أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عمتي المعلمة مواصلة في علاج الاكتئاب، فهل تنصحونها بالنزول لعملها؟

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

الدكتور الكبير والكريم: محمد عبد العليم أعزكم الله وأظلكم بظله, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكرك جزيل الشكر على الروح المعنوية العالية في ردك علينا بالاستشارة رقم: (2168274), وأود أن أضيف بعض الأمور والإيضاحات؛ حيث إن عمتي تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة.

وكما ذكرت لكم في الاستشارة السابقة بأن الطبيب قلص جرعات الريسبردال من 4 مج إلى 2مج, وبعد أسبوع رأى تحسنا أكبر فقلص الجرعة إلى 1 مج لمدة أسبوع, وبعدها تتوقف عن الريسبردال, وتستمر فقط على الزيروكسات (12.5) ونراجعه في العيادة بعد ثلاثة أسابيع (مع إمكانية التواصل معه في الضرورة).

كما أنه أضاف علاجا طبيعيا أوميغا (3 / 750) مج حبة واحدة يوميا, أي أنها استخدمت الريسبردال على النحو التالي:

الأسبوع الأول: (4 مج).

الأسبوع الثاني: (2مج).

الأسبوع الثالث: (1مج).

الأسبوع الرابع: تتوقف عن الريسبردال نهائيا, وتستمر على الزيروكسات وأوميغا 3 فقط.

وهي الآن في بداية الأسبوع الرابع لتناول العلاج, ونرى تحسنا كبيرا جدا, والحمد لله, كما أنها تهتم بطفلتها جيدا, ولا نرى أعراضا اكتئابية ولا ذهانية, ما عدا الضيق والملل أحيانا, وكأنها رجعت لحالتها الطبيعية قبل المرض.

والله أعلم إن كان هناك شيء من بعض الأعراض, لكن نحن وذووها نراها جيدة جدا, وأود أن أطرح بعض الأسئلة:

س1: حقيقة لم أفهم التشخيص الدقيق لحالتها, وأرجو المعذرة هل هو اكتئاب ما بعد الولادة؟ أم هو اكتئاب ذهاني؟ أم اكتئاب فصامي؟ وما السبب الأساسي لهذا المرض؟

س2: هل تدرج الطبيب مناسب؟ ولماذا قلص الريسبردال وأوقفه نهائيا؟ ولمَ لم يتدرج في الزيروكسات؟ أم أن الزيروكسات الذي هو مضاد الاكتئاب المكون والسبب الأساسي للمرض, وبعلاجه يختفي الذهان أو الفصام؟ فهل راعى الطبيب هنا الجرعة التمهيدية والعلاجية والوقائية فيما يخص الذهان؟ ما تحليلكم لذلك؟

س3: عمتي معلمة, وهي في الأسبوع القادم يبدأ دوامها, وكما تعلمون أن مهنة التدريس تطلب جهدا عقليا وبدنيا ونفسيا كبيرا؛ فهل هذا خطر عليها وسيؤثر عليها؟ خصوصا أن الطبيب أوقف الريسبردال, ونخاف أن تأتيها حالات ذهانية أو فصامية, صحيح أنها الآن ممتازة جدا, ولا نرى أي أعراض ذهانية, لكن خوفنا وخشيتنا من أن يحدث لها شيء في دوامها, وأنتم تعلمون القيل والقال.

الطبيب المعالج قال بالعكس أفضل لها الدوام, والدوام سيقلص الاكتئاب, ويساعد على شفائها, وستغير الجو المنزلي, فهل توافقونه الرأي؟ مع العلم بأن المدة الزمنية لتناولها للعلاج إلى دوامها تكون شهرا كاملا فقط, وأنوه بأن مهنة التدريس مرهقة جدا ذهنيا وبدنيا ونفسيا.

س4: ما الذي قصدته -يا دكتورنا العزيز- عندما قلت بأنها تحتاج لرعاية طبية نفسية, فنحن سنستمر على المتابعة في هذه العيادة إلى أن يوقف الطبيب العلاج نهائيا.

س5: هل صحيح بأنه كلما اختفى الاكتئاب كلما اختفت الحالات الذهانية؟

س6: ما فائدة أوميغا (3/ 750) مج؟ وهل هو كفيل بإزالة الاكتئاب وسيمنحها الاستقرار؟

س7: أنتم ترون أنه من الأفضل أن تستمر على العلاج لمدة سنة, وعندما سألت الطبيب قال سيتحدد ذلك لاحقا وقال ربما شهور وتنتهي من تناول العلاج, مع علمه بتاريخها المرضي.

أرجو التعليق على المواضيع كاملة, ولك أيها الدكتور الكريم كل الشكر, سائلا الله أن يبارك فيك ويحفظك وأهلك وعيالك من كل سوء ومكروه, وأن يديم عليكم الصحة والسعادة, والعمر المديد, ولكل القائمين على هذا الموقع.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأشكرك على كلماتك الطيبة وجزاك الله خيرًا، وأنا سعيد قطعًا أن أعرف أن عمتك قد شُفيت وتحسنت حالتها بصورة واضحة جدًّا.

بالنسبة لسؤالك الأول حول التشخيص: كما ذكرت لك أن الاضطرابات النفسية لما بعد الولادة تكون مختلطة ومتداخلة جدًّا، قد تجد شيئًا من الظنان، شيئًا من الاكتئاب، شيئًا من الهوس، وهذه الحالات تعرف هكذا، أنها مختلطة في معظم الأحيان، لكن بعد فترة تحدث تصفية للأعراض، وتظهر الحقيقة الجوهرية للحالة هل هي حالة اكتئاب، هل هي حالة فصام، هل هو اضطراب وجداني ثنائي القطبية؟ (وهكذا).

فهذه الحالات من طبيعتها أنها مختلطة في حوالي سبعين بالمائة من النساء.

المنهج الذي انتهجه الطبيب هو أنه رأى أن حالتها هي حالة اكتئابية في المقام الأول مع وجود أعراض ذهانية، لذا كانت فترة تناول الريسبردال محددة وواضحة، وأعتقد أن الأخ الطبيب –جزاه الله خيرًا– انتهج المنهج العلمي الصحيح.

بالنسبة لأسباب هذا المرض: غير محدد مائة بالمائة، لكن هناك من يذكر أن التغيرات الهرمونية التي تحدث ما بعد الولادة قد تكون سببًا، الإجهاد النفسي والجسدي من عملية الولادة نفسها قد تكون أيضًا سببًا، وهنالك من الفروديين والتحليلين الذين يرون أن المرض النفسي في هذه الحالة هو رفض للزوجية وللأمومة، لكن أعتقد أن هذا رأي خاطئ وافتراضي ومبالغ فيه (حقيقة).

وبالنسبة للذين لديهم تاريخ مرضي قطعًا العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في إثارة هذا المرض.

تدرج الأخ الطبيب هو تدرج صحيح فيما يخص الرزبريادال، لأنه رأى أن الحال الذهانية تقلصت، أما بالنسبة للاستمرار على الزيروكسات: فأعتقد أنه وصل لقناعة أن وضع تشخيصها الأساسي هو الاكتئاب، ولذا رأى أن تستمر على الجرعة العلاجية الوقائية.

بالنسبة لعملها -أيها الفاضل الكريم– أعتقد أن عدم ذهابها للعمل أيضًا سوف يشعرها بالضعف ويهز ثقتها في نفسها، والعمل هو وسيلة تأهيلية كبيرة جدًّا، أتفق معك أن التعليم مهنة ضاغطة، لكن المعلم الذي يحب عمله يستطيع أن يؤديه على أفضل وجه وبرضاء كامل، فدع عمتك تذهب لعملها، وتجرب، ونسأل الله لها التوفيق.

بالنسبة لموضوع ما قصدته من أنها تحتاج لرعاية طبية نفسية: هذا أقصد به المتابعة، المتابعة مهمة جدًّا، وحقيقة عدم المتابعة هي خطأ كبير، كثير من الناس لا يتابعون مع أطبائهم بعد أن تختفي أعراضهم، وهذا ليس صحيحًا، أنا شخصيًا أتابع مرضاي بعد أن أصل إلى أنهم قد تعافوا تمامًا، أراجعهم مرة أو مرتين، وأطلب منهم أن يحضروا لي، وأقوم بفحصهم، ونتحدث في بعض الأمور، لأن في ذلك تثبيت لتعافيهم إن شاءَ الله تعالى، فليس هنالك ما يمنع أن تذهب عمتك لطبيبها مرة أو مرتين بعد أن يقول لها لا داعي للمراجعة، فهنا يمكن أن تتوقف.

والذي قصدته أيضًا هو: إذا حدث رجوع لأعراضها –وهذا طبعًا لا نتمناه– يجب أن يكون هنالك تدخل طبي مبكر؛ لأن الحالات النفسية وبإجماع جميع العلماء والباحثين الآن أن التدخل المبكر هو أهم عامل لعلاج الحالات النفسية وكذلك الذهانية.

سؤالك: هل صحيح أنه كلما اختفى الاكتئاب كلما اختف الحالة الذهانية؟ .. هذا الكلام إلى حد كبير نستطيع أن نقول إنه صحيح، خاصة فيما يتعلق بما يعرف بالاكتئابات الذهانية.

عقار أوميجا ثري لا بأس به أبدًا فهو جيد، يُجدد الحيوية الجسدية وكذلك النفسية، وهنالك بعض المؤشرات أنه يساعد أيضًا في علاج الاكتئاب النفسي.

الذي أراه هو أن تتبع إرشادات الطبيب المعالج، فمن الواضح أنه رجل مقتدر، ومن الواضح أن برنامجه العلاجي بالنسبة لها أيضًا واضح جدًّا، وحين قال أنها ربما تحتاج أن تستمر على العلاج لشهور، هذا كلام صحيح، وأنا أؤيده تمامًا، وفترة العلاج لمدة ستة أشهر قد تكون هي أقل مدة مطلوبة، وهذه قطعًا ليست طويلة.

جزاك الله خيرًا، وبارك الله فيك، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لها العافية والشفاء.

والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما سبب الشعور بوخز في الرأس والجسم؟ 2193 الأربعاء 10-06-2020 12:48 صـ
ما تشخيص حالتي التي أشعر فيها بتنميل القدمين واليدين وثقل في الجسم؟ 6555 الاثنين 16-12-2019 04:54 صـ
هل هذه الأعراض بسبب الجنبريد؟ 2735 الاثنين 14-10-2019 04:07 صـ
منذ ولادة ابني وأنا أعاني من آلام في الأرجل وبرودة في كتفي! 3217 الأربعاء 09-10-2019 01:19 صـ
شد عضلي مستمر أتعبني، فماذا أفعل؟ 1084 الاثنين 15-07-2019 05:17 صـ