أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لدي توهم بأني مسحورة من زوجة عمي وابنتها.. ما نصيحتكم؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر كل القائمين على هذا الموقع الرائع
سؤالي هو:

زوجة عمي وابنة عمي يعملون الأسحار للناس وكل من يعيش حولهم، وبعد أن عرفت ذلك قررت أن أحصن نفسي بالرقية الشرعية، ورقيت نفسي عدة مرات، ولكن الأمر تحول عندي إلى خوف شديد، ووهم بأنهم قد عملوا لي عملا، لدرجة أني أخاف من نفسي، وأشعر بأن بداخلي جنيا، ولكن عند قراءة الرقية لا يحدث شيء، وأنا أصلي الصلاة في وقتها، وأشغل دائماً سورة البقرة في البيت، لكن الخوف يزداد عندي يوما بعد يوم حتى أني أخاف الجلوس بمفردي، وإذا حدث اهتزاز في أي جزء من جسمي أخاف منه، فهل أنا مصابة بالسحر؟

مع العلم بأني مريضة بالغدة الدرقية، وأتعالج منها بالتروكسين 100 يوميا، وآخذ اندرال 40 نصف حبة أربع مرات في اليوم لسرعة دقات القلب، فهل هذا بسبب الغدة؟ وماذا أفعل، لأني أحس أني من شدة الخوف سوف أجن؟ فأنا عرفت أنهم يقومون برش السحر أمام المنازل، فكيف أتعامل مع زوجة عمي وابنة عمي؟ وكيف أتغلب على الخوف؟

مدة قراءة الإجابة : 9 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنحن المسلمون نؤمن بوجود السحر، لكن الإشكال الكبير يأتي في أن ما هو حقيقي وثابت اختلط بالكثير من الخرافات والمعتقدات الغير صحيحة، والانقياد للشعوذة والمشعوذين في بعض الأحيان.

أنت من وجهة نظري – والله أعلم – لست مصابة بالسحر، إنما أنت مصابة بحالة نفسية نسميها بقلق المخاوف، وفي حالتك التشخيص هو الخوف من أنك مصابة بالسحر، فإذن كل الذي بك هو خوف، وهذا الخوف مسبب، لأنه وبكل أسف في مجتمعاتنا – وفي بعضها – لا زال يُشاع بين الناس وتتداول أفكار خاطئة من أن بعض الناس قد يتسلطون عليك، ويكونون هم في ضرك أو نفعك، وهذا مخالف تمامًا لعقيدتنا، هذا الكلام ليس صحيحًا.

أنزعي هذا الفكر وأحسني الظن بمن حولك، وعليك بالصلاة في وقتها، والدعاء والأذكار وتلاوة القرآن، وأن تسألي الله تعالى وأنت موقنة بالإجابة أن يحفظك من كل سوء.

الرقية الشرعية مطلوبة، أنت ذكرت أنك عند قراءة الرقية لا يحدث شيء، ماذا تتوقعين أن يحدث؟ لا شيء سوف يحدث أبدًا، هذه الخرافات والتفاعلات التي يتكلم عنها الناس بعد الاستخارة أو الرقية ليست صحيحة كما أفاد علمائنا الأفاضل.

ارقي نفسك عدة مرات، وحافظي على أذكارك، وانزعي هذا الفكر من تفكيرك، فالإنسان أكرم عند الله تعالى من السحر والسحرة، وهو – أي الإنسان – محفوظ تحت رعاية الله وكنفه.

تصحيح الأفكار مهم، وأنت إن لم تسيري في هذا الطريق فستظل عدنك مشكلة التوهمات والمخاوف، وأنا سعيد أنك ذكرت أنك تعانين من خوف ووهم من أنهم عملوا لك عملا، فالوهم هو أمر خيالي، أمر لا يرتبط بالواقع وليس صحيحًا.

هذا التأثير النفسي الذي يأتينا من بيئتنا نتيجة لمعتقدات بعض الناس نسميه بالتأثير الإيحائي، والتأثير الإيحائي مُضر بالإنسان، وهذا جعلك تفسرين حدوث اهتزاز في أي جزء من جسمك بأنك مصابة بالسحر، هذا خطأ، هذا وهم، هذا لا أساس له.

توكلي على الله، ولا تتهمي أحدًا بأنه قد قام بعمل لك أو سحر لك، أنت في حفظ الله، واصرفي انتباهك من كل هذا التفكير، وإن أردت أن تذهبي إلى طبيب نفسي سوف يوجه لك المزيد من الإرشاد، وسوف يصرف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وإن لم تستطيعي الذهاب للطبيب، فأنا أرشدك نحو تناول دواء يعرف باسم (سيرترالين) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا (مودابكس) أو (لسترال) أو (زولفت) ويتم تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة كاملة، تناوليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

إذن تشخيصك هو الخوف من الإصابة بالسحر وليس بالسحر، والعلاج هو ما ذكرناه لك من إرشاد، وتناول الدواء مطلوب، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، وتليها إجابة الشيخ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - ابنتي الكريمة الفاضلة – فالذي أحب أن أبشرك به، وأخبرك به أيضًا أن قضية السحر ليست بهذه الصورة السهلة التي تتصورينها، فحتى يكون الإنسان ساحرًا يحتاج إلى سنوات وسنوات وسنوات، ونادرًا ما نجد حقيقة امرأة ساحرة، فالتاريخ يُثبت لنا أن نسبة النساء الساحرات تكاد تعد على الأصابع، فالسحر عادة يكون من الرجال، لأن هناك طقوس لا تستطيعها المرأة ولا تصبر عليها.

كونك تتوقعين أن زوجة عمك أو ابنتها تعملان السحر، فهذا في غير محله، ولا تصدقي هذا الأمر مطلقًا، نعم من الممكن أن يستعينا ببعض السحرة، أما أن يقوما هما بعمل سحر بنفسيهما فهذا أمر صعب، وصعب جدًّا حقيقة، وهو ليس سهلاً، فقد تكون المحافظة في مصر بالكامل ليس فيها ساحر واحد، ساحر بمعنى الساحر، ولكنّ الناس يتوهمون التوهمات ويعيشون فيها ويصدقونها، ولكنها خلاف الواقع تمامًا.

فأنا أرى أن هذا، وهم لا أساس له من الصحة، ولا تصدقي أبدًا هذه الأقوال، حتى لو قالوها فهي من باب تخويفك، وإدخال الرعب والهلع في قلبك، فهذا ممكن، ولكن في الواقع لا أساس لهذا الأمر من الصحة.

ثانيًا: حتى لو أن هناك سحرًا، فإن السحر لا يؤثر وحده، وإنما السحر شأنه شأن الأمراض الأخرى، لا يقع إلا بإرادة الله تبارك وتعالى، وأنت -ولله الحمد- محافظة على طاعة الله تعالى وعلى الصلاة، ومحافظة على قراءة سورة البقرة – فإنها لا يستطيعها البطلة – ومحافظة على الرقية الشرعية، وهذه كلها أمور عظيمة، وهي من أعظم عوامل دفع الشيطان ورد كيده إلى نحره.

فإذن عليك أن ترفعي هذا التوهم من ذاكرتك؛ لأنه لا تستطيع المرأة بسهولة أن تكون ساحرة، والأمر الثاني: عليك أن تعلمي أن هذا إن صار فهو بقضاء الله وقدره، ولا دخل للإنسان فيه، بمعنى أنه ليس هو الفاعل في الحقيقة، وإنما هذا أمر بيد الله تبارك وتعالى كسائر الأمراض أو الفيروسات أو المسببات للأمراض.

كذلك - بارك الله فيك – عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى، فإن الدعاء كما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يرد القضاء إلا الدعاء) وقال أيضًا - عليه الصلاة والسلام -: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء) فاجتهدي في الدعاء أن الله تبارك وتعالى يصرف عنك كل سوء، ويعافيك من كل بلاء، ويرد عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين.

وفي الواقع أنت - كما ذكر أخِي الدكتور محمد عبد العليم – لست مصابة بالسحر، ولكنك متوهمة أنك مسحورة، مسألة الاهتزاز في جزء من جسمك: هذا شيء عادي، ولا علاقة له بالسحر، وأنت -ولله الحمد والمنة بفضل الله عز وجل- تحصني نفسك بالرقية الشرعية، وأنا أتمنى أن تواصلي هذا الأمر، وأن تُضيفي إليه الدعاء أن الله تبارك وتعالى يرفع عنك هذا البلاء، واعلمي أن هذا ليس سحرًا بأي صورة من صوره، وكونك تشعرين بأن في نفسك أو في داخلك جنيا هذا وهم، فأنت -الحمد لله- من أهل الصلاة – بفضل الله تعالى – وتقرئين دائمًا أو تسمعين دائمًا سورة البقرة، وهذه في حد ذاتها أقوى عامل من عوامل رد السحر ورد الشياطين، فإن النبي - عليه الصلاة والسلام – أخبرنا أن البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة (لا يقربه شيطان ثلاثة ليال)، وكذلك أخبرنا في فضل سورة البقرة أنها (لا يستطيعها البطلة) أي السحرة.

فإذن - بارك الله فيك – عليك أن تعلمي أن هذه أوهام، لعل هذا العلاج الذي وصفه لك أخِي الدكتور محمد عبد العليم ينفعك الله تبارك وتعالى به، فأنت في خير وإلى خير، ولا ينبغي أن تُوهمي نفسك أبدًا بذلك.

إن ازدادت حالتك سوءًا، وأصبح الوضع أشد مما أنت فيه، فمن الممكن أن تستعيني بعد الله تعالى بأحد الرقاة الشرعيين الثقات المعروفين بسلامة العقيدة وصحة الطريقة، ليقوم بمساعدتك في ذلك، أما إذا ظل الأمر على ما هو عليه فهذا وهم ستتخلصين منه - بإذن الله تعالى – وهذا الدواء سوف يساعدك في ذلك - إن شاء الله تعالى – فأنت على خير، ولكن هذا الوهم هو الذي أحدث عندك هذه التغيرات، ومجرد رفعه ومقاومته وعدم الاستسلام له ستكونين في أطيب حال وفي أحسن صورة - بإذن الله تعالى وإن شاء الله – .

أسأل الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
حياتي أشبه بكابوس من شدة ما أعانيه من وساوس. 1147 الأحد 05-07-2020 06:23 صـ
أعاني من الاكتئاب والخوف ووسواس الموت، كيف الخلاص من ذلك؟ 2055 الخميس 02-07-2020 03:41 صـ
هلع ووسوسة من الأمراض، فهل من علاج؟ 2638 الثلاثاء 09-06-2020 06:38 صـ
الخوف من بالأمراض جعل حياتي مليئة بالقلق 3428 الثلاثاء 02-06-2020 12:49 صـ
أعاني من عدة أعراض نفسية وجسدية، فما مشكلتي؟ 2815 الأربعاء 25-03-2020 01:28 صـ