أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : خطيبي يخيرني بينه وبين العمل، بماذا تنصحونني؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
درست كثيراً وسهرت الليالي، وتغربت في بلد أوروبي للحصول على دبلوم لإرضاء بعض طموحاتي -والحمد لله-، أنا مقبلة على الزواج خلال بضعة أشهر إلا أن خطيبي الآن يخيرني بينه وبين العمل وأنا أريد الاثنين، فهو شخص فيه كل مواصفات الرجل الصالح، وفي الوقت نفسه لا أستطيع التخلي عن حلمي الذي ضحيت وعائلتي كثيراً لتحقيقه، وللحصول على وظيفة شريفة تفيدني وتفيد المجتمع.
أرجو منكم النصيحة لأن الأمر يعذبني، خصوصاً وأني كنت دائماً أرفض الزواج لإتمام دراستي لكن هذه المرة الأمر مختلف، فأنا أحب خطيبي ولا أستطيع التخلي عنه أو عن عملي.
شكراً جزيلاً لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Saousan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونهنئك على هذا الخاطب الصالح –كما ذكرت–، ونعتقد أن الرجل الصالح أمنية غالية لا تعادلها أمنية، فإن من سعادة الفتاة أن تجد رجلاً صالحًا يعينها على إكمال المشوار ويعينها على طاعة ربها الوهاب سبحانه وتعالى، ونشكر لك هذا الحرص على السؤال، ونشكر لك أيضًا التمسك والحرص على الخاطب صاحب الدين، ورغم تقديرنا لمعاناة الدراسة والرغبة في إكمالها إلا أن أمر الزوج وطاعة الزوج مقدمة، خاصة إذا كان الزوج يضمن لزوجته حياة سعيدة ويستطيع أن يقوم بالواجبات كاملة، ونتمنى من الأسرة أن تتفهم هذا الجانب إذا أصر الرجل على هذا، وإن كنا دائمًا ندعو في مثل هذه الأمور بأن يكون هناك نوع من المرونة في الحوار وفي النقاش بينك وبين هذا الخاطب الذي سيُصبح زوجًا لك، ونتمنى ألا يتخذ قرارات من الآن، ولكن بعد الزواج يمكن أن يحصل تفاهم على كثير من الأمور، لأن فتح مثل هذه المواضيع في مرحلة الخطبة قد يتسبب في تدخلات سالبة من الأهل، ونتمنى أن يكون في الأهل أيضًا عقلاء يستوعبون أبعاد هذه المسألة.
كنا نتمنى أيضًا أن نعرف ما هي أسباب رفضه؟ هل لأن بيئة العمل غير نظيفة؟ هل لأنه يريد زوجة متفرغة له ولأبنائه؟ هل لأنه يرى سلوك بعض الموظفات ولا يرى الجانب المشرق من الموظفات المؤدبات؟ يعني معرفة السبب والدوافع بالنسبة له نعتقد أنها مهمة، فإذا كان لاعتبار شرعي فندعوك إلى أن تقدمي هذا الجانب، لأنك أصلاً مطالبة بطاعة الزوج، فإذا أمر بطاعة فلا مجال إلى الخروج عن طاعته، ونسأل الله أن يعينكم على تفهم هذه الأمور، ونعتقد أنه يمكن إذا لم يكن هناك مانع شرعي، وكان العمل مناسبًا لطبيعتك كأنثى، فيمكنك أن تتفقوا على أن يكون العمل في السنوات الأولى، وبعد حصول الحمل أو مجيء الأطفال تتوقفين عن العمل ولو لفترة محددة حتى يكبر العيال، ثم بعد ذلك تعودين، كنظام الإجازات التي تمارسها كثير من بناتنا وأخواتنا الموظفات الصالحات.
وإن كنا في كل الأحوال نؤكد أن وظيفة المرأة الكبرى في بيتها، بل هي وظيفة تعمل فيها لأربعٍ وعشرين ساعة، وتقدم خدمات جليلة وكبيرة لأمتها، ولذلك أرجو أن يكون هذا الجانب واضحًا، وأنت بلا شك ستستفيدين من دراستك في تربيتك لأبنائك، وفي اكتسابك النضج في الحياة، فالعلم له ثمار، له آثار كبيرة على أهله مهما كان نوعه، ومهما كان المجال الذي درسه الإنسان.
نسأل الله أن يقدر لك وله الخير، وأن يلهمكم السداد والصواب، وأن تصلوا إلى الرأي المقنع الذي فيه إرضاء لله، وفيه تطييب لخاطر الأسرة والأهل، ونسأل الله لك وله التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هي الأمور التي تناقش أثناء الرؤية الشرعية؟ | 38817 | الخميس 31-01-2019 06:49 صـ |