاحرص على كل هذا، كما أنه من الضروري جدًّا أن تتجنب النوم النهاري، أعتقد أن هذا مهم.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: عقار مثل السبرالكس لا شك أنه مفيد، لكن هذا الدواء يتطلب بروتوكولات معينة في استعماله، السبرالكس يجب ألا يستعمل لمدة تقل عن شهرين إلى ثلاثة في جميع الحالات، حتى الحالات البسيطة، لأنه دواء يعمل من خلال البناء الكيميائي المتدرج، وفعاليته دائمًا تبدأ بعد عشرة أيام.

أنت استعملت السبرالكس لفترة قصيرة وبجرعة صغيرة، وأعتقد أن خطة الطبيب ربما كانت أن ترفع الجرعة إلى عشرة مليجرام بعد الأسبوع الأول، وتظل عليها لمدة شهرين (تقريبًا) ثم تخفض إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم، ثم تتوقف عن تناوله.

هذه منهجية معروفة ومجربة، لكن بما أن حالتك الآن -الحمد لله تعالى- قد أصبحت بسيطة وخفيفة وليس هنالك شيء غير هذا القلق الليلي واضطراب النوم، فأرجو أن تطبق ما ذكرته لك من إرشاد، وفي ذات الوقت تناول عقار (موتيفال) وهو دواء مشهور جدًّا في مصر ومعروف ومن الأدوية القديمة والجيدة ولا تتطلب وصفة طبية، كما أنه زهيد الثمن، لكنه كبير الفائدة، فليس هنالك ما يمنع أن تتناول الموتيفال بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين (مثلاً) ثم بعد ذلك يمكنك أن تتركه وتتناوله عند اللزوم إذا أحسست بالقلق، لا مانع أن تتناوله لليلتين أو ثلاث، ثم تتوقف عنه، وإن شاء الله تعالى من خلال المنهجية السلوكية الجديدة والتفكير الإيجابي وممارسة الرياضة تحس أن أمورك قد تحسنت كثيرًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8739 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1152 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1707 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3862 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي 2671 الخميس 23-07-2020 05:22 صـ