أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أريد أن أجيد إلقاء الكلمة أمام الملأ، كيف ذلك؟
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا كثيرا على مساهمتكم، وتواصلكم معنا بتوجيهاتكم، وإرشاداتكم ونصائحكم القيمة.
ما يقلقني أني لا أحسن اللغة العربية جيداً، دراستي كلها كانت بلغة غير لغة الضاد، وفي مناسبات يطلب مني إلقاء كلمة شكر أو تقييم أو تشجيع، فأرتبك ولا أعرف كيف أبدأ، ولا أجد الكلمات الرنانة المناسبة، والمعبرة عن الموقف! ألا يوجد نموذج تقدمونه أتبعه وأحفظه؟
وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل المستمر، ونؤكد لك أننا في خدمة أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا، وشرف لنا أن نتواصل مع أمثالك الذين تعلموا لغة الآخر، وأفادوا أمتهم، ونفعوا وقاموا بواجبهم، ونعتقد أن هذه أيضًا فرصة للإنسان في أن يخدم دينه وأن يخدم بلده باللغة التي تعلمها، ولا مانع أيضًا من أن يتعلم الإنسان العربية، ويختار بعض النصوص ليتكلم بها.
في المناسبات عندما يُطلب من الإنسان الإلقاء، المهم فيه هو صدق المشاعر، أكثر من أهمية الألفاظ الرنانة، والكلمات الكبيرة التي يختارها الإنسان، وطبعًا لا نستطيع أن نُحدد كلمات محددة، لكن دائمًا مواصفات الكلمة الناجحة هي أنها لا تكون طويلة، ومن البداية تكون مشرقة ومشوقة ومحفوظة ومركزة، وأن يختار الإنسان كلمات جميلة، وأن يتحدث من مشاعره مع الحضور، كأن يُعلن حبه لهم وسعادته بوجوده بينهم، (وبيض الله هذه الوجوه المشرقة) يعني من هذه الكلمات الجميلة.
ثم عليه من خلال الكلمة لكي تكون الكلمة ناجحة أن يُثني على من قاموا بمجهود، وأن يثني على فكرة الاحتفال والاحتفاء، وأن يبين لهم أن سعادته بمشاركتهم في هذه الفعالية.
يعني هذه المعاني جميلة جدًّا، وأن يكون فرحًا ومرحًا في نفسه، لأن المشاعر تُعدي، ليس الزكام وحده هو الذي يُعدي وبعض الأمراض، وإنما المشاعر أيضًا تُعدي، فإذا جلس الإنسان مع أناس مسرورين فرحين سعداء فإنه يأخذ من نفحات السعادة والسرور التي تمر عليه ويتأثر بها، فالإنسان يتأثر بمن حوله، ويتأثر بمشاعر من حوله، بل الإنسان كتلة من المشاعر.
كذلك ينبغي أن تكون هيئة من يتكلم ويواجه الناس، يحرص على الهيئة المقبولة المرتبة، ولا مانع من أن يلبس أي لبس، لكن من الضروري أن يكون مرتبًا منسقًا، لأن الفكرة في اللباس حتى لو لبس (بدلة) أو (كرفتة) أو (كذا) فإن الأهمية في التنسيق، أو لبس لبسة البلد الذي ينتمي إليه فهذا أيضًا رائع جدًّا، بشرط أيضًا أن تكون متناسقة ومتكاملة، وفيها المعايير الشعبية المقبولة.
كذلك أيضًا ينبغي أن يكون الكلام بصوت واضح وبنبرات معتدلة، ومن المهم أن يستخدم لغة الإشارة، لغة البدن، أن يلعب بنبرات الصوت فيرفع صوته أحيانًا، وأن يركز على النقاط الأساسية، ولا مانع من أن يُكررها، ويضغط على الكلمات فيها، وطبعًا لا يوجد متكلم إلا وهو يُخطط لكلمته، فيفكر في بعض الكلمات الجميلة، ويختارها.
نحن نقترح عليك إذا جاءت مناسبة أن تعطينا فكرة عن المناسبة، ما هو المطلوب؟ ما هي الفئة المستهدفة والموجودة أمامك؟ حتى نستطيع أن نضع لك كلمات مناسبة، وسننجح بمقدار ما تعطينا من خريطة واضحة للمكان، وللهدف ولنوعية الحضور ومستوياتهم الثقافية، لأنه أيضًا من نجاح الكلمة أن نكلم الناس بكلام يفهمونه، ويسهل عليهم، ويستطيع كل المستويات أن يستفيدوا من الكلمة.
هذه مؤهلات ومعايير أساسية في نجاح أي كلمة يُقدمها الإنسان في مثل هذه الاحتفالات أو في مثل هذه المناسبات، وأنت بحاجة، وكل خطيب وكل متدرب يحتاج إلى أن يُمرن نفسه، فيسمع الكلمة في بيته، وحبذا لو قالها في البيت وسجلها في شريط أو في الجوال ثم أعاد سماعها ليسمع نفسه بالأذن الخارجية، ويعرف مواطن التأثير في صوته ونبراته.
نسأل الله لكم التوفيق والسداد، ونكرر لك الشكر على هذا السؤال الجميل فعلاً في فكرته، وزمان الإنسان بتواصله يستطيع أن يستفيد من خبرات الآخرين والمجالات التي يمكن أن يساعدوه فيها.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
زملائي في العمل يغارون مني، فكيف أحسن علاقتي بهم؟ | 2359 | الاثنين 01-06-2020 04:39 صـ |
كيف أثقف نفسي دينيا؟ | 4390 | الأربعاء 26-02-2020 01:22 صـ |
أريد أن أترك أسرتي وأتجول من أجل أن أحصل على العلم الشرعي، فهل تركهم خطأ؟ | 1297 | الثلاثاء 25-02-2020 01:34 صـ |