أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عم صديقي يسخر ويكره ابن أخيه كرها شديدا.. ما توجيهكم؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

هناك مشكلة عميقة تتعلق بشاب عمره 23 سنة.

خلاصة القصة أن الشاب استولت عليه جماعة من الجن، واختطفوه حتى صاروا يسيطرون عليه بالكلية، ويتحدثون بلسانه في الشهور الماضية حتى أن أهله يظنون أنه هو من يتحدث.

المشكلة أن هذا الفتى مريض بمرض الفصام، ولم يستطع أن يكمل دراسته، فاضطر إلى تركها بالكلية. والده ظن أنه يمثل بمرضه، وقسا عليه بالكلام، وبالسب، والسخرية، وأبوه بالذات لا يؤمن بوجود الجن، ويسب الخالق - عز وجل - فهو علماني جدا!

هذا الشاب تدخل ابن عمه في القضية لكي يصلح بين عمه ( والد الشاب)، وأم الشاب والشاب، وهنا تأتي المشكلة الكبرى، وهي أن والد الفتى يكره ابن أخيه كرها حقيقيا لا يعلم به إلا الباري عز وجل، وبدأ يضطهده ويسبه بأبشع الألفاظ.

الشاب المريض أقسم بالله أنه شاب فيه من البر بوالديه وأهله، وحسن الخلق، -والله- قد أحتاج أن أكتب مجلدات عنه، فيه من الصبر حتى أنه ينادي -ليس والديه فقط- بل حتى جدته وأعمامه وعماته وأخواله وخالاته بأمي وأبي قدرا؛ لأنهم بمنزلة الولدين.

آلمه وآلمني أنا أيضا موقف أبيه من السخرية والاستهزاء بابن أخيه، ألم يقل الرسول العظيم عم الرجل صنو أبيه، والخالة بمنزلة الأم، فكيف يؤذي أب ابنه؟ أليس العم أب ثان لبني البشر؟

فلماذا هذا البغض؟ أرجوكم ادعوا للشاب فهو إلى الآن محاصر من قبل الجن، وأفيدوني عن منزلة العم والعمة والخال والخالة.

السؤال الثاني: هل تنتهي مرحلة الشباب بالثلاثين أم الأربعين؟ أي هل يصير الشاب كهلا في الثلاثين؟ أم يظل شابا؟

أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزيك عن صاحبك خيرًا، كما نسأله جل جلاله أن يصرف عنه كيد شياطين الإنس والجن، وأن يمتعه بالصحة والعافية في دينه ودنياه، وأن يعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يصلح ما بينه ويبن والديه، وأن يشفيه من تلك الأمراض التي ألمتْ به، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم الفاضل – فإن قضية الجن التي ذكرتها من أنهم قد خطفوا صاحبك، وهو في الثالثة والعشرين من عمره، وصاروا يسيطرون عليه بالكلية ويحاصرونه.

أنا لا أكاد أتصور هذا الكلام على حقيقته، وأنا لا أدري هل أنت تقصد بذلك الجانب المعنوي، أم الجانب الحقيقي، يعني هل أنت تريد أن تصور الأمر على أن الأمر عظيم، أم أنه حقيقة فعلاً هذا الأمر الذي تم؟ لأني لا أتصور أن الجن لديهم هذه القدرة التي تتكلم عنها، فإن الجن كما تعلم جبان، ويخاف من المؤمن، فكيف يحاصر الجن الإنسان ويسيطر عليه بهذه الطريقة التي ذكرتها؟

أنا حقيقة لا أكاد أتصور هذا الأمر على حقيقته، كما ورد في كلامك، ولكن أنا أؤمن بأن الجن فعلاً يمس الإنسان ويُلحق به الضرر، وأن لديه القدرة على التأثير على أعضائه، وعلى عقله، وعلى غير ذلك من أموره الخاصة أو العامة، هذا كلام لا جدال فيه، ولا شك، ولكن القضية أن هذا الحصار العسكري الذي تتكلم عنه لا أعتقد أن الجن لديه القدرة أن يفعل هذا، خاصة وأن هذا رجل ملتزم، ورجل فيه خير، وحريص على الطاعة، وبار بوالديه، فأرى أن لديه مقومات عظيمة لدفع هذا البلاء عن نفسه.

أما على فرض أن هذا الأمر حق، فأنا أرى أن علاج هذه المسألة يكون في الرقية الشرعية، فأنت تستطيع بما أن الله قد منّ عليك بقدر من الالتزام طيب – ولا نزكيك على الله – أن تبحث له عن رقاة معك، وتبدؤون في رقيته؛ لأنه يحتاج إلى رقية مكثفة، فالرقية الخفيفة الضعيفة هذه التي تحدث أحيانًا لن تفيده كثيرًا، فهو يحتاج إلى رقية مكثفة، تحتاج ساعات طويلة حتى يتمكن من التخلص من هذه الآفات التي ألمت بجسده، والرقية الشرعية كما تعلم مجموعة آيات وأحاديث ثبتتْ جدواها وفعاليتها في مثل هذه الحالات.

فعلينا أولاً بعلاج هذا الأخ من هذه المسائل، وتجتهد أنت في ذلك، إذا لم تتمكن من ذلك بنفسك، فمن الممكن أن تستعين ببعض الأخوة المعالجين المشهورين في منطقتكم المعروف عنهم سلامة المعتقد، وصحة الطريقة، بمعنى أنهم لا يستعملون طرقا غير واضحة أو غير معلومة لدى أهل السنة والجماعة.

فهذا -بارك الله فيك- مطلوب، وأتمنى أن تعين أخاك على ذلك بإذن الله تعالى، هذا الأمر الأول فيما يتعلق بقضية الأمراض، وأنا أخشى أن تكون قضية الفصام أيضًا التبست عليكم، بمعنى أنه التبس عليك أمر الجن مع الفصام؛ لأن الفصام كما تعلم مرض نفسي له علاجه الدوائي، وله علاج السريري، وله علاجه السلوكي، وأرجو أيضًا أن يذهب إلى الطبيب ليقوم بفحصه ويحدد حالته، والطبيب يستطيع أن يُخرجه من هذه المسألة؛ لأن الله تبارك وتعالى قد يسر له علاجًا ودواءً، والسنة تقتضي الأخذ بالأسباب كما تعلم.

فيما يتعلق بعلاقة الأخ بوالديه وظروف والديه التي أشرت إليها، فأنا أرى ألا يُلقي بالاً لهذه التفاهات التي تصدر من والده، خاصة فيما يتعلق بالسخرية أو إنكار الجن أو غيره، لأنه كما ذكرت رجل علماني، ويتطاول على الذات الإلهية وغير ذلك، وبهذه الطريقة أعتقد أن أسلم شيء إنما هو تحييده، بمعنى أن نحايده فلا نعلن عليه حربًا، ولا نتكلم فيه ولا نتكلم كلامًا يؤدي إلى إثارته، أو يؤدي إلى استفزازه، وإنما نتساهل معه إلى أبعد حد.

فيما يتعلق بسؤالك: هل الأب يؤذي ابنه؟ هذا من الصعب ويتعذر حقيقة أن نقول بأن الأب يؤذي ابنه إلا إذا كان الأب غير طبيعي، أو الابن غير طبيعي، والإيذاء هذا أيضًا نسبي، فقد يكون التأديب، وقد يكون التوجيه بالنسبة لك إيذاءً، وقد يكون إيذاءً حقيقًا، أما الأب الطبيعي، والابن الطبيعي، فلا أعتقد أن الحاجة داعية؛ لأن يقوم الأب بإيذاء ابنه إذا كان أبًا طبيعيًا وابنًا طبيعيًا.

فإذا كان شيئا من هذا، فمعنى ذلك أن هناك شيئا غير طبيعي، إما في الوالد أو في الولد.

سؤالك: أليس العم أبٌ ثانٍ لبني البشر؟ .. نعم العم أب ثاني، هذا حق، وهذا في الواقع يؤيد ذلك.

فلماذا هذا البغض؟ أقول هذه مسألة نفسية، وقضية الحب والبغض من الله سبحانه وتعالى، والقلوب كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء)، ولعل هناك مواقف أدت إلى هذه النفرة تحتاج إلى إزالة هذه المواقف، أو سؤال العم نفسه، لماذا هذه الكراهية؟ أو لماذا هذا البغض، ونعتقد أننا إذا تواجهنا وتصارحنا من الممكن -إن شاء الله تعالى- أن نخفف من حدة هذا الأمر، أو نزيله بإذن الله تعالى.

سؤالك: أليست العمة والخالة والدة؟ .. نعم، فالعم والخال بمنزلة الأب، والعمة والخالة بمنزلة الأم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه قوله: (الخالة والدة).

سؤالك: هل تنتهي مرحلة الشباب في الثلاثين أم في الأربعين؟ .. عمر الثلاثين هي قوة الشباب، والأربعين هي الدخول في عالم الرجولة، {حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة} فإذن هنا بلوغ الأشد معناه الانتقال من مرحلة الشباب إلى مرحلة الرجولة أو الكهولة، أما قبل ذلك فهذه كلها مرحلة الشباب.

أتمنى أن يكون لك دور في مساعدة صاحبك في قضية الرقية الشرعية؛ لأني أرى أن علاجه في ذلك، وبإذن الله تعالى سوف تتحسن حالته إلى حد كبير جدًّا، إذا وجد الراقي المخلص الصادق القوي الأمين الذي يأخذ بيده -إن شاء الله تعالى- إلى بر الأمان، وهذا سهل ميسور بإذن الله تعالى إذا توافرت عوامل الصدق والأمانة والإخلاص والتقوى والديانة، وأسأل الله أن يصرف عنه كل سوء.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
خطيبي محسود وهناك ما يصده عني ففسخ الخطبة، ما رأيكم؟ 1544 الاثنين 20-07-2020 06:14 صـ
الكوابيس دمرت حياة قريبتي ومنعتها من ممارسة حياتها الطبيعية! 2390 الأربعاء 10-06-2020 09:28 مـ
خطيبتي أصيبت بسحر التفريق بعد خطبتنا، كيف أتصرف معها؟ 4853 الأحد 29-03-2020 05:54 صـ
فقدت جمال الوجه والجسد بسبب العين والحسد، فهل تجدي الرقية الشرعية؟ 19040 الأربعاء 26-02-2020 12:28 صـ
أعاني من وسواس الموت، كيف الخلاص من ذلك؟ 10988 الأربعاء 16-10-2019 03:50 صـ