أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة: محرجة أمام أهلي لأن زوجي يكره الاختلاط بهم وزيارتهم

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم.

زوجي وحيد أهله، ولا يوجد مع أمه غيره، وهذا يسبب لي مشاكل في علاقتنا الزوجية، وأهلي يعاملونه معاملة ابن لهم، ولكنه لا يزورهم أو حتى يطمئن عليهم! وفي حال حدوث عزاء لا يقوم حتى بالواجب، بحجة أنه ذهب للمقبرة، وإذا كان هناك شخص من عائلتي في المستشفى (عمي أو خالي) لا يسمح لي بالذهاب لزيارته، مع أن حالته تكون خطيرة جداً، حتى بالعزاء لا يسمح لي بالذهاب إلا في وقت محدد فقط، وإذا ذهبت ثلاثة أيام لعزاء عمي أو عمتي لا يقبل، يريد فقط يوماً واحداً، ودائماً يقول لي: لا أريد أن أسمع كلمة عن أهلك لا تجيئي بسيرتهم لبيتي! ولا أريد أن يأتي أحد لزيارتك، حتى إذا طلب أحد من أفراد عائلتي زيارتي لا يقبل! ويقول لي دائماً: لا أريد أن أرى أحدا من أهلك.

علماً أن أهلي -أقسم بالله- لم يقصروا معي أبداً ولا معه، بل وأحسن من ذلك، أريد أن أعرف، هل يجوز أن يمنع أهلي من زيارتي؟ مع أنهم لم يسببوا الضرر له نهائياً، والله إنهم هم الذين عملوا صيانة المنزل له دون مقابل، حتى أكون في منزل لوحدي، لأنني كنت بغرفة واحدة عند والدته، وهل يجوز مقاطعته لهم، ولا يشاركهم أحزانهم ولا أفراحهم؟!

علماً أن زوجي كان لديه زوجة من قبل، وله طفلة منها، وراتبه 370 دينار أردني، مه مئة لابنته نفقة، ومئة لأمه، و70 مصاريف كهرباء ومواصلات وماء، ويبقى مصروف المنزل فقط 100 دينار، وهذا لا يكفي لتغطية متطلبات البيت، وأنا أطلب منه أن يزيد دخل المنزل، ولكنه لا يريد ويقول لي: أنا هكذا مرتاح، وحتى لا يعطيني مصاريف لأشتري ملابس، لا أريد كل شهر بل كل 3 أشهر، بحجة أنه ليس لديه المال.

ما ذنبي أنا؟ أرجوكم ساعدوني، ماذا أفعل؟ وما حكم هذا الزوج؟ أبداً لا أحد يزوره، لأنه لا يزور أحداً، ولا يتعامل مع أحد، ليس اجتماعياً، مع العلم بأنه دائم الصلاة بالمسجد.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ قمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هذا الزوج وتواصلك مع أهله، ونتمنى أن تكتمي هذه المشاعر طالما كان أهلك يحبون هذا الزوج، فلا تنقلي إلا المشاعر النبيلة، وتجنبي نقل ما يقوله من رفضه لزيارتهم والوصول إليهم، والتمسي له الأعذار، فقد تكون طبيعته أنه غير اجتماعي ولا يحب الاختلاط بالناس، لا يزور أحدًا ولا يزوره أحد، وهذا قطعًا ليس مطلوبًا من الناحية الشرعية، لكن إذا كان هذا هو نمط حياة الزوج والطريقة التي يعيش بها، فما على الزوجة إلا أن تصبر، وتحاول الإصلاح ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

لا تتضايقي من هذا الأمر طالما كانت علاقته بك جيدة، وعلاقتك بأسرته جيدة، وعليه أن يهتم بوالدته بلا شك، كما عليه أن يُنفق على ابنته أو أولاده من الزوجة الأولى، هذه واجبات شرعية لا بد أن يوازن بينها، وفرق كبير بين أن نقول (لا تعط هذا ولا تعط هذا) وبين أن نقول (عليك أن تهتم بمصاريف البيت) أو تبيني له الاحتياجات التي عندك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يرزقنا جميعًا طاعة الكبير المتعال سبحانه وتعالى.

لستُ أدري عندما تناقشينه ماذا يقول؟ هل ينطلق من منطلقات شرعية؟ هل يرى أن الناس فيهم شر لذلك يبتعد عنهم؟ هل يرى أن العزاء لا يجوز أكثر من يوم أو يكفي العزاء في المقبرة أو نحو ذلك؟ هل هناك مسببات أو منطلقات ينطلق منها؟ ما هي ردوده عندما يُناقش في مثل هذه الأمور؟ لأن هذه مسائل مهمة جدًّا حتى نعرف الخلفية والطريقة التي يفكر بها.

إذا كان هو أصلاً غير اجتماعي فمن الصعوبة أن يكون اجتماعيًا مع أسرتك ومع أهلك، وبعض الناس ليس اجتماعيًا لأنه تعرض لمواقف، ويرى أنه سيدخل في إحراجات مع الناس، ولكن الإسلام نهج الرسول -صلى الله عليه وسلم– في هذا الدين دعوة إلى مخالطة الناس، المخالطة الإيجابية، فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر، لأن الإنسان مدني بطبعه، والمؤمن يؤثر ولا يتأثر، ولا أظن أننا وصلنا إلى هذا الزمان الذي يهجر فيه الإنسان مجالس الناس، ولكن عليه أن يتعامل مع الناس، وأن يتواصل معهم، ومسألة التواصل مع الناس هذه من الأهمية بمكان، فكيف إذا كان هؤلاء الناس هم أهل الرجل أو أهل الزوجة؟! هنا يتأكد هذا الأمر، وأهمية التواصل مع هؤلاء الأسر.

عمومًا نحن نتمنى ألا تجعلي هذا مادة للمشاجرة الدائمة في البيت، وحاولي أن تحتالي عليه، وارضي بما يُعطيك من القليل من الزيارات ومن غيرها، وحاولي أن تلتمسي له العذر، وأحسني الاعتذار عند أهلك، وحاولي أن تعالجي الأمور بحكمة، فنحن لا نريد أن تكون هذه مادة للشجار، أو مادة للخصومات، ولا نريد أيضًا أن تقطعي أرحامك، لكن المرأة تعرف كيف تطلب، ومتى تطلب، وكيف تجعل الرجل يستجيب لطلباتها، هذه أمور لا تخفى على أمثالك من الفاضلات، فتعاملي مع الوضع بحكمة.

نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.

شارك الاستشارة

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...