أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : زوجي لا يهتم برأيي ويكره الذهاب للأسواق.. ماذا أفعل معه؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ 7 أشهر، وأسكن مع زوجي في بلاده, قبلت الزواج به بعدما سمعت الجميع يمدح صلاته وأخلاقه وتوبته عما كان عليه بالسابق، حيث كان له ماض مع الخمر، وكان مسجونا.

المشكلة الآن بعد الزواج اكتشفت أنه غير ملتزم بصلاته، ورجع لشرب الخمر، وكثير الكذب، بحيث يكذب على أتفه الأسباب، ووعدني بعدة أمور قبل الزواج، ولم يفعلها، وأغلب الوقت أكون حبيسة البيت، ولا نذهب لمكان؛ لأنه بالنسبة له كل الأماكن هي للمعاكسة، حتى للسوق لشراء حاجات المنزل والطعام يجب أن ننتهي في أقل من ساعة، وإلا سيبدأ بالصراخ عليّ أمام الناس، وكثيرا من الأمور يحرمها، وهي ليست حرام، وأيضا دائما في أي شيء أكون أنا على باطل، وهو على حق، ولا يهمه رأيي في أي شيء.

يقوم بالتكلم بتفاصيل حياتنا لأهله، ولا يريدني أن أخبر أهلي بأي شيء، للعلم أن إخوته أيضا يتعاطون الخمر، والأب والأم لا يمنعونهم، ولا ينصحونهم، فماذا أفعل؟ كثيرا ما أفكر بالطلاق حاليا؛ لأنه ليس لي أطفال؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونشكر لك أيضًا فكرة الزواج والصبر على هذا الزوج والرغبة في إصلاحه، وهذا ما ينبغي أن تحرصي عليه، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حُمْر النعم) فكيف إذا كان هذا الرجل هو الزوج، هو أولى الناس بالمرأة؟! وقد أحسنت بحرصك على التواصل مع الموقع، وهذا يدل على أنك على خير؛ لأنك حريصة على معرفة رأي الشرع، ورأي الدين في هذا الذي يحدث.

بداية - ابنتنا الفاضلة – نحن نعتقد أن سبعة أشهر غير كافية أبدًا لتحديد مسار الحياة الزوجية، فمعلوم أن الأشهر الأولى تحصل فيها خلافات؛ لأن كل إنسان جاء من بيئة مختلفة، وكان يعيش بطريقة مختلفة، ولذلك لا بد من أن نبدأ أولاً بالتعارف، ثم بعد ذلك بالتأقلم، ثم بتقديم بعض التنازلات، ثم بالتفاهم، وصولاً إلى التوافق، وهذا المشوار الجميل يحتاج إلى شيء من الصبر، بل إن الكثير من الأسر الذين بدأوا حياتهم بمشكلات بعد ذلك سعدوا سعادة لا حدود لها؛ لأن الوضع يستقر.

وإذا كان هذا الرجل تاب ورجع إلى الله تبارك وتعالى وأيضًا فيه أشياء من الخير، فأرجو أن تنمّي هذه الجوانب، وتصبري عليه، وتجتهدي في إصلاحه، ولن يصلح إلا إذا وجد فيك النموذج الرائع للمرأة المسلمة والزوجة المتدينة الحريصة على طاعة ربها، والحريصة كذلك على طاعة زوجها، طالما كان يأمرها بطاعة الله تبارك وتعالى.

وإذا كان يذهب معك إلى السوق، فهذه مرحلة جيدة لا بأس بها، وحاولي أن تنتهي من شراء ما تحتاجينه بسرعة، وهو يشعر أن هذه الأماكن فيها خطورة؛ لأنه كان يعيش في مثل هذا الجو، وهي بلا شك أماكن يوجد فيها الشيطان، ويوجد فيها شياطين الإنس والجن.

ومسألة الانزعاج في السوق من طول البقاء، هذه ليست عند زوجك، فمعظم الأزواج دائمًا يتضايقون من ذلك؛ لأن المرأة دائمًا تريد أن تنظر وتستمتع بالنظر، وتنظر في البضائع وتقلبها، الرجل لا يستطيع أن يصبر على هذا، يريد أن ينتهي ويشتري ويخرج بسرعة من السوق.

فلذلك هذا الجانب أرجو ألا تنزعجي منه، وحاولي أيضًا أن تتفهمي أن هذه ليست طبيعة في زوجك، إنما هي طبيعة في الرجال غالبًا، ولذلك أيضًا ينبغي أن تراعي هذا الجانب، ولا مانع من أن تكرري الذهاب إذا احتجت، ولكن حاولي أن تكون كل زيارة قصيرة، وأيضًا حاولي أن تثبتي له أنك مكان ثقة، وإذا كان الناس سيئين، فأنت لست سيئة، يعني هذه المعاني لا بد أن تصل إليه، ولكن مع ذلك فإنه لا مصلحة لرجل ولا امرأة أن يُطيل المكث في الأسواق، كما يحصل عند بعض الناس في زماننا؛ لأن الأسواق أماكن يذهب الإنسان لحاجته وينتهي من حاجته بسرعة، ويشتغل في السوق بغض بصره، وبذكر ربه تبارك وتعالى، ثم يعود بعد ذلك، فليست مكانًا للتنزه كما أصبحت في زمننا الأسواق أماكن للتنزه، والأكل والشرب والجلوس، فأصبح هذا من الإشكالات الكبيرة التي تواجه الأسر، وتواجه البيوت؛ لأن هناك من كل من يريد أن يتسكع، وكل من يريد الشر يذهب إلى هذه الأسواق، فأصبحت بيئة موبوءة؛ فلذلك ليس هناك مصلحة حتى وإن كان الزوج يرضى بالمكوث طويلا في هذه الأسواق.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وباختصار: لا نريد أن تفكري في الطلاق قبل أن تجتهدي وتستنفذي كل المحاولات من أجل إصلاحه، ومن أجل العودة به إلى الخير، وإذا كان أهله بكل أسف عندهم تقصير فهو الآن معك، وحاولي دائمًا أن تجعلي بيتك بيئة جاذبة له، وحاولي أيضًا أن تكوني الصديق الأول له، فإن هذا يسحبه من الأصدقاء، ولن تكوني الصديق الأول له إلا إذا احتملت منه بعض الأشياء الصغيرة في سبيل ترسيخ الإيمان، والأشياء الكبيرة في نفسه، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما نصيحتكم لي وقد تزوجت ولا أجد الراحة؟! 2174 الأربعاء 12-08-2020 02:37 صـ
أوهمت زوجتي أني مرضت بعد الخطوبة.. والحقيقة أنها منذ البلوغ 3603 الثلاثاء 07-07-2020 06:38 صـ
زوجتي تطاولت علي بالألفاظ والأيدي، هل أطلقها؟ 48815 الاثنين 29-06-2020 04:47 مـ
زوجي يطلب مني تجهيز أشياء لم يطلبها! 2244 الثلاثاء 30-06-2020 05:16 صـ
لدي سوء فهم لطبيعة المعاملات الزوجية، أرجو التوجيه والإرشاد. 3370 الأربعاء 03-06-2020 04:02 صـ