أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أدمنت استنشاق المواد اللاصقة وسببت لي أمراضًا واضطرابات، فما نصائحكم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب ابتليت باستنشاق اللصاق -عافاكم الله منه- لفترة ليست بالقصيرة، وكان ذلك على فترات متقطعة، وفي الثلاثة الأشهر الأخيرة كان ذلك بشكل شبه يومي؛ فأصبحت أحيانًا أتقيأ وأحس بصداع، مع العلم أن هذه العلامات لم تكن موجودة، ومن ثم وقعت في استنشاق لصق لم أعتد استنشاقه وهو لصق PVC ليوم واحد، وحدث شيء عجيب: تقيؤ بشكل غير معتاد، ألم في الرأس رهيب، وهبوط شديد لم أعتده مع الأنواع الثانية من اللصاق.
هذا التقيؤ ظننت أن سببه قرحة في المعدة، أو مشكلة في المرارة؛ فحملت إلى المستشفى فكانت المفاجأة!!! فقد أجروا لي عملية (الدودة الزائدة)، والتي أظن أنها لم تكن زائدة، عمومًا ليست هذه المشكلة، إنما هو ما بعد العملية التي كانت بتخدير كلي.
أنا الآن وبعد 10 أيام من العملية أعاني من اضطرابات أو التهابات عصبية في أطرافي على الشكل التالي:
ألم يتركز في معصم اليد وينتشر إلى المرفق، وإلى أطراف الأصابع إذا قمت بأي حركة فيها تمدد للأعصاب أو حركة مفاجئة، وهذا الألم ينقص قليلًا في النهار مع الحركة، ولكن في الليل يمنعني من النوم، وفي اليومين الأخيرين أخذت مسكنًا Mefenamic Acid 500 mg فاستطعت النوم، ولكن مع وجود الألم، والألم أيضًا مماثل في الساقين من أول الفخذ إلى أصابع الساق.
أنا الآن في حيرة فما علاقة هذا بذاك؟ وهل المشكلة زالت بالعملية؟ وألم الأعصاب هل هو نتيجة محتملة أو أنه أعراض وقتية؟
مع العلم أني الآن اعتزلت (التشفيط) ولا يوجد ألم في الرأس، ولا قيء وأسأل الله الثبات.
جزاكم الله خيرًا على إفادتي وتوضيح علاقة التطورات، وخاصة ألم الأعصاب وما هو العلاج؟
عذرا على الإطالة والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وهدانا وهداك، وندعو الله تعالى أن تكون قد أقلعت وبلا رجعة عن هذه السموم، وتذكر -يا أخي الكريم- فأنت مسئول أمام الله عن هذا الجسم وما تفعل به، وتصور أن الله قد أرسل لك ملك الموت وأنت في هذه الحالة فكيف ستلقى الله!!! ويجب أن تتذكر أمرًا وهو أن الله غفور رحيم وهو يحب توبة عبده؛ إلا أنه يجب ألا تعود لمثل هذا الأمر مطلقًا، فقد أعطاك الله هذه الفرصة فإن عدت فقد لا تكون لك فرصة أخرى، وإن مت من هذه المواد فقد تكون في عداد المنتحرين؛ لأنك تعلم تمام العلم ما تفعله هذه المواد في جسمك.
هذه المواد التي تستنشقها من الصمغ أو الأمور الأخرى؛ تدخل المركبات الطيارة التي تنجم عنها بعد استنشاقها حالاً إلى الدورة الدموية وتصل في بضع دقائق إلى جميع خلايا البدن وأجهزته؛ وبالتالي تسبب ضررًا مباشرًا في الأعضاء التي تصل إليها ومنها: القصبات الرئوية، والرئتين، والكبد، والكليتين، والدماغ، والأعصاب، وجميع كريات الدم، فهي في الواقع مركبات شديدة السمية، ولا يجوز بحال أن تدخل إلى داخل أجزاء البدن الحي.
ودرجة الضرر من هذه المواد تعتمد على نوع ومقدار المركبات المستهلكة، وطريقة دخولها إلى البدن، ومقاومة الجسم، والحالة الصحية العامة، وعمر المستهلك، وكذلك تلعب الحالة النفسية دورها، ومما يزيد من خطورة التأثير: الصحبة والرفاق ودورهم في التوريط، وإحداث الظروف الملائمة لهذا الإدمان؛ خاصة وأن كثيرًا منهم يبالغ في وصف حالة النشوة التي وصل إليها لاستثارة الآخرين، وقد يكون للتجارب الأولى أشد الأخطار.
هناك الكثير من الحوادث المفجعة التي انتهت بالموت، وتبدأ فعلها أولاً بنوع من التنبيه والاستثارة الذي يولد إحساساً بالنشوة، بالإضافة إلى دوار مقبول ومستعذب، وتستمر هذه الحالة تبعاً للمقدار المستهلك حوالي (15- 45) دقيقة، ومن الممكن إطالة المدة إلى عدة ساعات إذا استمر استنشاق الأبخرة من وقت لآخر، وقد يحدث لبعض الأفراد أن يطير صوابهم، وأن يفقدوا توازنهم وتختل عندهم الأفكار والآراء، ويضطرب إدراكهم للألوان والأصوات وأشكال الأشياء، ويصابون بنوع من الهلوسة في الرؤية أو السمع؛ أي أنهم يتوهمون رؤية بعض الأجسام أو يسمعون بعض الأصوات التي لا أصل لها.
وتؤدي هذه المركبات إلى آثار جانبية: كالسعال، وآلام الرأس والقلب، والقيء المتكررة، وعلى الأغلب أن هذا ما حصل معك، ولم تذكر إن كنت ذكرت أنك قد استنشقت هذه المواد للطبيب.
وتؤدي أيضًا إلى تهيج العيون والأنف والحلق، وكلما كان تركيز المركبات الطيارة عاليًا في الخلايا الدماغية كلما تسارعت حالة النوم، حيث ينتهي الأمر بفقدان الوعي، وقد تؤدي إلى الوفاة المفاجئة، وذكرت بعض الصحف العالمية وفاة طفلين ورأس كل منهما مختنق في كيس من البلاستيك، وذلك من جراء تعاطي هذه المذيبات الطيارة.
وحالما يعود الإنسان إلى اليقظة يبدو عليه أنه ينسى كل ما حدث، والآثار التي أصابته من جراء استهلاك هذه المركبات.
ويؤدي إدمان هذه المركبات إلى ارتفاع قدرة تحمل الجسم لهذه المواد تدريجياً مما يدعو إلى زيادة المقادير للحصول على الدرجة نفسها من النشوة والمتعة، وقد يصل الأمر ببعض الفتيان إلى أن يستهلكوا عدة عبوات من الصمغ في اليوم الواحد، وقد شوهدت حالات شغف شديد عند بعض الأطفال بهذه المركبات الخطيرة؛ وقد يصابون بحالات اضطراب شديدة عند حرمانهم منها.
ومن الآثار لهذه السموم أيضًا: التهاب الأعصاب، وهذا هو وضعك الحالي؛ فهذه الأعراض تشير إلى تضرر بالجهاز العصبي عندك ومنه الأعصاب المحيطية، وعادة ما يحصل التهاب الأعصاب بعد عدة أشهر من تناول هذه المستنشقات.
في بعض الحالات أيضًا وبسبب إصابة الجهاز العصبي؛ فإن هذا يؤدي إلى عدم تناسق الحركات، واضطراب الإحساس.
يجب أن تراجع طبيبًا مختصًا بالأعصاب Neurology للمتابعة.
أرجو من الله أن يثبتك والحمد لله أنك قد أقلعت وتبت إلى الله، ونرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أخي يعاني من أعراض عصبية واكتئاب، ولم تفده العلاجات. | 1276 | الاثنين 29-06-2020 05:29 صـ |
وخز وألم في الجسم وتنميل.. أرجو المساعدة | 3835 | الأحد 05-04-2020 06:03 صـ |
أصبت بنوبة صرع في 2012 وتعالجت وظهرت علي أعراض مرضية! | 1708 | الثلاثاء 31-03-2020 02:54 صـ |
تنميل وثقل بالجسم فهل ما أعاني منه مرض نفسي؟ | 8155 | الاثنين 09-12-2019 02:02 صـ |
أعاني من التهاب الأعصاب الطرفية للقدمين، ما علاج ذلك؟ | 6312 | الأحد 01-12-2019 12:02 صـ |